القاهرة ـ فلسطين اليوم
توصلت دراسة جديدة إلى اكتشاف مفاجئ حول تأثير تلوث الهواء على صحة الإنسان، حيث أشارت إلى أن تلوث الهواء قد يكون له تأثير وقائي ضد أخطر أنواع سرطان الجلد المعروف بالورم الميلانيني. وبينما يبدو هذا الاكتشاف غريبًا، أظهرت الدراسة أن المستويات العالية من الجسيمات الدقيقة (PM)، وبخاصة تلك التي قطرها 10 ميكرومتر (PM10) أو 2.5 ميكرومتر (PM2.5)، قد تسهم في تقليل خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.
ورغم ذلك، حذر فريق الدراسة من التسرع في التوصل إلى استنتاجات نهائية، حيث أوضحوا أن الدراسة قد أجريت في منطقة محدودة من إيطاليا ولم تضم عددًا كبيرًا من المشاركين مقارنة بدراسات مشابهة. كما أشاروا إلى أن هذه النتائج كانت بناءً على الرصد والملاحظة، ولم توضح السبب وراء هذه الارتباطات التي تم اكتشافها.
وقد رجح الباحثون أن تلوث الهواء قد يقلل من التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وهي أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بسرطان الجلد. ومع ذلك، شدد الباحثون على ضرورة التعامل مع هذه النتائج بحذر، مؤكدين أن تلوث الهواء له تأثيرات سلبية عدة على الصحة البشرية. فالجسيمات الدقيقة (PM2.5) على سبيل المثال يمكن أن تخترق الرئتين وتدخل مجرى الدم، مما يرتبط بالعديد من المشكلات الصحية الخطيرة مثل الأمراض التنفسية، وتفاقم حالات الربو، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك زيادة مخاطر السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
كما أضاف الباحثون أن تلوث الهواء يمكن أن يؤدي إلى تدهور القدرة المعرفية وزيادة خطر الإصابة بالخرف والاضطرابات العصبية. وقد أظهرت العديد من الدراسات أيضًا أن تلوث الهواء يرتبط بزيادة معدلات الولادة المبكرة وتراجع وزن المواليد.
وفي الختام، أشار الباحثون إلى أن تلوث الهواء يتسبب في ملايين الوفيات المبكرة سنويًا حول العالم، مما يستدعي التركيز على التأثيرات السلبية له على الصحة العامة.


أرسل تعليقك