أعلن رئيس دولة فلسطين محمود عباس رسميًا، الجمعة، عن فتح باب التبرع إلى مركز خالد الحسن لعلاج السرطان، بالتبرع بمليون دولار من مؤسسة الرئاسة، مضيفًا: "شعبنا قادر على إنجاز مركز خالد الحسن لعلاج السرطان بقوة الإرادة والإنسانية التي يتمتع به"ا.
وأوضح الرئيس خلال إطلاق حملة "وردة أمل لشعب الأمل" للتبرع إلى بناء مستشفى خالد الحسن للسرطان وزراعة النخاع، في مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون، أن شعب فلسطين يسير في طريق بناء مؤسسات دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، بتوفير الرعاية الصحية لشعبنا باعتبارها حاجة أساسية، وكذلك بدعم التعليم والصحة وهما القطاعان الأهم لشعبنا.
وبحسب أحمد عساف الذي تحدث إلى "العرب اليوم" فان قيمة التبرعات تخطّت الحد الأدنى المتوقع ووصلت الى 12 مليون دولار اضافة الى عشرات آلاف رسائل الجوال التي تبرع بها المواطنون لصالح المركز .
وكشف رئيس الوزراء رامي الحمد الله تقديم الحكومة مبلغ 4 ملايين دولار إلى بناء مركز خالد الحسن لمعالجة أمراض السرطان وزراعة النخاع، وقال الحمد الله خلال لقاء مع تلفزيون فلسطين على هامش حملة التبرعات لصالح بناء المركز، اليوم الجمعة، إن مشروع بناء المركز هو مشروع وطني بامتياز، ويأتي في مرحلة استكمال بناء مؤسسات الدولة.
وأوضح الحمد الله إن السلطة الوطنية حولت 10 آلاف حالة لإسرائيل العام الماضي، منها 37% من مرضى السرطان، هذا إلى جانب التحويلات إلى المستشفيات الخاصة، والتي كلفت خزينة السلطة الوطنية نحو 100 مليون دولار، وأعلن تبرع الحكومة بقيمة 4 ملايين دولار لصالح بناء المركز، كبداية، إضافة إلى سعي الحكومة للحصول على تأمين دعم من قبل المانحين، إلى جانب تشغيله والإشراف عليه، رغم الإمكانيات المحدودة.
وبيَّن أن هذا المشروع إلى جانب أهميته كرمز وطني، فإنه سيساهم في توطين الخدمة الصحية، وسيكون مركزا لأبحاث أمراض السرطان إلى جانب كونه مستشفى لمعالجة المصابين بهذا المرض، موجهًا رسالة إلى جميع أبناء شعبنا بضرورة تقديم التبرعات لصالح المشروع، لأن هذا المشروع مشروع إلى كل الوطن، وإلى كل المواطنين، وسيساهم في حل إشكاليات كثيرة من بينها توفير العلاج إلى كل مواطن، لأن هناك بعض المواطنين ولأسباب عدة لا يستطيعون التوجه إلى العلاج في الخارج.
واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جمال محيسن، أن إنشاء مستشفى خالد الحسن قرارًا شجاعًا، خاصة أن شعبنا ما يزال تحت الاحتلال والحصار،مضيفًا ان مركز الحسن خطوة في الاتجاه الصحيح، في ظل التحديات التي تواجهنا في التحويلات إلى الخارج وإسرائيل، معتبرا أن مستشفى خالد الحسن يفتح الباب لأبناء شعبا الكريم المتكافل للنهوض بمؤسساته.
وأشار إلى أن الرئيس أكد أن أي مبلغ سيخرج عن الحملة سيبدأ العمل به، معربا عن أمله بأن يرى المستشفى الضوء قريبا بدعم أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، وقال وزير الصحة جواد عواد "إن المركز سيكون مشروعا ضخما وسيتحقق بإنجازه تخفيف معاناة شعبنا والتخفيف على فاتورة التحويلات إلى إسرائيل والخارج، مضيفًا: "نحن جاهزون للبدء بالعمل في بناء المركز، وبدأنا في التحضير للمشروع، ونقوم على دراسة كافة تفاصيله لإنجاح إنشاء المركز وإنجاح عمله".
وأكد رئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" محمد اشتيه أنهم المكلفون ببناء المستشفى الذي من المتوقع أن يكلف 300 مليون دولار وأن تكلفة المرحلة الأولى تقدر بـ 100 مليون دولار، مضيفًا: " الأرض الفلسطينية بحاجة إلى المركز، معتبرا أن إنشاءه سيوفر على الخزينة أكثر من 100 مليون دولار، وسيخفف من معاناة المرضى وذويهم، واعتبر أن عام 2016 هو عام النهوض بقطاع الصحة، وذلك بافتتاح وإنشاء عدد من المستشفيات التي من شأنها أن تجعل فلسطين قادرة على الاستغناء عن التحويلات الطبية بالكامل.
ونوَّه رئيس ديوان الموظفين موسى أبو زيد أن بناء مستشفى خالد الحسن مبادرة استثنائية وينطبق عليها الإبداع الخلاق الذي ينتجه شعبنا من حين إلى آخر، وتوقع أن تلاقي الحملة تجاوبا من شعبنا الفلسطيني لما تمثله من واجب وطني وأخلاقي وإنساني ولأهميتها في التخفيف من معاناة أبنائنا المرضى وذويهم، وقال مستشار رئيس الوزراء لشؤون الصناديق العربية والإسلامية جواد ناجي، إن مبادرة الرئيس لمشروع المستشفى تتمحور حول حاجة فلسطين لمركز طبي يقدم خدمات العلاج وزراعة النخاع والتشخيص للمصابين بالأورام.
وتابع أن إقامة مركز خالد الحسن من شأنه أن يحد من انتشار المرض، وأن يساعد في تشخيص المصابين ليقلل من انتشار مرض السرطان في فلسطين، مشيرًا إلى استعداد وجاهزية مؤسسات إقليمية وعربية معنية بإنجاح المركز، توفير أشكال مختلفة من الدعم اللوجستي والتمويل إلى المركز.
وألمح على ان نجاح المركز سيساهم في الحفاظ على موارد الدولة ويجعلها قادرة على تطوير مشاريع متنوعة، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات لن يبخل في تقديم الدعم لإنجاح المركز، ووصف رئيس مجلس إدارة المستشفى العربي الاستشاري والعربي التخصصي سالم أبو خيزران، مركز خالد الحسن بالحلم، لما يوفره على شعبنا من عناء السفر، ولدوره في التخفيف من فاتورة التحويلات، وأن وجود المركز سيساعد في اكتشاف المرض، الأمر الذي يزيد من نسبة نجاح العلاج، خاصة مع ارتفاع نسبة الإصابة التي تقدر بـ 4000 حالة يتم اكتشافها سنويا.
وعلق الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عمار العكر: "إننا في القطاع الخاص داعمون للمركز، وأبلغنا الرئيس محمود عباس بتبرعنا بمليون دولار، وسنكون من الداعمين للحملة حتى نهايتها"، معربًا عن أمله في أن يتفاعل المواطنون مع الحملة بالشكل المطلوب لأهمية المشروع في خدمة المواطنين والتخفيف من معاناتهم.
ووصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني المركز بالمشروع الحيوي والاستراتيجي، مضيفا أنه يستهدف الإنسان الفلسطيني وعلينا حمايته وتقديم الرعاية الطبية للمصابين بالسرطان الذي يعتبر أكثر الأمراض فتكا.
ودعا المواطنين، بمختلف إمكانياتهم المادية، إلى المساهمة في الحملة لبناء صرح طبي كبير يخدم أبناء الوطن، وقال طبيب الأوعية الدموية في مستشفى المقاصد الخيرية هيثم خالد الحسن: "نحن كعائلة نرى أن المركز هو تكريم لشعبنا ولنضالاته، خاصة أن خالد الحسن توفي جراء إصابته بالسرطان حيث تأخر تشخيص المرض"، وأن المركز ضروري للعلاج ولإجراء الأبحاث والدراسات لمعرفة طرق علاج السرطان، بالإضافة إلى أهميته في تتبع المرض ووضع الحلول لعلاجه ومعرفة سبل الوقاية منه.
أرسل تعليقك