اختتمت الأحد فعاليات دورة الألعاب العالمية للفروسية والتي اقيمت في مدينة نورماندي الفرنسية وسط حضور جيد للفروسية القطرية تمثل في حصول الفارس عبد الرحمن السليطين على برونزية الفردي في سباق قوة التحمل الذي اقيم لمسافة 160 كم، كما قدم فرسان قطر لقفز الحواجز مستويات رائعة ومبهرة مع أشهر الفرسان في العالم.
وبالرغم من أن المشاركة اقتصرت على فعاليتين فقط من بين 8 فعاليات بالدورة ، لكن قطر برهنت على اهتمامها الكبير برياضة الفروسية وتطورها في السنوات الأخيرة.
وجاء اقتصار المشاركة القطرية على لعبتين فقط ليجعل سقف الطموحات معروفا قبل المشاركة لان قطر لم تشارك من أجل المنافسة على المراكز الأولى في الترتيب العام للدورة، بل الهدف كان التركيز على قوة التحمل وقفز الحواجز، على اعتبار أن هناك منافسات بالدورة ليست موجودة في قطر، ولا يوجد من يمارسها مثل (الفولتنج) وغيرها من ألعاب الفروسية الأخرى التي اقيمت في الدورة، وحظيت بمتابعة جماهيرية غير طبيعية نظرا لأن الاوروبيين يتابعون هذه الرياضات وتقام لها مسابقات بشكل منتظم.
وجاءت الميدالية التي حققها الفارس عبد الرحمن السليطين في قوة التحمل تاريخية بالفعل في ظل قوة البطولة، وأيضا لان فرسان التحمل لم يحققوا إنجازات ملموسة في السنوات الأخيرة.
واستطاع الفارس عبد الرحمن السليطين أن يؤكد جدارته بالحصول على البرونزية في الفردي وسط منافسة قوية مع بقية المشاركين، حيث تغلب السليطين على صعوبة السباق وأيضا الامطار الغزيرة وكثرة حالات الاستبعاد للجياد، ونجح في إكمال السباق حتى خط النهاية ، وأن يكون على منصة التتويج.
أما فرسان قفز الحواجز، فإن مشاركتهم في الدورة كانت بمثابة التحدي بالنسبة لهم ، خاصة وأن مسابقة القفز تعتبر بطولة العالم في هذه المسابقة ويشارك بها أقوى الفرسان في العالم ، وكانت البداية مع مشاركة الفرسان في مسابقة الفرق ، وقدموا مستويات جيدة على مدار يومين وحقق منتخب قطر المركز الخامس عشر في الترتيب العام ، وهو مركز جيد بلا شك ، خاصة وأن البطولة شارك بها 34 منتخبا على مستوى العالم وتفوق فرسان قطر في الترتيب على المنتخب الإنجليزي صاحب الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الاولمبية الماضية في لندن 2012 .أما في مسابقة الفردي، فقد كان للفارس الشيخ علي بن خالد آل ثاني كلمته واستطاع أن يصل الى النهائي ضمن أفضل 30 فارسا في المسابقة، وحاول جاهدا أن يكون بين العشرة الأوائل ولكن حاجزا واحدا منعه من ذلك ليحصل على المركز الرابع عشر على العال.
ولأول مرة تحصل الفروسية القطرية على هذا المركز في بطولة العالم .. مما يعنى أن هناك تقدما كبيرا بالنسبة للفرسان ، ومع استمرار الاهتمام بهم وكثرة اكتساب الخبرة سيكون لفرسان قطر شأن رائع في النسخة القادمة من بطولة العالم ، وما تحقق يعد خطوة نحو مستقبل أفضل نظرا لأعمار الفرسان والتي ستسمح لهم بالتفوق مستقبلا مع استمرار اكتسابهم الخبرة والمشاركة في البطولات الدولية الكبيرة.
وصرح السيد حمد عبد الرحمن العطية رئيس اتحاد الفروسية بأن الاتحاد ومن خلال مشاركته الجيدة في دورة الألعاب العالمية في نورماندي قام بإعداد فرسانه بالشكل الملائم لخوض منافسات دورة الألعاب الآسيوية القادمة في كوريا الجنوبية والتي يتطلع خلالها فرسان قطر الى تحقيق أكثر من ميدالية ، حيث تشارك قطر في منافسات قفز الحواجز، وكذلك منافسات (رياضة الثلاثة أيام).
وقال العطية "إن دورة الألعاب الآسيوية من الاستحقاقات المهمة التي نستعد لها في اتحاد الفروسية منذ فترة ، وبعد المستوى الجيد لفرساننا في بطولة العالم فإن لدينا ثقة كبيرة في فرسان القفز لتحقيق ميدالية لقطر سواء في منافسات الفردي أو الفرق، وهذا لن يتحقق إلا بالحفاظ على مستواهم وأيضا النظر الى البطولة بكثير من الاهتمام وعدم الالتفات الى مقولة أن المنافسات في الآسياد أقل مستوى من بطولة العالم لأن هذا وإن كان أمرا حقيقيا بالفعل إلا انه ربما يؤثر على تركيز الفرسان ، ولدينا الثقة أيضا في منتخب الثلاثة أيام ، حيث تم إعداده بالشكل المناسب".
وحول المشاركات المقبلة لفرسان قطر، أوضح العطية أنه بداية من الأسبوع المقبل وحتى نهاية العام الحالي سيكون فرسان قطر لقفز الحواجز على موعد مع أكثر من مشاركة قوية وكبيرة من اجل تحقيق التطلعات، مشيرا إلى أنه في الأسبوع المقبل سيشارك الفرسان في جولة لوزان بجلوبال تور العالمية لقفز الحواجز، وبعدها يتوجهون إلى فيينا للمشاركة في الجولة قبل الأخيرة من البطولة ذاتها. ثم بعد ذلك سيتوجه فرسان قطر إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في منافسات القفز في دورة الألعاب الآسيوية وأيضا ستكون هناك مشاركة لمنتخب الثلاثة ايام في نفس الدورة.
ولفت رئيس اتحاد الفروسية الى انه في شهر أكتوبر المقبل يشارك فرسان قطر للقفز في كأس الأمم التي ستقام في لشبونة بمشاركة الفرسان المتميزين على مستوى العالم ، وبعد العودة منها سيبدأ الفرسان الاستعداد لخوض الجولة الأخيرة من جلوبال تور العالمية والتي ستقام في الدوحة وتحديدا داخل الشقب ، وهذه البطولة يحتل فيها الفارس باسم سيف المركز الرابع على الترتيب العام حتى الآن، ويسعى جاهدا للحفاظ على تفوقه في نسخة العام الحالي".
وأضاف العطية انه بعد الانتهاء من جلوبال يشارك الفرسان في الدوري العربي المؤهل الى نهائيات كأس العالم لقفز الحواجز، علما بأن الفارس الشيخ علي بن خالد آل ثاني شارك في نسخة عام 2013 في هولندا، وشارك الفارس الواعد حمد علي العطية في نسخة 2014 التي اقيمت في ليون بفرنسا، ومن ثم فإن هدف الفرسان سيكون التأهل الى كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي.
أرسل تعليقك