أكَّد القيادي البارز في حركة حماس ومستشار رئيس الوزراء الأسبق, د. أحمد يوسف, على أن الجزائر وافقت رسميًا على فتح مكتب للحركة فيها, واصفًا إياها بالخطوة الجريئة, التي من شأنها أن تُؤسس لعلاقات أوسع مع البلدان العربية, مُشدّدًا على عمق العلاقات الفلسطينية الجزائرية, التي تكلَّلت بمواقفها الراسخة, وفتح أبوابها لكل الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير منذ بداية الثورة.
وكشف في تصريح خاص إلى "فلسطين اليوم" أنَّ موعد انتخابات المكتب السياسي لحركة حماس واختيار أعضائه الجُدد, سيكون على الأرجح بين شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل من عام 2017, موضحًا أنَّ انتخابات المكاتب الفرعية والمناطق والسجون ستكون في شهر كانون الأول/يناير من نفس العام, رافضًا التطرق إلى تفاصيل مرشحي الرئاسة "للحركة", وأكَّد على أنَّها تُجْرى في سرية تامة, وبعيدًا عن الإعلام.
وأشار إلى أنَّ الحركة راهنت على نجاح الانتخابات المحلية الفلسطينية, ولفت إلى أنَّها قدمت كل التسهيلات من أجل انجاحها, سواءً من خلال تواصلها مع اللجنة والفصائل والقوى السياسية, وأوضح أن السبب في تأجيلها يعود إلى الضغوطات الدولية والعربية التي مورست على القيادة الفلسطينية, نافيًا أن يكون السبب وراء تأجيلها رفض التعامل مع محاكم قطاع غزة.
ونوَّه إلى أنَّ زيارة نائب رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية المفاجأة إلى الحج, هدفها أداء الفريضة, ونيته القيام بجولة إلى دول عربية وإسلامية من بينهم قطر وتركيا لاطلاعهم على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وخصوصًا قطاع غزة, وحشد الدعم العربي والإسلامي من أجل فك الحصار عن غزة, وتوفير الدعم اللازم لإعادة إعمار القطاع, والعمل على تطوير المشاريع الأساسية للبنية التحتية, والبحث عن حلول للإشكاليات العالقة.
وغادر هنية قطاع غزة, وترك خلفه عدة تساؤلات تثار حول المغادرة, أبرزها أنه هل يرأس المكتب السياسي خلفا لخالد مشعل الذي بات من المؤكد على أنه لن يترشح للانتخابات المقبلة بسبب الأنظمة الداخلية للحركة ؟, وهل من الممكن أن يلتقي العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز؟, فيما رأى محللون مختصون في الشأن الإسلامي أن الهدف الأساسي من مغادرة هنية تكمن في ترتيب الأوضاع الداخلية للحركة, ومناقشة منصب رئيس المكتب السياسي.
وبين الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسلامي, حسام الدجني, أنَّ المملكة العربية السعودية بدأت تترجم استراتيجياتها في احتواء الإسلام الوسطي, لإغلاق الباب أمام النفوذ الإيراني في المنطقة, مشيرًا إلى أنَّ هناك احتمال لعقد لقاء بين هنية ومسؤولين سعوديين كبار في الدولة من أجل مناقشة الملف الفلسطيني وملفات أخرى تهم الطرفين وتساهم في تطور العلاقات الحمساوية السعودية", وأشار إلى أنَّ التقارب "الحمساوي السعودي" لن يكون على حساب طهران, أو اي دولة أخرى, لافتًا إلى أنَّ سياسة حماس الخارجية تعمل على التوازن في العلاقات مع كل الأطراف, مُؤكّدًا على أنَّ هذا ما تترجمه طبيعة الجولة الخارجية لـ"هنية" واتجاهاتها".
يُذكر أنَّ حركة حماس تجري الانتخابات الداخلية كل أربع سنوات بطريقة سرية, ويتم خلالها اختيار أعضاء ورئيس المكتب السياسي, فيما يتوقع مراقبون أن تُؤسس النتائج لمرحلة جديدة من العلاقات تساهم في انهاء حالة التجاذب السياسي.
أرسل تعليقك