كمال يكنور يتغنى بروح التراث المصري من خلال لوحاته الساحرة
آخر تحديث GMT 01:02:20
 فلسطين اليوم -

بمعرض يستعيد أعماله في "غاليري الباب" في القاهرة

كمال يكنور يتغنى بروح التراث المصري من خلال لوحاته الساحرة

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - كمال يكنور يتغنى بروح التراث المصري من خلال لوحاته الساحرة

أعمال الفنان كمال يكنور
القاهرة ـ كمال المرصفي

الإبداع التشكيلي يرسم ملامح ثقافة الفنان وهويته، وأول ما ستعرفه عن الفنان كمال يكنور فور رؤية أعماله هو هويته المصرية التي تنبض بها لوحاته فيما تخبرك تفاصيلها عن انتمائه وتمسكه بالتراث الأصيل، وفي المعرض الذي يستعيد أعمال يكنور (1925 - 2000)، ويحتضنه «غاليري الباب» بدار الأوبرا المصرية، استطاعت الأعمال أن تعكس تجربة متميزة لا تزال جماليات خامات صاحبها وإمكانياتها ومدخراتها التعبيرية ساطعة بها.

ويضم المعرض أكثر من 40 لوحة تنتمي للمدرسة التعبيرية، فالفنان هنا مهموم بالسطح التصويري، مؤكداً انفعالاته بالمادة كاشفاً عن تضاريس اللوحة في عجينة اللون وهنا نستحضر مقولة فان غوخ: «أنا اليوم أخوض صراعاً على قماشة الرسم».

ورغم تميز أعمال يكنور بالبساطة حيث تعالج مشاهد للحياة اليومية الريفية البسيطة فإنه يقدمها بطلاء كثيف وألوان تنقل حيويتها. يُعنى يكنور عناية خاصة بالطاقة التكوينية للوحة، فهو يتلاعب باللون والملمس مقدماً للمتلق شكلا نحتياً في إطار اللوحة، عبر استثمار مكثف للملمس دون تنحيه عناصر اللوحة الأخرى. ويمنحنا الملمس في أعماله إحساسا بالحركة المتسقة مع التباينات اللونية في فضاء اللوحة من ناحية، وبفعل إيقاع الضوء عليه من ناحية أخرى.

وعبر تقنية التجسيم البصري، يستعين كمال يكنور بمفردات البيئة المصرية معولاً على دلالاتها الحسية في مخاطبة المتلقي كلغة بصرية خاصة، مما يمنح فضاء اللوحة عمقاً وحميمية، ففي إحدى اللوحات سنجد السيدات بملابس تشبه عرائس المولد التي تعود للعصور الفاطمية مطعمة بموتيفات إسلامية وأشكال هرمية مع رموز كالحصان (القوة والشجاعة والفروسية العربية)، أو القط (القوى الخارقة، التفاؤل والتشاؤم)، أو النخيل (الأصالة والعروبة).

أمّا المرأة لدى كمال يكنور فهي تمثل تجليات لعروس المولد «التميمة الشعبية» للبهجة والسعادة، لذا سنجده يستنسخ نساءه الريفيات عنها، فهو يقدم لنا بنية إيحائية تتعامل مع حاسة البصر.
كما يُمكن للمتلقي تتبع ضربات فرشاة يكنور المحملة باللون وما تحدثه من تموجات ونتوءات تشبه النحت البارز ويسهم سمك الطبقات اللونية في إعطاء أبعاد ثلاثية لمسطح اللوحة كاسياً إياها بطابع حداثي معاصر.

في بعض اللوحات سنجده يبرز كتابة لفظ الجلالة وبعض العبارات الدينية في لوحات تستلهم موتيفات العمارة الإسلامية في المساجد محلقاً باللوحة في أفاق صوفية، وهنا لم يلجأ إلى كثافة اللون، ولكن إلى تدرجات خفيفة من الألوان الترابية بمسحة نحاسية. كذلك سنجد لوحات مستوحاة من تراث السيرة الهلالية عمد فيها إلى تجسيد قوة الأسطورة الشعبية. وعبر لوحتين متجاورتين يقدم الفنان مشاهد مستوحاة من الحياة اليومية المصرية حينما كانت قراءة الفنجان تقليداً متبعاً في معظم البيوت المصرية، ففي اللوحة الأولى وظف الضوء بشكل بارع مكثفاً فيها لحظة الترقب التي تجمع سيدتين إحداهما من المدينة بملابس عصرية تنتظر بشغف ما يبعث على التفاؤل من القارئة التي تبثها أنباء عن حياة وردية، بينما في اللوحة الأخرى تبدو علامات التشاؤم والحزن في عيون السيدة التي تجالس قارئة الكف.

وفي لوحات أخرى يجسد تقاليد الزفاف الريفية مستوحياً السير الشعبية مثل «حسن ونعيمة»، كما يظهر النيل رمز الرخاء والحضارة في لوحة أخرى يتوسطها صياد يجوبه بقارب شراعي بينما تنتظره على الضفة نساء الريف بأزيائهن التراثية المميزة التي كانت ترمز للهوية المصرية لتذكرنا فرشاة كمال يكنور بأهمية هذه الأزياء التي طمستها العولمة.

ويعطينا المعرض فكرة عن تصدي هذا الفنان لفكرة علاقة الفنان بتراثه وهويته وتصديه لتيارات عالمية ألمت بالفن التشكيلي في العالم في حقبتي الستينات والسبعينات محافظاً على علاقات جمالية مع التراث المصري محصنة بإحساس فريد بالأصالة

يشار إلى أنّ كمال يكنور تخرّج في معهد ليوناردو دافنشي في التصوير عام 1952. وحصل منه أيضاً على دبلوم الديكور 1956. من ثمّ في الإعلان عام 1960. وله مقتنيات في دار الأوبرا المصرية ومتحف الفن المصري الحديث ووزارة الثقافة المصرية واستاد القاهرة، ومبنى هيئة السكة الحديد العريق في القاهرة. وساهم الراحل في تأسيس نقابة الفنانين التشكيليين وأسس جمعية فناني الغوري، ونظّم عدة معارض في روما وباريس ولندن وطوكيو وأميركا والعراق ورومانيا.

قد يهمك أيضًا:

فنانة تستعيد روح مصر القديمة بلوحات من حى الغورية

لوحات تغادر نيويورك للمرة الأولى ليراها مؤرخو الفن بعد أن "سمعوا بها"

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كمال يكنور يتغنى بروح التراث المصري من خلال لوحاته الساحرة كمال يكنور يتغنى بروح التراث المصري من خلال لوحاته الساحرة



 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة

GMT 18:08 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

سانتياغو سولاري في حيرة بسبب خط الوسط قبل مواجهة "العين"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday