العراقيون يستعينون بالحجارة الكريمة للحفاظ على حياتهم
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

السحر والشعوذة طريق للنجاح والحصول على المناصب

العراقيون يستعينون بالحجارة الكريمة للحفاظ على حياتهم

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - العراقيون يستعينون بالحجارة الكريمة للحفاظ على حياتهم

اللجوء للحجارة الكريمة
بغداد – نجلاء الطائي

يلجأ الكثير من المسؤولين وضباط الجيش العراقي وحتى الجنود إلى ارتداء المحابس ذات الحجارة الكريمة، للحفاظ على حياتهم في أرض المعركة التي يحارب فيها العراق المتطرفين في الأنبار وصلاح الدين، ومن أجل الحصول على المناصب العليا في الدولة، وحتى التفوق دراسيًا.

وأوضح أبو مهيمن (80 عامًا) الذي لا يجيد القراءة والكتابة، أن "الحجارة الكريمة نوع مما يستحب التختم به، وهناك روايات عن الرسول تحث على التختم بها، أي جعلها خواتم"، مؤكدًا أنَّ "الاعتقاد بأن الحجارة تنفع أو تضر من دون الله أمر خطير وربما يدخل الإنسان في دائرة الشرك".

وأشار إلى أن "الله وضع أسرارا في بعض الحجارة كما وضع بعض الأسرار في الأدعية والسور والآيات القرآنية وسائر الكتب المقدسة، وهو أمر ليس بغريب ولا مستحيل"، وأكمل أنّ غالبية الناس يفضلون العقيق اليماني والعقيق الرضوي والفيروز، الذي يسمى أيضا الظفر.

أما حيدر الفكيكي (25 عامًا) فيؤمن بأن أنواعا من الخرز أو الحجارة الكريمة لها أثر كبير في تسهيل أعمال حاملها أثناء مراجعاته لدوائر الدولة، مؤكدا أنَّ "الموظفين الذين كانوا ينزعجون عندما أطلب منهم إنجاز معاملتي، صاروا يقابلونني بابتسامة عريضة ويظهرون لي احتراما واضحا"، محذرا المهتمين بجمع الحجارة الكريمة من "وجود أنواع مغشوشة، فهي جميلة لكنها عديمة المنفعة ولا تعمل في الدوائر الحكومية".

ويرى ميثم السلامي (50 عامًا) أن "الحجارة الكريمة تحمي الإنسان من الحسد، وهي لتحسين الحال، حيث يسعى محدودو الدخل عادة إلى الاستعانة بالحجارة أو الفصوص لما تحتويه من قوى غيبية من أجل تحسين ظروفهم المعيشية، وهناك آخرون يلجأون إلى أنواع من الخرز لإلحاق الضرر بخصومهم عبر تسليط قوة هذه الفصوص الخفية عليهم"

وأضاف: "وثمة أحجار اكتسبت شهرة مع الزمن مثل"عِرْقْ السُيوحِل" الذي يحظى بأهمية خاصة لدى المهتمين بجمع الفصوص، إذ يعتقد انه يحتوي على قوة غريبة لجهة تأثيره العاطفي، فهو يجعل قلب المحبوب رقيقا متسامحا".

وتابع: "بحسب الرواية الشعبية فإن حيوان ( القُنفُذ)ْ هو الذي يدل على مكان "عِرْق السُويحِل" بين الأدغال، إذ أن القنفذ وهو خارج يغلق باب حفرته على صغاره بحجارة يزيلها حين يعود باستخدام "عرق السواحل" ثم يرميه جانبا، فإذا تمكن أحد من الحصول على هذا العرق فإنه سيمتلك قوة كبيرة وثروة طائلة، بحسب ما تقول الأساطير والروايات".

وبين عمار الموسوي (54 عامًا) أن "قيمة "عرق السويحل" تصل إلى أكثر من 500 مليون دينار عراقي"، ويضيف أن "لهذا النوع من الحجارة قوة خارقة على فعل الأعاجيب، ومن أعاجيبه أنه يقرب القلوب البعيدة، ويسهل مهمة حامله من الناحية العاطفية".

ويعتقد المهتم في الحجارة الكريمة نبيل الساعدي (35 عامًا) بأن "بعض أنواع الفصوص تقي من الرصاص"، مضيفا أن "بعض اللصوص كانوا يستخدمونها في الماضي، أما أنا فقد جربتها بنفسي مع أني لست لصا".

