لندن - ماريا طبراني
وُلدت المُصوّرة جوهار دشتي عام 1980 في مدينة الأهواز، جنوب غرب إيران، بالقرب من الحدود مع العراق، وخلال الأعوام العشرة الأولى من حياتها كان منزلها ساحة معركة في الحرب الوحشية بين الدول المجاورة، وأمضت العديد من أمسيات الطفولة في ملجأ من الغارات الجوية، ونظرت إلى المكان الذي كانت كل ما عرفت عنه أنه تحول إلى ركام، لقد ركز عمل دشتي دائما على تركة الصراع، وهي التداعيات التي تدور بشأن الأهواز، حيث الأنهار المسمومة، وحقول القمح القاحلة، والتأثيرات النفسية.
وذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية أن منذ أول عمل لها منذ 10 أعوام، اقتربت دشتي من هذا التاريخ في فترة ما بعد الصراع ليس كمصورة وثائقية بل كفنانة مفاهيمية، لقد كبرت وهي سائمة من التصوير الصحافي الخارجي، وبدلا من ذلك أرادت أن تستخدم صورها لتحديد مكان "عدم الأمان" المستعصي الذي كان حولها، وبدأت في عرض الصور التي توازي توقعات أحداث الحياة العادية، والاحتفالات بحفلات الزفاف أو أعياد الميلاد، مع المخلفات المستمرة للحرب.
اقرا ايضا التراث الأثري السوري يعاني من كارثة ثقافية حقيقية جراء الحرب
وطوّرت في سلسلة الصور التي وصفتها بلا جنسية، في عامي 2014 و2015، هذه الفكرة مع صور سريالية في الصحراء الإيرانية، كان المقصود من هذه الصور استعارة مجازر صدمة بلادها المستمرة من مقتل مليون إيراني في الصراع، وأيضا ملايين الأشخاص الذين نزحوا في الحروب التي تلت ذلك في المنطقة، حيث استقبلت إيران أكثر من 950 ألف لاجئ في السنوات الأخيرة، معظمهم من أفغانستان، وتوضح هذه الصورة زوجين متشبثين ببعضهما البعض وسط وجود أمتعتهما الدنيوية تحت أشعة الشمس، وهي رمز لهذا الواقع الأخير، حيث تقول دشتي: "أصبحت السماء السقف والجبال جدران منزلهم الجديد، لأن الطبيعة هي المكان الوحيد الذي يؤوي هؤلاء الناس هي الملجأ الدائم".
قد يهمك ايضا ويلات الحرب السورية تدمر التراث الأثري وتعرضه للسرقة
الأمير سلطان بن سلمان يفتتح معرض آثار كوريا في المتحف الوطني في الرياض
أرسل تعليقك