تستعد محكمة جنايات القاهرة المنعقدة في العباسية ،إلى إسدال الستار على أحداث قضية مقتل القمص سمعان شحاتة، كاهن المرج خصوصًا بعد إحالة أوراق المتهم لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه ومنذ إلقاء القبض على أحمد سعيد إبراهيم السنباطي، المتهم بالقضية، ومرت المحاكمة بعدد كبير من الوقائع والمحطات، لعل أبرزها قيام المتهم بتقديم ورقة صغيرة لهيئة المحكمة مدوّنا بها بعض الأسماء على رأسها هادي خشبة ومحمد أبوتريكة نجما الأهلي السابقان.
وفيما يلي ننشر أبرز المحطات التي مرت بها القضية منذ بدايته وحتى الآن:
و قتل أحمد سعيد- القمص سمعان شحاتة رزق الله (45 عامًا)، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد في منطقة المرج، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بأن بيَّت النية وعقد العزم على قتل أي من رجال الدين المسيحي، وعندما شاهده باغته بعدة طعنات وضربات بأنحاء متفرقة من جسده، فلفظ أنفاسه الأخيرة.
وظل القمص سمعان على قيد الحياة نحو 20 دقيقة، لكن عندما وصل المسعف قال إنه بلا نبض، ولا يستطيع نقله إلا بعد وصول النيابة، التي جاءت بعد ساعتين من الواقعة، وتم نقله إلى مستشفى المرج، لكنه كان قد فارق الحياة"، -يقول شنودة جرجس كاهن كنيسة العذراء والأنبا شنودة القريبة من مكان الحادث.
و أحالت نيابة شمال القاهرة الكلية برئاسة المستشار إبراهيم صالح المحامي العام، المتهم بقتل القمص سمعان إلى محكمة الجنايات؛ لمحاكمته في الاتهامات المسندة إليه بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
ساطور ينهي حياة القمص سمعان
استمعت النيابة لأقوال أحد مرافقي المجني عليه، الذي كان بصحبته بالسيارة، الذي أكد أنه والضحية وآخرين كانوا في رحلة لجمع تبرعات للكنيسة، وأثناء سيرهما بمكان الحادث مترجلين عقب تركهما السيارة، فوجئا بالمتهم يحمل سلاحا أبيض "ساطور" ويطارد المجني عليه، ثم سدد له عدة ضربات عقب سقوط الكاهن أرضا، حتى تأكد من مفارقته الحياة.
وتابع أنه حاول التدخل للدفاع عن المجني عليه، إلا أن المتهم حاول الاعتداء عليه، ثم فر هاربًا، وتجمع عدد من المواطنين، وتمكنوا من مطاردته وضبطه، بعدها تجمع عدد من أبناء الكنيسة وأهالي المرج مسلمين وأقباطا بمحيط مشرحة زينهم، في أثناء خروج الجثمان.
أمر الإحالة
وجهت النيابة العامة للمتهم عدد من الاتهامات في أمر الإحالة، وقالت النيابة إن المتهم أحمد سعيد السنباطي، قام في 12 أكتوبر الماضي، بقتل القس سمعان شحاتة عمدًا مع سبق الإصرار والترصد بمنطقة المرج.
أضافت النيابة أن المتهم قام باستخدام سلاحًا أبيض، وتربّص بالمجني عليه في مكان أيقن مروره منه، وعندما شاهده باغته بعدة طعنات وضربات في أنحاء متفرقة من جسده، فلفظ أنفاسه الأخيرة جراء إصاباته.
وكشفت تحقيقات نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، مع المتهم أنه لا يعاني من أي مرض نفسي، وكان في كامل وعيه أثناء قتل المجني عليه، مشيرًا إلى أنه قبل يوم الحادث خطط لقتل أي كاهن يراه أمام الكنيسة.
وأشار المتهم إلى أنه من أجل ذلك اشترى السلاح الأبيض "الساطور" ونزل ووقف في الشارع بالقرب من الكنيسة، وما إن لمح المجني عليه حتى سارع إليه، وباغته بطعنات متفرقة، مؤكدًا أنه لا يعرف المجني عليه معرفة شخصية، إلا أنه رأى شخصًا يرتدى زي الكهنة، فقرر قتله.
وقال المحامي أحمد عرابي، دفاع المتهم أحمد سعيد، إنه طلب من المحكمة الحصول على صورة رسمية من أوراق القضية، ومرافقاتها، واستعداء شهود العيان لمناقشتهم حول الواقعة.
