أثبتت دراسة نشرت في مجلة نيتشر كوميوكنيشكن أن اتباع نظام غذائي حاد منخفض السعرات الحرارية اليومية بمقدار الخمس يمكنه درء السرطان والسكري ، فقد وجد العلماء أنه من الممكن أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتعيش لفترة أطول باتباع نظام غذائي في منتصف العمر.
وفي تجربة أجريت على القرود، تم منعهم من تناول الطعام من الخامسة صباحًا حتى الثامنة صباحًا يمد حياتهم بنسبة 10% ، مقارنة مع الأكل بشكل طبيعي.
ويقول الباحثون أن من نتائج اتباع نظام غذائي محاربة الشيخوخة، والتي يمكن أن تنطبق أيضًا على البشر، الذين يشتركون 93% من الجينات نفسها.
وتتبع الدراسة البحوث التي تبين أن الصيام في منتصف العمر، أو الذهاب من دون طعام بعد حلول الظلام ، يمكن أن يساعد الناس على العيش حياة أطول وأكثر صحة ، حيث أن تقييد الغذاء في أجسامنا يبدو أن يجعلها أكثر قدرة على محاربة الأمراض التي تصاحب الشيخوخة.
وقالت معدة الدراسة البروفيسورة روزالين أندرسون، من جامعة ويسكونسن : إن "قطع السعرات الحرارية تأخر الشيخوخة لديك، ربما لأن الجسم يستخدم الطاقة من الغذاء بشكل مختلف ليصبح أكثر مرونة ، ومن خلال استهداف الشيخوخة نفسها استطعنا، بدلًا من مكافحة السرطان أو أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل فردي، أن تستهدف شريحة كاملة من الأمراض في وقت واحد" حيث أن الدراسة الأخيرة قد تسوي الجدل الذي دار على مدى الأعوام السبعة الماضية حول خفض السعرات الحرارية.
وأكدد جامعة ويسكونسن عام 2009 أن القرود التي تتناول 20% أقل من الطعام ، مقارنة مع أولئك الذين تناولونه عندما يريدون، عاشوا لفترة أطول بكثير، استمروا لتسعة أعوام بعد متوسط عمر 26 عامًا.
وكانت هذه القرود أقل احتمالًا للحصول على السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنهم أقل احتمالًا لتطوير مقاومة الأنسولين والذي يسبب مرض السكري، ويعتقد كبار العلماء أن تقليل السعرات الحرارية يمكنه عكس عملية الشيخوخة.
وفي تجربة أخرى من قبل المعهد الوطني للشيخوخة تبددت آمالهم بعد عدم العثور على أي أثر للبقاء على قيد الحياة لفترة أطول، بل فقط فوائد صحية.
واستعرض العلماء من كلا الفريقين عملهم مع دراسة ثالثة ، باستخدام القرود المقيدين بعدد أقل من السعرات الحرارية ، لتحديد أن الحيوانات الصغيرة قد نفت النتيجة السابقة.
وقالت البروفيسورة أندرسون: "إن تناول نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية عمل على القرود في سن المراهقة والعشرينات، ولكن ليس في القرود التي بدأت النظام الغذائي في أعوام ما قبل سن المراهقة ، وهذا يدل على أنه قد يكون من الأفضل للناس أيضًا أن يبدأوا في النظام الغذائي في وقت لاحق في الحياة".
وخلص فريق البحث إلى أن تناول طعام أقل ، في حالة دراسة ويسكونسن بين الساعة الثامنة صباحًا والخامسة مساءًا فقط ، يزيد من فترة البقاء على قيد الحياة ، وذلك من خلال منع الأمراض الفتاكة التي تصيب الناس عندما يتقدمون في السن، والتي تشترك فيها القرود، مثل السرطان والخرف.
وتعتبرالأسباب لا تزال غير مفهومة تمامًا، مع نظرية واحدة هي أن تناول كميات أقل قد يجبر الجسم على التركيز على الحياة، بحيث يركز على حماية نفسه.
وتشير نتائج الدراسات الثلاث السابقة كافة في القرود كبار السن من الرجال يمكن أن يستفيدوا أكثر من غيرهم من تقليل السعرات الحرارية، وذلك لأن الذكور هم الأكثر عرضة لاكتساب الوزن عند اتباع نظام غذائي غير مقيد ويطورون مقاومة الأنسولين مما يؤدي إلى مرض السكري.
ومن المتوقع أن يكون له تأثير خاص على صحة الناس، إذ أن الناس الذين يعانون من السمنة المفرطة قد يعانون من خطر 13 نوعًا مختلفًا من السرطان.
وتأتي الدراسة في أعقاب أعمال من جامعة جنوب كاليفورنيا، والتي وجدت أن اتباع نظام غذائي لمدة أربعة أيام، وخفض السعرات الحرارية إلى النصف تقريبًا، يخفض خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقال معد الدراسة فالتر لونغو بعد الدراسة: "إنها حول إعادة برمجة الجسم بحيث يدخل وضع إبطاء الشيخوخة".
أرسل تعليقك