القدس-فلسطين اليوم
كشف العلماء أن أسراب العث القديمة المحاصرين في الطين لمدة 10 ألاف عام، قد تكشف عن تفاصيل جديدة حول تغير المناخ. لقد عرفنا لسنوات عديدة أن الأحوال الجوية القاسية ودرجات الحرارة الأكثر حرارة، وارتفاع مستويات المحيطات هي علامات على تغير المناخ، والآن، يعتقد العلماء أن أسراب العث قد تكون مؤشرًا على ما سيحدث على الأرض في المستقبل القريب، فقد تم استخدام عينة ضخمة من حشرات العثة القشرية، المحفوظة في طين بحيرة في كيبيك، لتتبع انتشار هذه الحشرات على مدى الـ 10,000 سنة الماضية، وفقا لدراسة جديدة نشرت يوم الجمعة في أقصى ما انتهى إليه العلم في علم البيئة والتطور، ويعتقد العلماء أن انتشار الحشرات القديمة يمكن ربطه بوجود وتطور تغير في المناخ.
وقال الدكتور ميغيل مونتورو جيرونا، الذي شارك في تأليف الدراسة "هذا اكتشاف مثير، سيزيد إلى حد كبير معرفتنا بالنظم الإيكولوجية للغابات في فترة ما قبل التاريخ، وهو مماثل لحبوب اللقاح الأحفورية والفحم في الرواسب، التي أحدثت ثورة في بحوث ما قبل التاريخ لتوفير معلومات عن النباتات والمناخ وحرائق الغابات التي تعود آلاف السنين، ويمكن تطبيق طريقة جديدة على العديد من النظم البيئية حيث العث والفراشات لها تأثير ملحوظ على المناظر الطبيعية ".
وتبحث معظم الدراسات البيولوجية، "دراسة الآثار القديمة" الطرق التي يمكن بها لحرائق الغابات أن تكون بمثابة عامل اضطراب في النظم الإيكولوجية، ولكن العلماء يعتقدون أن حفريات العث، وفي هذه الحالة العثة البودورم الراتينجية، يمكن أن توفر نهجًا جديدًا لتفسير الاضطرابات السابقة المتعلقة بالحشرات وكيفية تأثيرها على المناخ، وتلاحظ الدراسة أن انتشار الحشرات هو واحد من العوامل الأكثر تأثيرًا التي تشكل التنوع الغابات، فالعث قادر على الوقوف صامدا أمام اختبار الزمن بسبب تكوين الكيتين، وهي مادة ليفية تكون هيكلها الخارجي، ونتيجة لذلك، ظلت العث محفوظة جيدا طوال 10 آلاف سنة من الرواسب، وأخذ العلماء عينات من العث من قلب الرواسب طولها خمسة أمتار في البحيرة.
وغالبا ما يشار إلى الرواسب البحرية على أنها "القرص الصلب" الطبيعي لأنها قادرة على تسجيل الظروف البيئية والأحداث التي تؤثر على المناظر الطبيعية المحيطة مع مرور الوقت، وحتى الآن، تعقب العلماء ديناميات الحشرات الحرجية من خلال تحليل براز الحشرات المتحجرة أو عن طريق جمع رؤوس الحشرات المستعادة من الطحلب، ووجدوا أن طرق الجمع هذه لا يمكن الاعتماد عليها في بعض الأحيان، وقال العلماء أن أجنحة العثة البالغة كانت سهلة الانتعاش، على الرغم من كونها رقيقة جدا وحساسة، وأضافوا أن العديد من أجنحة العثة كانت مكسورة أو مطوية أو مغطاة بمواد أخرى.
وقبل هذه الدراسة، كان هناك القليل جدا من المعرفة حول تواتر وشدة بداية حشرة spruce budworm الراتينجية وكيفية ارتباطها بمناخنا، فعندما ترتفع درجات الحرارة وتنخفض، فإنها يمكن أن تؤثر على بقاء الكائنات الحية، ودورات تكاثرها، وتشتتها المكاني، "من الأهمية بمكان أن نفهم الروابط بين انتشار حشرة spruce budworm في الماضي والمناخ لفهم إمكانات انتشارها تحت ظروف تغير المناخ في المستقبل".
أرسل تعليقك