أكد وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة المهندس ناجي سرحان، أن عجلة إعادة الإعمار في القطاع بدأت بعد موافقة الاحتلال الإسرائيلي على إدخال مواد البناء للمنازل المهدمة بشكل كلي والمنازل الجديدة.
وأوضح سرحان في مقابلة خاصة مع "فلسطين اليوم"، أن وزارته أرسلت كشفًا أوليًا إلى هيئة الشؤون المدنية لإرساله إلى الجانب الإسرائيلي، متوقعًا أن تأتي الموافقة النهائية عليه خلال اليومين المقبل، مؤكدًا أن هذا جزء من المنحة القطرية والتي هي عبارة عن 1000 وحدة سكنية، مشيرا إلى البدء بتوزيع المبالغ المستحقة للمواطنين فور دخول مواد البناء للبدء في إعمار بيوتهم.
وأضاف أن الوزارة بدأت بتجهيز عقود التعويضات، داعيًا كل من لا يتوفر لديه حساب بنكي بفتح حساب جديد في البنوك الفلسطينية المعتمدة لدى سلطة النقد من أجل بدء تسليم الدفعات المالية المخصصة للإعمار، كما كشف عن وجود موافقة إسرائيلية مبدئية حول الدفعة الأولى التي قدمتها وزارة الأشغال لأسماء المتضررين المزمع إعادة بناء بيوتهم المدمرة كليًا، موضحًا أن الدفعة الأولى تشمل 662 اسمًا.
وتابع: "لا داعي للمواطنين ممن وردت أسماؤهم ضمن الدفعة الأولى، لتكديس كميات الاسمنت لديهم دفعة واحدة؛ لأنه متاح أمامهم في كل وقت"، مؤكدًا أن إجراءات توزيع الاسمنت ستتضمن أولا توقيع اتفاقية الإعمار مع الوزارة ومن ثم تسليم دفعة مالية لتغطية تكاليف البناء ويليها التوجه إلى مراكز توزيع الاسمنت من أجل شرائه.
وأكد سرحان أنه ليس بالضرورة على المواطنين شراء الاسمنت اللازم للبناء دفعة واحدة، لأن ما يستحقه المواطن من كميات ستبقى من حقه عند الحصول على الدفعات المالية اللاحقة والتتابع بمراحل البناء، مشيرًا إلى أن كميات الاسمنت التي سيجري توزيعها على أصحاب المنازل المدمرة كليًا تشمل الاسمنت اللازم لصناعة "البلوك"، لافتا إلى أن ما هو مخصص لأصحاب المنازل المدمرة في هذه المرحلة بناء طابق سكني واحد.
وحث سرحان أصحاب المنازل المدمرة كليًا على الإسراع في التجهيز الهندسي وأذون البناء اللازمة لإعمار منازلهم، موضحا أن الوزارة ستعلن أسماء الدفعة الثانية لتوزيع كميات الاسمنت حال استكمال المخططات، كما دعا المواطنين الراغبين بالبناء ممن لم يتضرروا في الهجوم الإسرائيلي الأخير إلى تسجيل أسمائهم لدى البلديات للحصول على كميات الاسمنت لاحقًا بالسعر الرسمي.
وأشار إلى أن الموافقة على إدخال مواد البناء بمثابة بدء حقيقي في عملية إعادة الإعمار المتوقفة حتى اللحظة، خصوصًا أن إعادة بناء المنازل المدمرة كليًا لم تبدأ حتى اللحظة، منوهًا إلى أن "الأونروا" حصلت على الموافقة أيضًا على بناء 100 وحدة سكنية.
وأفاد بأن هناك أموالا متوفرة لدى وكالة الغوث وهي بصدد بناء البيوت المهدمة بشكل كلي التي تفوق 12 ألف وحدة سكنية، مؤكدًا "أن وزارته تعمل بعيدا عن التجاذب السياسية وهو عضو الفريق الوطني للإعمار المسؤولة عنه حكومة التوافق".
ولفت سرحان إلى أنَّ الوزارة كانت رافضة تمامًا مشروع الكرافانات والخيام، مستدركًا: "لكننا مجبورين على ألا نرفض ما يأتي من الدول الممولة"، مشيرَا إلى أن "الكرافانات تعد خيمة متطورة ولا يمكن أن تسد بدلا عن المنزل وهي بمثابة سترة للمواطنين إلى أن يتم بناء منازلهم".
وشدَّد على أن البناء الفعلي للمنازل المدمرة في القطاع سيبدأ بعد عيد الفطر المقبل، منوهًا إلى أن الوزارة تعمل على إرسال كشوف المواطنين ممن جهزوا خرائط لمنازلهم، إلى الاحتلال لتأتي الموافقة عليها، مؤكدا أن الاحتلال دمر في الحرب الأخيرة 138 ألف وحدة سكنية منها 12ألف وحدة هدمت كليًا والباقي دمرت بشكل جزئي.
ونوَّه بضرورة إعادة بناء وتأهيل مصانع قطاع الإنشاءات المتضررة لتأخذ دورها في إعادة الإعمار والعمل على إعادة تشغيل معابر القطاع كافة.
أرسل تعليقك