واشنطن ـ رولا عيسى
عرفت الدهون في السابق بمسؤوليتها عن انسداد الشرايين والموت المبكر، إلا أنه في هذه الأيام بات يذكر أن هناك أنواعًا جيدة من الدهون بحيث تقلل الشعور بالجوع بعد تناول الطعام، كما أن لها دورًا حيويًا في امتصاص العناصر الغذائية من الأطعمة الأخرى، فضلًا عن تأثيرها الصحي على البشرة ووظائف المخ.
وكشف أخصائي التغذية روب هوبسون، أنَّ من الأهمية تناول الدهون الصحيحة، لأن الاستغناء عنها سيكون مؤذيًا أكثر من الحصول على الفائدة، ليس فقط على مستوى محيط الخصر وإنما التأثير على الصحة سيكون على المدى الطويل.
وأوضح هوبسون أن الكثيرين لديهم تساؤلات حول الأحماض الدهنية، تتعلق بما تفعله هذه الدهون، ومن أين يمكن الحصول عليها، وكم من الكمّية نحتاج منها، ومن ثم فالموضوع كله بمثابة جزء من حقل ألغام، وعلى عكس الكربوهيدرات والبروتين فهي منطقة معقدة قليلًا.
وأضاف أنَّ الدهون تقسم إلى مجموعتين، هما الدهون المشبعة وغير المشبعة، فيما تنقسم الدهون غير المشبعة إلى مجموعتين أيضًا، وهما الدهون غير المشبعة الأحادية والدهون غير المشبعة المتعددة، والتي غالبًا ما يشار إليها بالدهون الصحية، فالأوميغا هي مجموعة من الأحماض الدهنية التي تقع ضمن الفئتين ويتم تصنيفها إلى أوميغا 3، 6 و9.
وتابع: "تتألف الأحماض الدهنية "أوميغا 9" من مجموعة من الدهون غير المشبعة، والتي تقع ضمن المجموعة غير المشبعة الأحادية، ويطلق على الأحماض الدهنية الأساسية في هذه المجموعة حمض "الأوليك"، ويمكن العثور عليها في الأطعمة ذات الأصل النباتي، بما في ذلك الأفوكادو والزيتون وزيت الزيتون وكذلك المكسرات مثل الكاجو والجوز والفستق واللوز واللوز والبقان أو عين الجمل.
وبيَّن أن هذه الأحماض الدهنية بصفة خاصة تعمل على تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، عن طريق زيادة نسبة "HDL" أو "الكولسترول الجيد" مع خفض نسبة "الكولسترول السيئة"، بالتالي فإنَّ الأحماض الدهنية "أوميغا 9" هي مجموعة من الدهون غير المشبعة.
وأشار إلى أن الأحماض الدهنية "أوميغا 3" و"أوميغا 6" تصنف ضمن مجموعة الدهون غير المشبعة أيضًا، ولكنها تقع ضمن مجموعة الدهون غير المشبعة المتعددة، وعلى عكس "أوميغا 9" التي بإمكانها العمل على تعزيز صحة الجسم، إلا أن الأنواع الأخرى من "الأوميغا" لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال الحمية الغذائية وهذا ما يجعلهم من الأهمية.
واستطرد هومسون: "تلعب "أوميغا 3" دورًا مهمًا في الجسم بما فيها تشكيل الهيئة لأغشية الخلايا، ومن ثم فالحصول على كميات كافية من النظام الغذائي هو أمر مهم جدًا، فبمجرد تناول "الأوميغا 3" و"وأوميغا 6" تذهب إلى سلسلة من التفاعلات الكيميائية، وبالتالي تتحول إلى مركبات تساهم في العديد من الأدوار الفسيولوجية الهامة منها تكوين أحد الهرمونات "البروستاجلاندين"، والتي تعمل مضادًا للالتهابات وتخفيفها في الجسم والتي يعتقد بأنها الطريق إلى العديد من الأمراض المزمنة".
ولفت إلى التأثير الإيجابي فيما يتعلق بتحسين صحة القلب والأوعية الدموية والتي تتأثر بهذه الالتهابات، إضافة إلى التأثير الذي يقع على الجهاز المناعي جراء هذه الالتهابات ويلحق مع مرور الوقت ضرر كبير في الجسم.
وأبرز أنَّ الفوائد الصحية الأخرى لـ"الأوميغا 3"، تشمل التأثير الإيجابي على الحالة المزاجية والجلد وحالات الالتهابات، ويعد المصدر الرئيسي لـ"الأوميغا 3" الأسماك الزيتية، على الرغم من أن استطلاعات الرأي الخاصة بالغذاء تظهر بأن عددًا كبيرًا من الناس يفشل في تناولها.
ونوه إلى أنَّ مجموعة الأحماض الدهنية "الأوميغا 6" تعد مهمةً جدًا أيضًا، وتستخدم من أجل تحسين أداء وظائف المخ وكذلك للنمو، ولإدراك ذلك تكفي كمية قليلة من هذا النوع من الأحماض الدهنية الذي يوجد بكمية وفيرة في الكثير من الأطعمة.
واسترسل: "تعد أبسط الطرق من أجل البدء في إعادة التوازن لـ"الأوميغا" الخاصة في كل شخص هو بتوجيه نوع الزيوت والدهون التي يتم استخدامها بشكل يومي، وكثيرًا منا قد تدرب على اختيار الدهون غير المشبعة المتعددة والطهي باستخدام الزيوت مثل دوار الشمس الذي يعتبر غنيًا بـ"الأوميغا 6"، ومع ذلك فإن زيت الزيتون يعد أفضل للاستخدام اليومي كونه يحتوي علي "أوميغا 9"، وكذلك زيت جوز الهند في حالة الطهي على درجة حرارة مرتفعة.
وتابع: "يمكن لأولئك الذين لا يرغبون في تناول الأسماك الزيتية، الحصول بدلًا من ذلك على الأطعمة التي تحتوي على "EPA" و"DHA" والتي تتوفر أيضًا للنباتيين"، وينصح بتناول "أوميغا 3" التي تتوافر على هيئة كبسولات 1000 مللي غرما، والتي تحتوي على 276 مللي غرام من "DHA" و 220 مللي غرام من "EPA".
وتحضر سلطة الصيف التي تأتي بـ"الأوميغا 3" من تحضير، 2 سمك سالمون فيليه بدون جلد، و300 غرام من البازلاء، و1 ليمون مبشور، و2 كوسة تقطع إلى مكعبات، يضاف إليها القليل من البقدونس المفروم، مع 5 أوراق نعناع، و5 فص ثوم مفروم، و2 حفنة من السبانخ، و2 حفنة من الجرجير، يصب فوقها ملعقة كبيرة من زيت الزيتون البكر، ونصف ليمونة معصورة، مع الملح والفلفل الأسود.
أرسل تعليقك