تطبيق على GPS يمكنه تحديد الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها

لا يوجد لدى يونيس سوافي عنوان شارع, مثلها مثل 15 مليون يعيشون في جنوب أفريقيا، ويقع منزلها المكون من غرفتين في قرية تسمى ريلالا، في منطقة تلال خضراء في مقاطعة ليمبوبو، على بعد خمس ساعات بالسيارة شمال شرق جوهانسبرغ, وإذا قمت بزيارة ريلالا، فقد تصادف أشياء عديدة تفتقر إليها القرية – مثل الصرف الصحي المعاصر، والطرق اللائقة، والكهرباء - قبل أن تصادف الافتقار إلى أسماء الشوارع أو أرقام المنازل, ولكن العيش بشكل أساسي خارج الخريطة له عواقب وخيمة بالنسبة لأشخاص مثل يونيس, حيث إنه يجعل من الصعب الحصول على حساب مصرفي، ويصعب تسجيل الفرد للتصويت، أو تقديم طلب للحصول على وظيفة أو حتى تلقي خطاب, ومع ذلك، فإن هذه المخاوف المستمرة في الوقت الحاضر تتفوق عليها مخاوف أخرى أكبر, حيث أن يونيس سوافي هي حامل في شهرها التاسع - أول مولود لها سيصل في غضون يومين - وهي غير متأكدة تمامًا، من دون عنوان، كيف ستصل إلى المستشفى.

وفاة أكثر من 1500 امرأة سنويًا أثناء الولادة:

كانت تجلس يونيس في الشمس مع جيرانها خارج منزلها، في ساحة يركض فيها الدجاج على التراب الأحمر، وقالت بتردد إلى حد ما، خطتها الحالية للولادة الوشيكة, حيث تقع أقرب مستشفى، فان فيلدين، في بلدة تزانين، على بعد 40 دقيقة بالسيارة, وعندما تصل يونيس إلى مرحلة المخاض، سيتعين عليها أن تصل إلى الطريق الرئيسي على بعد بضعة أميال من أجل العثور على سيارة أجرة، التي كانت هي وزوجها يدخر لها بضعة راندات أسبوعيًا, وإذا كانت هناك مضاعفات، أو إذا وصل الطفل ليلًا، فقد تحتاج إلى سيارة إسعاف, ولكن بما أنه لا يمكن لسيارة الإسعاف العثور على منزلها بدون عنوان، فإن ذلك سوف يستلزمها مرة أخرى الخروج إلى الطريق الرئيسي.

 وفي الماضي، كان يتعين على النساء من قرية ريلالا، أن يُحملن في عربات اليد الصغيرة لانتظار النقل في سيارة الإسعاف التي قد تأتي أو لا تأتي, ولا تزال معدلات وفيات الأمهات في جنوب أفريقيا مرتفعة بشكل حاد, فمن 1.1 مليون ولادة في العام، يموت 34000 طفل, وتفقد أكثر من 1500 امرأة حياتهن كل عام أثناء الولادة, وهذه الإحصاءات هي حقيقة من حقائق الحياة في قرية ريلالا, وجوزيفينا موهاتلي هي واحدة من جيران يونيس, وتشرح بهدوء كيف وصلت لمرحلة المخاض مع طفلها الأول قبل الأوان, وعندما تمكنت أخيرًا من الحصول على سيارة أجرة، تم نقلها إلى عيادتين محليتين ثم إلى طبيب خاص، ولم يكن أي منهم قادرًا على مساعدتها, وعندما وصلت أخيرًا إلى المستشفى بعد عدة ساعات يائسة، كان طفلها قد مات.

خرائط غوغل لا تقدم المساعدة

وصل إلى ريلالا الدكتور كوين لوو، الرئيس الإقليمي لمنظمة Gateway Health الخيرية، والذي يهتم بتحسين إحصاءات الوفيات, ويتحدث الدكتور لوو، البالغ من العمر 51 عامًا، بلهجة أفريقية فظّة تكشف عن تفاؤله بالتطوّر من أجل إحداث تغيير لهؤلاء النساء, فيقول: "بصراحة إذا لم أكن أعرف مكانك، فلا يمكنني مساعدتك", فلن تقدم خرائط غوغل إلا المساعدة على أطراف القرية, "حاولنا القيام بشيء عن طريق عملية التثليث بين ثلاثة أبراج للهواتف الخلوية"، كما يقول، والذي ثبت أنها طريقة غير موثوق بها, وبحثًا عن حلول أخرى، صادف "لوو" What3words، وهي التقنية البريطانية المبتكرة التي، من بين أمور أخرى كثيرة، تحل بدقة مسألة كيف يمكن لسيارة الإسعاف العثور على يونيس سيواف.

تقنية What3words الحل

قبل خمسة أعوام، قام مؤسسو What3words بتقسيم كامل سطح الكوكب إلى شبكة من المربعات، كل واحد قياس 3 أمتار في 3 أمتار, هناك 57 نطاقًا من هذه المربعات، وقد تم تخصيص لكل واحد منهم عنوان فريد من ثلاث كلمات, ويحتوي باب المنزل الأمامي في لندن على عنوان مؤلف من ثلاث كلمات مثل "span.brave.tree", قد يكون الباب الأمامي لمنزل يونيس في ريلالا ""irrigates.joyful.zipper, ولاختبار النظام، انتقل إلى هناك أحد السائقين  العاملين لدى منظمة Gateway Health، ماندلا مالوليك, وقام مالوليك بتدوين الشفرة المكونة من ثلاثة كلمات في تطبيقه على الهاتف، والذي أسقط مؤشرًا على نظام رسم الخرائط التقليدي, بمجرد أن مغادرته الطريق السريع الرئيسي، أشار GPS على الفور إلى "طريق غير معروف"، ولكن على الرغم من ذلك، بعد العديد من التحولات والانعطافات، فإنه أخذه على وجه التحديد إلى "irrigates.joyful.zipper"، أي باب يونيس الأمامي.

مبتكر تقنية What3words:

كانت تقنية what3words هي فكرة كريس شيلدريك، وهو مواطن من سكان الريف في هيرتفوردشاير, ومثلها مثل كل أفكاره الفضلى، طور هذه التقنية للتعامل مع مشكلة محددة تسببت في مضايقته, فبدأ شيلدريك، 35 عامًا، حياته كموسيقي، ثم بعد حادث سيره أثناء النوم، والذي أضر بمعصمه، أنشأ شركة أعمال تنظم أعمال الموسيقيين والإنتاج للمهرجانات والحفلات في جميع أنحاء العالم, وعلى الرغم من ظهور خرائط Google، إلا أن المشكلة التي عصفت بنشاطه التجاري كانت عبارة عن اتجاه الفرق الموسيقية نحو مدخل موقع غير صحيح, فاستأجر شيلدريك شخصًا كان واجبه الوحيد هو تزويده بخط هاتف يحاول توصيل الفرقة إلى الموقع الصحيح, وبعد أن تخلوا عن الملاحة عبر الأقمار الصناعية التقليدية، حاولوا استخدام إحداثيات نظام تحديد المواقع، لكنهم حصلوا على موقع خطأ، ولم تبدأ الحفلة بعد ذلك.