إلدوريت _ أ.ب
يدرك العداء غاركوث بوك دييب أن أداءه في السباقات يتوقف بدرجة كبيرة على جهده وجديته في التمرين. لذا، فهو يتدرب منذ الفجر قاطعا 15 كيلومترا فوق مرتفعات مدينة إلدوريت الكينية.
وفي غير وقت التمرين، يحرص ديب على مشاهدة العدائين الآخرين في مسابقات جرت في مدن لم يرها من قبل، مثل لندن وبوستن ونيويورك وباريس، بحسب صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية.
والجري في ماراثون لن يعادل أبدا صعوبة الظروف التي واجهها ديب، فهي لا تضاهي ألم فقدان كامل عائلته في حرب أهلية بجنوب السودان، أو اللحظات التي عاشها فارا من جحيم الحرب إلى معسكر داداب للاجئين في كينيا والذي يضم 450 ألف لاجئ مما يجعل منه أكبر بقعة للاجئين على وجه الكرة الأرضية.
لكن هناك ما يستحق أن يتعب ديب لأجله حقا، وهو تحقيق انتصار يضع قضية اللاجئين أمام أنظار العالم، من خلال المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية المقررة في ريو دي جانيرو بالبرازيل في أغسطس المقبل.
فهذا العداء مثل 42 رياضيا آخر مقترحين ضمن فريق اللاجئين الذي سيضم في نهاية المطاف 5 إلى 10 لاعبين، و لن يمثلوا البلدان التي جاؤوا منها بل سيرفعون العلم الأولمبي الذي منحهم فرصة المشاركة ضمن "فريق اللاجئين".
ووافقت اللجنة الأولمبية الدولية في مارس الماضي على تشكيل فريق اللاجئين من أجل السماح لهؤلاء الذين شردتهم الحروب والظروف السياسية القاسية إلى اللجوء، بالمشاركة في الحدث الرياضي الأهم على الإطلاق وتسليط الضوء على قضية اللاجئين.
وفي معسكر داداب للاجئين، توجد المجموعة الأكبر من العدائين الذين أتيحت لهم فرصة التدريب من أجل الاستعداد للأولمبياد، وذلك برعاية أشهر عدائيي كينيا ورجال الخير فيها.
فبين المرتفعات الواقعة جنوبي نيروبي، يجري هؤلاء العداءون يوميا ويتدربون منذ أكثر من 6 أشهر، وبعضهم التقى بالحذاء الرياضي لأول مرة حتى أنه شعر ببعض الألم نتيجة عدم الاعتياد عليه.
وبالنسبة لديب وزملائه، فإن فريق اللاجئين ليس فقط رمزا للأزمة التي يعيشونها، بل هو السبيل للخروج منها.
ويقول ديب:" أريد أن أصبح بطلا.. إذا ربحت فإن ذلك سيغير حياتك".
أرسل تعليقك