كما أوضحت الممرضة النفسية ريم محمد (35 سنة) في حديثها لـ"العرب اليوم " أن "الإنسان يلجأ إليها لاتقاء مصاعب الحياة وعادة ما يستعين بها في أوقات الحروب والأزمات، فتجارة الحجارة الكريمة أو البحث عنها راج في العراق، وانتشر بسبب الحروب التي مر بها العراق فأخذ الرجال يبحثون عن خرز ضد الرصاص وأخرى للرزق في زمن الحصار".

وأكملت ريم محمد أن "هذه التجارة المتعلقة بالغيبيات استغلت من قبل أشخاص يسعون دائما لاستخدام مشاعر الناس وعواطفهم لتحقيق الربح، فراحوا يبيعون بعض الخرز بحجة أنها تجلب الحليب وأخرى تجلب المحبة لمداعبة مشاعر الشباب".

ويعتقد أشخاصا عديدين من المهتمين بالحجارة والخرز أنها "تستبطن قوى غيبية، ويمكنها أن تحقق منافع عديدة"، ويعتبر علي مجيد (49 عامًا) أن "القضية ليست خرافية بل هي حقيقية بدليل اهتمام رجال الدين بالخرز والحجارة الكريمة".

وأكدت أم زمن، امرأة لا تعرف القراءة والكتابة (80 عامًا)، قائلة: "إنني أمارس هذه المهنة منذ الثلاثين من عمري، وتردد إلى منزلي العديد من المسؤولين الكبار في الحكومات الماضية وكنت أرى لهم الطالع عن طريق النظر إلى وجوههم فقط".

وأردفت أم زمن قائلة: "إنني أقوم بهذا العمل لأغراض إنسانية، ولفك الأعمال والخطر التي تلحق بالناس" وهذه بحسب وجهة نظرها خدمة وليست نقمة.

وأشار الباحث الاجتماعي أحمد منعم إلى أن هناك جيلا عراقيًا جديدًا يؤمن بالسحر والشعوذة وتأثير الأمور الغيبية على مستقبله، فهو يحمل معه الخرز والتعاويذ أينما حلّ، ونوه إلى أن “الكثير من المسؤولين اليوم يؤمنون بذلك، والبعض منهم يرتدي محابس تحتوي على حجر كريم، يؤثر في المصائر والأقدار، بحسب تقديرهم“.

وجدير بالذكر أن أحمد يوسف موظف في البنك، ويرتدي محبسًا اشتراه من سورية منذ نحو خمسة أعوام، حيث يعترف بأن حياته تغيرت بعد ارتدائه المحبس، وانفتحت الكثير من السبل أمامه"، ويؤمن يوسف، شأنه شأن كثيرين، بأن بعض الحجارة الكريمة لها تأثيرات كبيرة على مسيرة حياة الفرد في الحياة.

ويرجع بعض العراقيين تأثير تلك الحجارة إلى اعتقادات دينية، ذلك أن قراءة الدعاء عليها، وتطويعها عبر أخذها إلى الأماكن المقدسة يجعلها تكتسب مواصفات خاصة مؤثرة، وتسود في العراق اليوم الثقافة الغيبية بشكل كبير، ليس بين الناس البسطاء فحسب، بل بين النخب أيضًا، مقابل انحسار كبير للمظاهر العلمانية، التي لا تؤمن بالأمور الغيبية.

كما أكد جمال الخفاجي أن بعض السياسيين في العراق يلجأون إلى أشخاص يمتازون بقدرتهم في معرفة الخرز المهمة التي تتسبب في خسارة خصومهم السياسيين وإزاحتهم من طريقهم.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراقيون يستعينون بالحجارة الكريمة للحفاظ على حياتهم العراقيون يستعينون بالحجارة الكريمة للحفاظ على حياتهم



GMT 12:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

أثري مصري يرد على إيلون ماسك أغنى رجل في العالم

GMT 10:00 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تفاصيل مثيرة عن أعظم رسامي اليونان تعرف عليها

GMT 09:39 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

وزير السياحة المصري يعلن عن كشف أثري جديد في كانون الثاني 2021

GMT 09:54 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

رحلة فريدة من نوعها لعشاق الخط العربي في متحف الشارقة
 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday