واشنطن - رولا عيسى
منذ أن استخدم غاليليو التلسكوب للتحديق في القمر قبل 400 عام، لم تدخل تغييرات على تلك الأداة على صعيد التصميم حتى الآن، إلا أنها قد تكون على موعد مع تحول جذري، حيث يسعي المهندسون في شركة "لوكهيد مارتن" إلى صنع تلسكوب يستخدم مجموعة من العدسات الصغيرة بدلًا من عدسة واحدة كبيرة، وهو ما سيسمح له بالتصغير بمعامل 10 على 100.
ويعد ذلك العمل جزءًا من مشروع ممول من وكالة الدفاع لمشاريع البحث المتقدمة، ويطلق عليه اسم "المقطع المستوي الكاشف للصور للاستطلاع الكهرو بصري"، أو "سبايدر"، فالصور عالية الدقة في الفضاء تتطلب تلسكوبات كبيرة الحجم ذات تكلفة تعد باهظة على إطلاقها في الفضاء.
وقال كبير الباحثين في شركة "لوكهيد مارتن"، دانييل وشينيتش، إنه بالإمكان فقط توسيع نطاق حجم ووزن التلسكوبات كثيرًا قبل أن تصبح غير عملية على إطلاقها في المدار وما هو أبعد من ذلك، وهو ما دفع إلى تقليل الحجم في المستقبل لهذه التليسكوبات، واستخدام تقنية يُطلَق عليها "التداخل"، تتم فيها الاستعانة بمجموعة من العدسات الصغيرة من رقائق السليكون للدوائر المتكاملة الضوئية، لتحل محل نظيرتها الكبيرة والمرايـا الضخمة أو العدسات في التلسكوبات التقليدية، وتشكل بدورها هامش التداخل.
ويهدف المشروع إلى الوصول إلى دقة عالية في الصور، ويعتبر فكرةً ثوريةً شبيهة بتلك التي ساعدت على استبدال التليفزيون الضخم القديم بآخر بشاشة ذات سمك رفيع، يمكن تعليقها على الحائط في غرفة المعيشة، وفقًا لتأكيد "لوكهيد مارتن". ويمكن أن يُحدث "سبايدر" اختلافًا كبيرًا للأقمار الصناعية التجارية والحكومية على حد سواء، مع عدم اشتراط كونه اسطواني الشكل كما هو معتاد، بحيث قد يأتي على شكل سداسي أو مربع.
أرسل تعليقك