لندن ـ كاتيا حداد
يعتبر الفلفل من الخضروات الأقل استخدامًا في بريطانيا على الرغم من تعدد أنواعه، وسهولة زراعته، بصورة مثيرة للدهشة، حتى في الأجواء الباردة، إلا أنَّ ثقافة التحفظ لدى النباتيين في بريطانيا هي التي تجعلهم يعزفون عن استخدامه، وليس المناخ الذي يعيق نموّه.
وأشار "نباتي" بريطاني، إلى أنه "عاد للتو من عطلة في أوروبا، وفضلاً عن أنه تم إيعازي لزراعة المزيد من الفاكهة، مثل الخوخ والدرّاق والتين، أعتقد أنه حان الوقت لنا أن نجرب زراعة مجموعة أكبر من الفلفل، الحلو والحار".
وأبرز أنه "بالسير في متجر خضروات أو سوبر ماركت عادي في هذه البلد سوف تكتشف أنه يوجد صنفين أو ثلاثة من الفلفل، ولكن كل كشك في جنوب فرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان يتوفر لديه ثلاثة أو أربعة أضعاف".
وأضاف "صحيح، أنَّ المناخ هنا يتسم بالبرودة، ولكن إذا قارّنا مجموعة الفلفل لدينا مع تلك الموجودة في ألمانيا وهولندا، فإنهم لا يتوفر لديهم ثراء البحر المتوسط، ولكن لايزال هناك العديد ليختاروا من بينه، إلا أنَّ تحفظنا في ثقافة الفلفل هو الملام وليس المناخ".
وأوضح أنه "حتى أولئك مننا الذين يزرعون الفلفل يعتقدون أنهم سيجدون صنفًا واحدًا حلو أحمر، وحار، ولكن ذلك أشبه بقولنا أنني سألتزم بخس الأيسبرج، لعمل السلاطة، وتجاهل أنواع أخرى، مثل خس الروكيت، والمسطردة والجرجير"، لافتًا إلى أنه "هناك مجموعة واسعة النطاق من الفلفل، من حيث شدة حرارته ونكهته، إذا انتقيت من الأصناف في العالم، وجميعها من السهل أن تنمو في بيت بلاستيكي (صوبة)".
وأردف "التقيت بخبير الفلفل ديفيد بليك، من حديقة ورتون العضوية في أوكسفورد شاير، لمعرفة المزيد، ونشأ ديفيد في أستراليا حيث أصبح المدمن الأول على الفلفل الحار (أو التشيللس)، وفي سن السابعة، راهن والده على شلن أنه لن يأكل الفلفل الحار الذي وجده فقط في سوق فيكتوريا للفاكهة والخضار في ملبورن، وأكل ديفيد الفلف وفاز بالمال، وظل معه حبه الدائم للمذاق الحار".
وبيّن أنَّ "ديفد بدأ زراعة الفلفل من سن الـ20، وذلك عندما حصل على حديقته الخاصة، وهو يزرع 40 صنفًا في ورتون هذا العام، أربع أو خمس أصناف من الفلفل الحلو، و25 صنفًا من الفلفل الحار، وأربعة أو خمسة أصناف من الفلفل المستخدم في أغراض القلي، وأصبح لديه 150 نبتة فلفل في مزرعته، بجانب 120 نبتة من الفلفل الحلو، ويبيع المحصول بالكامل، ويتناوله الزبائن في أنية، في مقهاه، ويرحلون مع حقيبة مليئة بالطعام".
أرسل تعليقك