الهند تتمكن من مكافحة انتشار نقص المناعة
آخر تحديث GMT 05:12:37
 فلسطين اليوم -

خابت كل التوقعات ونجحت في تجنب الوباء

"الهند تتمكن من مكافحة انتشار "نقص المناعة

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - "الهند تتمكن من مكافحة انتشار "نقص المناعة

مكافحة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية
نيودلهي ـ علي صيام

في عام 2002، توقع تقرير دولي، أن الهند سوف تتصدر نسب الإصابة بمرض الإيدز، وسيصل عدد الإصابات 20-25 مليون حالة بحلول عام 2010.

كان معدل الإصابة آنذاك حوالي 1000 حالة في اليوم، وفقد ما يقدر بنحو 2 مليون طفل أحد الوالدين أو كليهما بسبب الإيدز الذي كان من المتوقع أن يدمر الأسر والمجتمع والاقتصاد، وأشار التقرير بأن الهند ستكون عاصمة الايدز في العالم.

لكن بحلول عام 2010 خابت كل التوقعات ونجحت الهند في تجنب وباء الإيدز، وهذا الانتصار يعد أكبر إنجازات الصحة العامة في الهند.

ونشر أحد أبرز مكافحي فيروس نقص المناعة البشرية في ذلك الوقت كتابا يكرم من خلاله الشعب الذي يقول إنه كان حاسماً في توجيه الهند بعيداً عن مصيرها الذي لا مفر منه قائلا أن "العاملون في مجال الجنس في البلد كان لهم دورا هاما"، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.

أمضى أشوك ألكسندر، عقدًا من الزمان يعمل على رأس حملة مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية.

وفي كتابه "حقيقة غريبة: دروس في الحب والقيادة والشجاعة من العاملين في مجال الجنس في الهند" ، يقول إن تلك المعجزة لم تكن لتحدث من دون التعاون مع العاملين في مجال الجنس.

ولد ألكسندر ، البالغ من العمر 64 عامًا ، لأبوين من صفوة الهند، حيث كان والده ، يعمل سكرتيرًا رئيسيًا لرئيسة وزراء الهند السابقة إنديرا غاندي.

ترك ألكسندر حياته المهنية كمدير أول في مكتب شركة ماكينزي آند كومباني بالهند، للانضمام إلى حملة وقف انتشار فيروس نقص المناعة البشرية ، واستبدل ألكساندر حياة القاعات الفخمة والأناقة وسط المديرين التنفيذيين، ليجلس على أرضيات من الطين مع العاملين في مجال الجنس، ومثليين الجنس إلى جانب المتحولين جنسيا، ومدمني المخدرات، باختصار ، دخل إلى عالم لا يعرف عنه سوى القليل.

يبدأ عمله في أول يوم له على أرض الواقع ي الأماكن التي يتم فيها ممارسة الجنس حيث يمشي في حديقة في فيزاج ، في جنوب الهند ، في ظلام دامس، ليجد الأزواج الذين يمارسون الجنس على العشب أو خلف الشجيرات.

تلك هي الأماكن التي كان يتم فيها ممارسة الجنس في الهند - في الحدائق ، في محطات الحافلات ، في زوايا الشوارع حيث أن بيوت الدعارة لم تكن تشكل سوى 7٪ فقط من العمل الجنسي، وهو ما كان يشكل صعوبة أساسية لنجاح برنامج "Avahan"، لمكافحة مرض الإيدز.

ولكن كيف يمكنك احتواء وباء الإيدز، في بيئة لا تتجمع فيها النساء في مكان واحد، بل تتشتت وتتنقل؟ حيث يتم التقاط العاملات في مجال الجنس على الطرق السريعة من قبل سائقي الشاحنات، واللاتي يرجعن على شاحنات أخرى.

كان هناك الكثير من المعوقات أمام برنامج مكافحة المرض، وخاصة عند جمع البيانات وتحليلها - حيث لا يمكن معرفة أين يمارسون العاملون في مجال الجنس تلك العلاقات، وإلى أي مدى ، وفي أي مخاطرة ، وكم عدد الزبائن - ولكن أوكل ألكسندر تلك المهمة إلى عاملات الجنس من الفقراء واللاتي كن بإمكانهن أن يرفضن، لكنهم قامن بهذه المهمة.

