علماء يكشفون عن تسبب المناخ في انهيار أقوى إمبراطورية في التاريخ
آخر تحديث GMT 05:12:37
 فلسطين اليوم -

سيطرت على الشرق الأدنى لمدة 300 عام قبل سقوطها الدراماتيكي

علماء يكشفون عن تسبب "المناخ" في انهيار أقوى إمبراطورية في التاريخ

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - علماء يكشفون عن تسبب "المناخ" في انهيار أقوى إمبراطورية في التاريخ

الإمبراطورية الآشورية الحديثة
لندن - فلسطين اليوم

عُرفت الإمبراطورية الآشورية الحديثة بقوتها العظمى، كونها أكبر إمبراطورية في ذاك العصر، حيث سيطرت على الشرق الأدنى لمدة 300 عام قبل انهيارها الدراماتيكي، وتقول دراسة جديدة إن ازدهار وانهيار الامبراطورية التي ظهرت في سنة 912 قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين، وامتدت في أوجها من البحر الأبيض المتوسط ومصر في الغرب إلى الخليج وغرب إيران في الشرق، سببه التغير المناخي.
وبدأت الإمبراطورية في الانهيار بعد وقت قصير من وفاة الملك آشوربانيبال، الذي لُقب بملك العالم، حوالي عام 630 قبل الميلاد، ثم الاستيلاء على مدينة نينوى الكبرى في عام 612 قبل الميلاد على يد البابليين وحلفائهم، وبحلول نهاية القرن السابع قبل الميلاد، كان سقوط الإمبراطورية قد اكتمل.
ويقول العلماء إن التقلبات في ثروات الإمبراطورية، تزامن مع تحول دراماتيكي في مناخها من الرطب إلى الجاف، وهو تغيير مهم في الإمبراطورية التي تعتمد على المحاصيل.

وكتب العلماء في الورقة البحثية: "إن نحو قرنين من هطول الأمطار وارتفاع المحاصيل الزراعية، شجعت التحضر عالي الكثافة والتوسع الإمبراطوري الذي لم يكن مستداما عندما تحول المناخ إلى ظروف الجفاف الشديد خلال القرن السابع قبل الميلاد".

وبعبارة أخرى، بينما لعبت الحرب الأهلية والتوسع المفرط والهزيمة العسكرية دورا في انهيار الإمبراطورية، فمن الممكن أن يكون الدافع الأساسي لحدوث ذلك، هو انحسار المحاصيل التي أدت إلى الانهيار الاقتصادي وتفاقم الاضطرابات السياسية والصراعات.

وصرح البروفيسور نيكولاس بوستغيت، خبير الآشورية من جامعة كامبريدج، والذي لم يشارك في الدراسة، بأن تغير المناخ ساعد في إنهاء الإمبراطورية، وقال: "ليس لدينا أي تفسير أفضل لما حدث للإمبراطورية الآشورية خلال تلك الأوقات"، معللا ذلك بندرة السجلات المكتوبة من حوالي 645 قبل الميلاد إلى غاية معركة نينوى عام 612 قبل الميلاد.

ولدراسة التأثير المحتمل للمناخ، قام فريق العلماء بتحليل اثنين من الرواسب الكلسية المأخوذة من كهف "كونا با" في شمال العراق، وبحثوا في نسبة نوعين مختلفين من ذرات الأكسجين، والمعروفة باسم النظائر، داخل الرواسب المعدنية التي تشكلت مع تدفق المياه إلى الكهف.

وتلقي هذه النسبة الضوء على مستويات هطول الأمطار، وجمع الفريق النتائج مع مادة الثوريوم، لتكشف أنه بين عامي 925 قبل الميلاد و550 قبل الميلاد، كانت هناك مرحلتان مميزتان من المناخ.

استمرت الأولى حتى 725 قبل الميلاد، وتميزت بظروف أكثر رطوبة من المتوسط، ويشير الفريق إلى أن الفترة ما بين 850 قبل الميلاد و740 قبل الميلاد، كانت واحدة من أكثر الفترات الممطرة، وهي مرحلة تتلاءم مع توسيع الإمبراطورية الآشورية الحديثة.

وتميزت المرحلة المناخية الثانية بظروف جفاف على نحو متزايد بين عام 675 قبل الميلاد و550 قبل الميلاد، حيث كانت الإمبراطورية الآشورية الحديثة تشهد انهيارا، وكانت المنطقة تعيش مرحلة قحط هائلة.

وقال البروفيسور آشيش سينها من جامعة ولاية كاليفورنيا، وهو عالم مناخ قديم والمؤلف الرئيسي للدراسة، إنه على الرغم من أن الإمبراطورية الآشورية الحديثة كانت شاسعة، إلا أن نماذج الكمبيوتر وبيانات هطول الأمطار تظهر أنها تأثرت بظروف مماثلة مثل كهف "كونا با". وأضاف: "إذا واجهت هذا الجفاف الحاد والشديد، فإنها تميل إلى التأثير على منطقة أوسع بكثير من موقع واحد فقط".

وكشفت بيانات الأقمار الصناعية أن إنتاجية المحاصيل في شمال العراق حساسة للغاية للتغيرات الطفيفة في هطول الأمطار، فعندما تكون مستويات الأمطار منخفضة، يقل إنتاج المحاصيل في جميع أنحاء المنطقة خلال فترات الجفاف.

وخلص الفريق إلى أن التحول إلى مرحلة القحط الشديد ربما كان لها تأثير مدمر على المجتمع. وقال البروفيسور جيمس بالديني، الخبير في تحليل الأزمات، والذي لم يشارك في الدراسة، إنه على الرغم من تعدد أسباب الانهيار إلا أن الدراسة لم تدع مجالا للشك بأن الجفاف هو سبب سقوط الإمبراطورية خاصة أن أنماط المناخ المماثلة حدثت أيضا خلال ازدهار وانهيار حضارة المايا.

 وأضاف بالديني: "تزدهر الحضارة بالتوازي مع كمية الأمطار ووفرة الغذاء، ولكن بمجرد أن تتوقف الأمطار عن المناطق لفترات طويلة من الزمن، فإن هذا يتسبب في المجاعة وعدم الاستقرار السياسي والحروب الأهلية والغزوات الأجنبية".

وأشار بالديني إلى أن الماضي يمكن أن يحمل دروسا مهمة في الوقت الحاضر، حيث يؤدي استخدام الوقود الأحفوري إلى تغير المناخ.

قد يهمك أيضا : 

مصادر تعلن سبب عدم ارتداء ملكة بريطانيا تاج الإمبراطورية

 تعرف على حكاية أول تسجيل صوتي في عهد الإمبراطورية الثانية في فرنسا

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء يكشفون عن تسبب المناخ في انهيار أقوى إمبراطورية في التاريخ علماء يكشفون عن تسبب المناخ في انهيار أقوى إمبراطورية في التاريخ



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية

GMT 13:51 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

اللواء تيسير البطش يتفقد معبر بيت حانون
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday