وقَّع الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، كتابه الجديد "الدولة الوطنية.. صناعة النهوض"، الإثنين، في منارة السعديات بأبوظبي.وحضر حفل توقيع الكتاب الجديد وإطلاقه لفيف واسع من المثقفين والأكاديميين والمفكرين والإعلاميين.
وبهذه المناسبة، أكد الدكتور علي النعيمي أن كتاب "الدولة الوطنية.. صناعة النهوض" يعبّر عن خلاصة تجربة عايشها بنفسه، وأراد من خلالها أن يقدّم للجيل القادم رسائل محدّدة تتعلق بقضايا محورية لا يمكن تجاوزها للفرد أو المجتمع.
وأضاف رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة أن بعض القضايا التي يناقشها الكتاب يبدو ظاهرها فكرياً لكنّ أبعادها تلمس حياة الإنسان والمجتمع، موضحاً أن جميع المشاريع الحضارية تحتاج إلى إجابات عن القضايا الرئيسية في خطابها الديني ومنظومتها التعليمية وتماسكها المجتمعي.
وبيّن أن الكتاب الجديد يركّز في جوهره على فكرة وجود إطار جامع يتمثل في الدولة الوطنية؛ ويسعى الدكتور علي النعيمي من خلال الكتاب إلى الإجابة عن سؤال جوهري بشأن أي مستقبل نريد لعالمنا العربي والإسلامي وأبنائنا وبناتنا والأجيال القادمة؟
ومن هذه التجربة يأتي الأثر الجديد في ١٨١ صفحة من القطع المتوسط، ليضع أمام القارئ خريطة طريق الإجابة عن السؤال الجوهري المذكور.
وكانت خلاصة التجربة أن ما تحتاجه مجتمعاتنا هو ترسيخ الدولة الوطنية بمعنى جديد غير مسبوق، فهي ليست "الدولة القومية" بالمعنى الغربي (nation-state) ولكنها "دولة المواطنة".
وكتاب "الدولة الوطنية صناعة النهوض" للدكتور علي النعيمي يعدّ كلمة للتاريخ وبذرة نحو المستقبل المنشود وخارطة أمل يسعى من خلالها لتأكيد قدرة هذا الجيل على التحرك نحو الغد القريب.
كما يشدد كذلك على أن "الإيمان الحق والتدين الخالص لا يتعارضان مع متطلبات العصر والحرص على التطور والرغبة في التقدم، وأن الإسلام العظيم هو دين خالد وحضارة إنسانية، ملك البشرية جمعاء وليس حكرا على جماعة أو أيديولوجية أو تنظيم أو حزب أو حتى مدرسة فكرية بعينها".
ويلخص الدكتور علي النعيمي الدواء بعد تشخيص الداء بالقول: "ليست أمامنا فرصة للتحرك نحو المستقبل، إلا إذا نجحنا في التعامل مع التاريخ باعتباره تجربة بشرية مقيدة بسياقات محددة حدثت وانتهت.. نحن نحتاج أن نستفيد من التاريخ بتمثل عناصر النجاح وتجاوز عناصر الفشل، وبذلك نضع التاريخ في موضعه الطبيعي".
ومن جانبه، أوضح جمال بن حويرب المستشار الثقافي في حكومة دبي، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أن توقيت طرح الكتاب يتميّز بأهمية كبيرة في ظل التحديات التي تواجه المجتمعات العربية والتعمّق الذي تحظى به القضايا التي تناولها الأثر كالفكر الإسلامي والفقه وعلاقة الدين بالدولة.
وقال بن حويرب، "إن لغة الكتاب بسيطة وتستطيع إيصال محتواه إلى الجميع، كما ناقش عددا من الموضوعات الشائكة مثل الخلافة والعلاقة مع التراث ومفهوم الدولة الوطنية، وسلّط الضوء كذلك على كيفية الخروج من عباءة الدول المذهبية إلى الدولة الوطنية".
وقد يهمك أيضًا:
تونس تحيي الذكرى العاشرة لرحيل محمود درويش باحتفالية "النص المضيء"
ختام فعاليات اللقاء السنوي للمفكرين والمثقفين في مكتبة الإسكندرية
أرسل تعليقك