واشنطن ـ فلسطين اليوم
أعلنت منصة واتساب، إحدى أبرز تطبيقات المراسلة الفورية في العالم، عن نجاحها في إحباط حملة اختراق إلكترونية استهدفت ما يقرب من 90 مستخدمًا، شملت صحفيين وأفرادًا ناشطين في المجتمع المدني. وجاء هذا الإعلان بعد تحقيقات مكثفة أجرتها الشركة للكشف عن الجهات التي تقف وراء هذه الهجمات الإلكترونية، والتي تبين أن لها علاقة بشركة التجسس الإسرائيلية Paragon، وهي شركة متخصصة في تطوير برمجيات المراقبة والتجسس، وقد استحوذت عليها مؤخرًا شركة الاستثمار الأمريكية AE Industrial في ديسمبر الماضي.
وفي تصريح رسمي، أكد المتحدث باسم واتساب، زيد السواح، أن الشركة اتخذت إجراءات فورية عقب رصد هذه الهجمات، حيث تم التواصل المباشر مع المستخدمين الذين يُعتقد أنهم تعرضوا لمحاولات الاختراق. وأضاف: "هذه الواقعة تمثل دليلًا جديدًا على ضرورة تحميل شركات برمجيات التجسس المسؤولية القانونية عن أنشطتها غير المشروعة. نحن في واتساب ملتزمون بحماية حق المستخدمين في التواصل بأمان وخصوصية".
وكشفت واتساب أن القراصنة الذين نفذوا هذه الحملة استخدموا ملفات PDF خبيثة، أُرسلت عبر مجموعات واتساب، لاختراق الأجهزة المستهدفة، وهي تقنية خطيرة تعتمد على استغلال الثغرات الأمنية داخل أنظمة تشغيل الهواتف. وأوضحت المنصة أنها سارعت إلى إصدار تحديث أمني جديد، يهدف إلى التصدي لهذا النوع من الهجمات ومنع استخدامها مستقبليًا.
من جانبه، صرح الباحث الأمني البارز جون سكوت رايلتون، أحد الأعضاء الرئيسيين في مؤسسة Citizen Lab، وهي مؤسسة بحثية متخصصة في تتبع أنشطة شركات التجسس وانتهاكاتها، أن فريقه كان قد رصد هذه الحملة، ولا يزال يعمل على التحقيق في تفاصيلها للكشف عن نطاقها الحقيقي والمتورطين فيها.
وبحسب واتساب، فإن حملة الاختراق تم تنفيذها في ديسمبر الماضي، ما دفع الشركة إلى اتخاذ إجراءات قانونية فورية ضد Paragon، حيث وجهت لها خطابًا رسميًا يطالبها بوقف أنشطتها المشبوهة. ويُعد هذا الكشف أول ربط علني بين شركة Paragon وحملات الاختراق التي تستهدف الصحفيين والنشطاء في المجتمع المدني، وهو ما يعزز المخاوف من تزايد أنشطة شركات التجسس الإسرائيلية في مجال المراقبة غير القانونية.
وعلى الرغم من أن Paragon تأسست عام 2019، إلا أنها كانت تحرص دائمًا على العمل في الظل، متجنبة الضجة الإعلامية والفضائح التي لاحقت شركات أخرى تعمل في نفس المجال، مثل Intellexa وNSO Group، واللتين تعرضتا لعقوبات فرضتها الحكومة الأمريكية بسبب أنشطتهما غير القانونية في مجال التجسس.
الجدير بالذكر أن تقارير سابقة أشارت إلى أن Paragon نجحت في توقيع عقد رسمي مع وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) في سبتمبر الماضي، وذلك عبر شركتها الفرعية في الولايات المتحدة، وفقًا لمعلومات نشرتها مجلة Wired. كما نقلت صحيفة ذا نيويوركر، عن مصدر داخلي في الشركة، أن هذا العقد تم توقيعه بعد عملية تدقيق مكثفة، أثبتت خلالها Paragon أنها تضع ضوابط تمنع عملائها الأجانب من استهداف المقيمين داخل الولايات المتحدة.
ورغم الكشف عن هذه الحملة، لم تفصح واتساب حتى الآن عن أسماء الأفراد أو المؤسسات الذين تم استهدافهم بالاختراق، مما يزيد من الغموض حول الأهداف الفعلية لهذه العملية، وحول الجهات التي قد تكون متورطة في توجيهها وتمويلها. ومع ذلك، فإن هذا الحادث يؤكد مجددًا التهديدات المتزايدة التي تواجهها الصحافة الحرة والنشطاء المدنيون في ظل تصاعد استخدام تقنيات المراقبة المتطورة من قبل الشركات والحكومات.
ويأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه المخاوف العالمية بشأن انتهاكات الخصوصية، خصوصًا مع تنامي سوق برمجيات التجسس، التي غالبًا ما تُستخدم بطرق غير مشروعة لاستهداف الصحفيين والمعارضين السياسيين والنشطاء الحقوقيين. من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة مزيدًا من الجهود القانونية والتقنية لمكافحة هذه الظاهرة، حيث تواصل واتساب وغيرها من شركات التكنولوجيا الكبرى العمل على تحسين أنظمة الأمان والخصوصية لحماية مستخدميها من مثل هذه التهديدات.
قد يهمك ايضا:
"واتس اب" تطالب أصحاب الهواتف القديمة بترقية هواتفهم لأنظمة أحدث
شركة"واتساب" تطلق تحديث لنسختي سطح المكتب والويب


أرسل تعليقك