ينتظر عشاق وجماهير الكرة في فلسطين، بلهفة، يوم الثاني عشر من الشهر المقبل، موعد لقاء منتخبنا الوطني لكرة القدم الاول في بطولة امم آسيا، التي تستضيفها أستراليا.
ويخوض منتخبنا منافسات البطولة لأول مرة في تاريخه منذ نشأة اتحاد كرة القدم، رغم أنه يعد من أقدم الاتحادات في القارة الآسيوية حيث تأسس عام 1928، وتحقق هذا الحلم بعد فوز منتخبنا ببطولة كأس التحدي على حساب منتخب الفلبين في البطولة التي استضافتها بنغلاديش. في اواخر أيار المنصرم.
ويستهل الوطني مشواره في البطولة الآسيوية بلقاء منتخب اليابان بطل النسخة الماضية، ويعد لقاء صعبا لأفضلية اليابان التي يضم منتخبها مجموعة من اللاعبين المحترفين في أفضل الأندية الأوروبية، وبعدها سيلعب أمام الشقيقين العراق والأردن.
وتوقع الإعلامي الرياضي مؤنس عبد الله من العراق في حديث لـ'وفا'، أن يكون منتخب فلسطين مفاجأة البطولة، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وممارسات الاحتلال الاسرائيلي.
وقال: إن الكرة الفلسطينية تطورت كثيرا، وما حصولها على لقب افضل منتخب في آسيا للعام الحالي الا دليل واضح على الخطوات السليمة والصحيحة التي خططت لها الشخصيات المسؤولة عن الرياضة بشكل عام ورياضة كرة القدم بشكل خاص.
وأضاف عبد الله أن المنتخب الفلسطيني الذي يقوده المدرب والاكاديمي الكبير أحمد الحسن، يضم نخبة رائعة من اللاعبين من أصحاب الخبرة والشباب، والمحترفين في مختلف الدوريات، امثال: الحارس رمزي صالح، والمدافع عبد اللطيف البهداري، والمهاجم اشرف نعمان، إضافة إلى عدد من المحترفين في الدوريات الأوروبية واميركا الجنوبية.
ورأى أن المنتخب الفلسطيني لن يتأثر برحيل المدرب جمال محمود، على اعتبار أن المدرب أحمد الحسن لا يقل كفاءة عن خلفه، وبالتالي لن تكون هنالك أي تأثيرات سلبية على المنتخب واللاعبين في نهائيات آسيا.
وحول مجموعة منتخب فلسطين، أشار عبد الله إلى أن المنتخب الياباني يتفوق على المنتخبات العربية الثلاثة في المجموعة، وبالتالي البطاقة الاولى ستكون محجوزة للكومبيوتر الياباني، فيما ستكون المنافسة على اشدها بين منتخبات (العراق والأردن وفلسطين)، للفوز بالبطاقة الثانية المؤهلة الى دور الثمانية للمنافسات الآسيوية.
وفيما يتعلق بمنتخب بلاده العراق، أعرب عن أمله بأن يكون المستوى افضل في نهائيات آسيا بإشراف المدرب الشاب المميز، اللاعب السابق راضي شنيشل، إلا انه استبعد ان ينافس منتخب بلاده على اللقب أو حتى الوصول الى دور الأربعة، رغم أن كرة القدم لا تعرف المستحيل.
وقال الإعلامي الرياضي ابراهيم ربايعة، إن المشاركة الفلسطينية في أمم آسيا بشكل عام انجاز على اعتبارها الأولى في هذا المحفل، كما أن للمشاركة بعدين: رياضيا مرتبطا بنتاج انتظام البطولات والعمل الرياضي الدؤوب على مدى السنوات الماضية، وسياسيا مرتبطا بعدالة قضيتنا وتمثيل منتخبنا لكافة أطياف شعبنا الفلسطيني.
وحذر من رفع سقف التوقعات، وتحميل منتخبنا، أكثر مما يحتمل، فالفدائي سيواجه اليابان الغنية عن التعريف، والأردن والعراق المتمرسين آسيويًا. وأكد أن نجاح منتخبنا بتحقيق نتائج ايجابية مرهون بتحرره من الضغوط النفسية واللعب للتاريخ والمتعة بتنظيم وانضباط ميدانيين.
وقال: إن 'لرحيل جمال محمود أثرا على المنتخب، لكن تجانس اللاعبين وبقاء عناصر الجهاز الفني المساندة لذات الفكر المشابه لمحمود، يجعل هذا الأثر أقل وقعا'.
ورأى ربايعة أن 'المشكلة التي يجب أن يتلافاها المنتخب، عدم الوقوع ضحية الأسماء في التشكيلة، وإشراك اللاعبين الأكثر جهوزية وتجانسا، وعدم الزج بأكثر من لاعبين من لاعبينا المحترفين'.
وقال الطالب الجامعي باسم أبو علي: 'ندرك أن فرص منتخبنا في البطولة ليست كبيرة، نظرا لقوة مجموعته، ومع ذلك لا شيء مستحيل في عالم المستديرة، رغم صعوبة المهمة'.
وتمنى أن يعتمد مدرب المنتخب الوطني، على لاعبين منتظمين في انديتهم، وليس فقط على القدامى بالمنتخب، آملا أن ينجح المنتخب في بلوغ الدور الثاني.
وقال الشاب نبيل فتحي إن اللاعب الفلسطيني قادر على صنع التميز والتفوق واثبات نفسه في المنافسات الخارجية، رغم وقوعه في مجموعة قوية.
وأعرب عن أمله بأن ينجح لاعبو منتخبنا بتقديم أداء كبير ومشرف لاسم فلسطين في أستراليا ويعكسوا التطور الحاصل في كرة القدم الفلسطينية، وأن يكونوا قادرين على مقارعة منتخب اليابان الذي يعد الأفضل في البطولة، كذلك منتخب العراق الذي أحرز لقب 2007، إضافة إلى الجار الأردني الذي تطور أداؤه كثيرا مؤخرا.
وتعلق الجماهير الفلسطينية في الداخل والشتات، آمالا كبيرة على منتخبها الأول لتشريف الكرة الفلسطينية، ورفع اسم فلسطين عاليا في مختلف المحافل الاقليمية والدولية، خاصة أن هذه المشاركة هي الأولى في بطولة أمم آسيا.
أرسل تعليقك