لندن - كاتيا حداد
يواجّه الآلاف من الأطفال والمراهقين أزمة متصاعدة مع الأرق، مع ارتفاع عدد حالات دخول الصغار إلى المستشفى ممن يعانون من اضطرابات النوم بشكل كبير خلال ست سنوات، ووصف الخبراء هذه المشكلة بأنها كارثة خفية في مجال الصحة العامة، والتي ترجع أسبابها إلى ارتفاع معدلات السمنة إلى مستويات مفرطة، والإفراط في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية قبل النوم، وأزمة الصحة العقلية التي تجتاح الصغار.
وحللت صحيفة "الغارديان" البيانات الواردة من NHS Digital، وهو الشريك الوطني لمعلومات وتكنولوجيا لنظام الرعاية الصحية والاجتماعية في إنجلترا ، وكشفت عن نسب الدخول للمستشفى بسبب اضطرابات النوم بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 16 عامًا وأقل قد ارتفعت من 6.520 في 2012-13 إلى 9429 العام الماضي، ويأتي ذلك على الرغم من حقيقة أن الحالات التي دخلت المستشفى لجميع الأعمار بسبب اضطرابات النوم قد انخفضت بشكل طفيف منذ 2012-13، حيث انتقلت من 29.511 إلى 29.184 في عام 2017 - 18.
وقال راتشيل تايلور، استشاري نوم الطفل في "ذا سليب سانكتشواري"، إن اضطرابات النوم مشكلة كبيرة ... إنها أزمة صحية عامة خفية"، وهناك الكثير من حالات قلق النوم يجري تشخيصها في الوقت الراهن؛ حيث بتنا نتعامل مع المزيد من الأطفال الذين يعانون من القلق واضطرابات النوم. "
وفي عيادة ميلبوند سليب، وهي عيادة خاصة لنوم الأطفال في لندن، قالت مؤسستها، ماندي غورني، إنه في العام الماضي كان هناك ارتفاع بنسبة 30٪ في الإحالات المتعلقة بالقلق فيما يتعلق باضطرابات النوم بين الأطفال في سن الدراسة، وقالت غورني: "إنها زيادة مقلقة للغاية، خاصة إذا استمر هذا المعدل في الارتفاع ".
وأضافت أن الوصفات الطبية لهرمون الميلاتونين، وهو هرمون ينتجه الجسم بشكل طبيعي كرد فعل للظلام الذي يساعد في إعدادنا للنوم، قد ارتفع أيضا، ونشعر أن الارتفاع في مشكلات النوم يعتمد كثيرًا على القلق ... فهناك ضغط المدرسة، وضغط الأقران، وضغط وسائل الإعلام الاجتماعية، ولقد شهدنا زيادة في الإحالات بسبب تفجيرات مانشستر وغيرها من حوادث الإرهاب، والذكرى العاشرة لاختفاء الطفلة مادلين ماكان وغيرها من الأخبار الأخرى التي يسمعها الأطفال في السيارة، أو على الراديو أو على هواتفهم”.
وقالت فيكي داوسون مؤسِّسة جمعية "إتش إس إس دونكاستر" الخيرية للأطفال، وهي الخدمة المجانية الوحيدة المتخصصة التي تقدم الدعم للأسر من أجل نوم الأطفال، إن جمعيتها الخيرية غارقة في الأسر التي تلتمس المساعدة.
وأضافت أن الارتفاع يعود جزئيا إلى التكنولوجيا وحقيقة أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يمنع إنتاج هرمون النوم، مما يجعل الخلود للنوم صعب المنال، وقالت: "إننا نشهد بصورة متزايدة عائلات حيث يعمل الوالدان كلاهما، وهذا يمكن أن يعني أن وقت النوم قد يتأخر، أو يتم الإسراع في روتين وقت النوم أو التخلي عنه تمامًا".
أرسل تعليقك