كما كان التعامل مع القضاء والقدر، وهو جانب من جوانب النفسية الوطنية، أصعب والذي يمكن رؤيته كل يوم على الطرق في الهند، حيث يقود السائقين على الطرق السريعة وسط حركة المرور القادمة دون النظر إلى اليمين أو اليسار. وكما قال أحد سائقي الشاحنات لألكسندر: "قد يقتلنا فيروس نقص المناعة البشرية في غضون 10 سنوات ولكن هذه الشاحنة قد تقتلنا في اللحظة التالية."

بالإضافة إلى الفقر والعجز والافتقار إلى خيار يواجه العاملات في مجال الجنس إلى هذه القدرية المتأصلة ، ويبدو أن خطر الإصابة بالفيروس من الجنس غير المحمي بعيدًا مقارنة بالواقع الوحشي. وقالت ثيني (25 عاما) وهي إحدى العاملات في مجال الجنس: "أنت تقول لي إنني إذا أصبت بفيروس نقص المناعة البشرية فسوف أموت خلال 10 سنوات. لكن سيدي ، 10 سنوات هي حياة بالنسبة لي" مضيفة: "لدي أشياء أخرى أكثر خطورة أشعر بالقلق بشأنها الآن".

في البداية ، لم يكن لدى ألكساندر أي فكرة بأن الهند مكانًا آمنًا للجلوس لبضع ساعات ولكن قد يكون مهما جدا.

افتتح برنامج "Avahan" مراكز استقبال حيث يمكن للعاملات في مجال الجنس من الفقراء الاسترخاء من 1 إلى 4 مساءً ، والاستمتاع بحمام ساخن والاستلقاء على مرتبة على الأرض. كان هناك أيضا فرصة ليتم فحص تلك النساء والكشف عن العدوى المنقولة جنسيا من قبل الطبيب دون خوف من التعرف عليهن والشعور بوصمة العار المرتبطة بالمرض.

كانت تلك المراكز وسيلة لجمع النساء في مكان واحد حتى يتمكنوا من منحهم المعلومات والدعم والواقي الذكري الذي يحتاجون إليه.

اقرا ايضا اكتشاف في العنب يوقف نمو خلايا سرطان البنكرياس

وباعتباره مستشارًا إداريًا سابقًا ، فقد ساعد ألكساندر تلك النساء  - اللائي أصبحن تدريجياً أصدقاءه وزملائه - في الحصول على فرص عمل مناسبة تتناسب مع قدراتهن.

ارتقى برنامج Avahan بسرعة مذهلة، وكان له وجود في 550 بلدة في غضون عامين فقط، وفي غضون ثلاثة ، أصبح البرنامج أكبر برنامج للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية في العالم.

لكن قبل التوسع ، كان على ألكسندر أن يكتشف الحلول. وهذا يتطلب فهم حياة العاملات في مجال الجنس ولماذا يقومن بذلك ويتحملن تلك المخاطر التي يتعرضن لها.

من المفيد هنا استعداد العاملين في مجال الجنس للمشاركة في المجتمع، فقد عرفت النساء ما هو الأفضل لهن. فكل ما كان على ألكسندر فعله ، كما يقول ، كان يستغل "القوة الكامنة في أكثر الناس تهميشاً إذا تم تمكينهم من الاجتماع معاً في قضية مشتركة".

في ذروة أنشطة البرنامج، كان ألكسندر وفريقه يقدمون خدمات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية لأكثر من 270،000 عامل جنس ، يعملون في 672 بلدة ، ويرجع الفضل إلى البرنامج ، الذي يكلف 375 مليون دولار (297 مليون جنيه إسترليني) ، في الانخفاض اللاحق في حالات فيروس نقص المناعة البشرية في الهند.

اليوم ، يصل عدد المصابين بالإيدز في الهند 2.1 مليون، ويبلغ معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية 0.22 ٪ ، أي أقل من الولايات المتحدة.

ويقول ألكساندر: "علينا أن نشيد بالعاملين في مجال الجنس في الهند لمساهمتهم في هذا الإنجاز ، فهو قصة نجاح لم يرغب أحد في تأليفها" مشيرا إلى أنه لن يتم التعرف على مساهمتهم بسبب الوصمة التي لا تزال تحيط بهذا المرض. "

قد يهمك ايضا اكتشاف مذهل في العنب يمكن أن يوقف نمو وانتشار خلايا سرطان البنكرياس

العلاج الكيميائى قبل الجراحة يطيل حياة مرضى سرطان البنكرياس

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهند تتمكن من مكافحة انتشار نقص المناعة الهند تتمكن من مكافحة انتشار نقص المناعة



 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية

GMT 13:51 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

اللواء تيسير البطش يتفقد معبر بيت حانون
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday