لندن ـ ماريا طبراني
قدّمت الفنانة إيما هارت نوعًا جديدًا من الفن، حيث تجسّد العلاج النفسي في صورة أوانٍ فخارية ممزوجة بالطمي، ويعاون اثنين من المساعدين في أستوديو إيما هارت، الفنانة في اللمسات الأخيرة لأنماط الرسم داخل مجموعة من أشكال رؤوس السيراميك كبيرة الحجم، حيث يبدو أن الرؤوس تستهلكها لأنها تتكئ في أعماقها، مشاعل مربوطة على جبينها، ويتم فرش الطلاء الحساس يدويًا.
وسيتم نقل الأعمال التي تم الانتهاء منها إلى معرض وايت تشابيل لندن، في فترة تجاوزت الأسبوع بقليل، حيث أنها ستكون مربوطة من السقف مثل المصابيح، وفي ركن "Mamma Mia"، وهو العرض الفني الذي حازت من خلاله إيما هارت على جائزة "Max Mara" الفنية للنساء.
تشكل الرؤوس، التي تم إطلاقها في إيطاليا، خلال إقامة هارت لمدة 6 أشهر للحصول على الجائزة، تأثير الوقت الذي يقضيه كل من استوديوهات السيراميك المهنية، وكمراقب في مركز للعلاج الأسري، وأوضحت هارت أنّ "كلاهما مدفوع بالأنماط، الطبيب النفسي يحاول كشف الأنماط السلوكية البشرية، والأستوديو يولد نمط بصري".
ويظهر في داخل أحد الرؤوس نمط الشابات المتشابكة في حالة من الغيرة، من بين فكي منمنمة لخناق الذباب، إحدى النباتات أكلة اللحوم، وفي نمط آخر من الرؤوس، تظهر أصابع مشذبة تدفع أزرارًا حمراء ساخنة، مقدمة في ألوان الأخضر ، الأزرق والأصفر من كاميرا التصوير الحراري، وفي نموذج ثالث يظهر تداخل صفوف من المنحنيات، والتي تتحوّل من الأقواس الذهبية لماكدونالدز إلى خط من الثدي الوردي بينما يتصاعد نمط الجانبين.
ودرست هارت التصوير الفوتوغرافي وبدأت العمل فقط مع الطين قبل بضع سنوات، وفي مقابلات سابقة كانت قد تحدثت عن علاقتها به كوسيلة معبرة، واستمرت في تجربته بطريقة طفيفة إلى حد ما وتشكيل الأشياء، وعلَقت على ذلك "كانت هناك معركة كبيرة للحصول على الطين للقيام بما أردت، كان هذا مهم حقا - كان من المثير للاهتمام أن أطلق العنان ولا أعرف ما كنت أفعل، لكنه جلب الكثير من الإجهاد"، ولكن إقامتها في فينزا غيرت كل ذلك، وتلعب البلدة الإيطالية الصغيرة دورا هاما في تاريخ الخزف، ويرتبط اسمها بالقشور - المعروف أيضا باسم ميوليكا - الفخار المزخرف بالقصدير الذي تم إنتاجه في البلدة منذ القرن الرابع عشر، وعلى الرغم من ذلك، تعلمت هارت من المؤرخين والحرفيين السيراميك التقنيات الحرفية التقليدية.
أرسل تعليقك