نابلس - آيات فرحات
بلباس أبيض يعلوه مريول أسود يقف المدرب محمد زيدان أمام طلابه المصطفين إيذانًا ببدء التمرين، يغمضون أعينهم ويركزون أسماعهم على الأصوات المحيطة بهم، كتهيئة يتمكنوا من خلالها بدء التمارين بذهن صافٍ ونَفَسٍ مستقر ومرتاح.
إنهم طلاب الأيكيدو في مخيم بلاطة الواقع إلى الشرق من مدينة نابلس، والذين تتراوح أعمارهم بين الثماني سنوات والأثني عشر عامًا، يتعلمون تلك الرياضة اليابانية التي تندرج تحت أنواع وفنون القتال.
يشير المدرب محمد زيدان، 47 عامًا، إلى أنَّ الأيكيدو رياضة أوجدها مقاتلون السيموراي القدامى من اليابانيين في نهاية القرن التاسع عشر، ومن فلسفتها "إحضار الأيكيدو للمعركة" للدفاع عن النفس فقط وليس الهجوم، وهذا ما تختلف به عن "الكاراتيه".
وأضاف زيدان لـ"فلسطين اليوم" حول أهمية هذا النوع من الرياضة: "تؤمِّن لمن يتعلمها حياة كريمة دون أنَّ يؤذي غيره، فهي للدفاع دون الهجوم، وقد تؤدي إلى بعض الكسور لا أكثر، فالمدافع فيها يأخذ قوته من المهاجم، على عكس الكاراتيه المبنية على أسلوب الكرّ والفرّ، وفي كثير من العروض التي كنا نقدمها وجدنا إعجابًا من جميع الفئات لهذه الرياضة".
زيدان، الذي يعلم طلابه إتقان الأرقام اليابانية أيضًا في عد حركاتهم، يروي قصته مع هذه الرياضة: "تعلمتها منذ 14 عامًا، على أيدي مدربين أجانب، وكان الإقبال عليها قليل جدًا، ومنذ ذلك الحين وأنا أتدرب وأطور نفسي حتى أصبحت مدربًا، وقدمت العديد من المشاريع في عدة دول أوروبية".
وعن أماكن تعليم هذه الرياضة، يؤكد زيدان أنها تعلم حاليًا في المراكز ذات الدعم الأوروبي المنتشرة في المخيمات، وتعلم للأولاد فقط، لعدم وجود مدربات تعلم الفتيات، إلى أنها تصلح لهن بشكل أكبر، وفي الوقت الحالي هناك مدربة واحد أجنبية تدرس هذه الرياضة للإناث في مدينة رام الله.
ثم أضاف: "يتم في هذه الرياضة امتصاص عنف الأطفال لاسيما كثيرو الحركة والمشاغبون منهم، وهي كباقي أنواع العلوم بحاجة إلى مدرس يتواصل جيداً مع تلاميذه ليزيد حبهم في ما يتعلمون".
أما الطالب عبدالله صالح فيتحدث لـ"فلسطين اليوم" بحماسة شديدة حول ما تعلمه في هذه الرياضة: "أنا مبسوط للغاية من هذا التدريب، وقد تعلمت حركة الانسحاب الخلفي أو الأمامي حال أني تعرضت لهجوم في الشارع، وكيف أحمي نفسي، تعلمت أيضًا كيف أصد بعض الحركات الهجومية وكي ألف يد من حاول ضربي، ومتى أتوقف حين يصل الأمر للضرر أو الكسر".
أرسل تعليقك