أضاف "عرابي" أن المحكمة بين متهم وآخر، ولا تعرف متهمًا بشخصه، لأن العدالة تميَّز فقط بالقانون والأدلة
في واحدة من أكثر الوقائع إثارة أثناء سير القضية، تلك التي وقعت حينما قدَّم المتهم، ورقة صغيرة، إلى هيئة المحكمة مدوّن بها بعض الأسماء.
وكانت هذه الورقة ردًا على سؤال وجهته المحكمة إلى المتهم: هل قتلت القس سمعان شحاتة؟ ورد المتهم قائلًا: "هذا جوابي"، ثم قدم الورقة وبها الأسماء.
وتضمنت الورقة أسماء عدة ، بينها" محمد بديع، مرشد الإخوان، وخيرت الشاطر وعصام العريان ومحمد البلتاجي أعضاء التنظيم، وهادي خشبة ومحمد أبو تريكة نجما الأهلي السابقان، وقال المتهم للمحكمة "يشهد بها عليَ ربي"، وأمر رئيس المحكمة المستشار أحمد محمود الدقن، الحرس بإعادة المتهم إلى قفص الاتهام.
و استمعت الدائرة الثانية بمحكمة شمال القاهرة في العباسية، لمرافعة دفاع المجني عليه، وقال الدفاع إن المتهم قتل موكله مع سبق الإصرار والترصد مبيتًا النية لذلك؛ ليتدخل المتهم من القفص قائلًا: "هذا كان بأمر سيدي ومولاي".
وأضاف الدفاع أن المتهم اعترف بالتحقيقات أنه كان يريد قتل الكاهن سمعان، وعزم النية على ذلك، واشترى سلاحا أبيضًا وتربص للمجني عليه، وكان ذلك صباحًا، لافتا إلى أن القضية بها تطرف وفكر ديني.
وتابع دفاع المجني عليه أن هناك جهل كبير بأمور الدين، ليتدخل المتهم من القفص قائلًا: "أنتم الجهلاء، وهنا طلب القاضي إخراج المتهم من القفص، وإيداعه بحجز المحكمة لحين صدور القرار، وترحيله إلى محبسه".
ورفض محمد عثمان، محامي اللاعب محمد أبو تريكة، التعليق على ما أثير خلال محاكمة المتهم بقتل "كاهن المرج" بشأن ذكر اسم موكله خلال نظر القضية، واكتفى "عثمان" في تصريحات خاصة بقوله "ما أثير هراء ولا يستحق الرد".
كما استنكر هادي خشبة، واللاعب السابق بالنادي الأهلي، ذكر اسمه على لسان المتهم، قائلًا " كلام المتهم غير منطقي ولا يمت بالحقيقة بصلة، وغير قابل للتصديق".
يقول المستشار عبد الستار إمام، رئيس محكمة الجنايات الأسبق، إن هيئة المحكمة تقوم بإثبات التفاصيل المذكورة كافة داخل محضر جلسات القضية، لكنها غير ملزمة باستدعاء الأشخاص الذين يتم تداول أسمائهم خلال سير الجلسة، مضيفًا أن قرار محكمة الجنايات إحالة أوراق المتهم بمقتل القس سمعان إلى فضيلة المفتي، وعدم استدعاء الشخصيات المذكورة بورقة المتهم يعد قرارًا سليمًا باعتبار أن المتهم لم يصرح بأية معلومات تخص هذه الأسماء في تحقيقات النيابة العامة، كما أن التحريات لم تثبت علاقته بالشخصيات المذكورة.
وأضاف في تصريح خاص لـ "مصراوي": كثير من المتهمين يلجؤون لحيل عديدة مثل ذكر أسماء شخصيات وهمية ليس لها علاقة بالقضية لإطالة أمد التقاضي وعدم الفصل في القضية، موضحًا: "لو أجلت المحكمة نظر القضية كان سيتم اللجوء لهذه الحيلة في القضايا خلال الفترة المقبلة".
و قضت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة، بإحالة أوراق قاتل الكاهن سمعان شحاته بالمرج، لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.
و قررت محكمة جنايات القاهرة مد أجل الحكم في القضية لجلسة الثلاثاء.
وتصدر محكمة جنايات القاهرة المنعقدة في العباسية، ، حكمها في قضية قاتل الكاهن سمعان شحاته في المرج، بعد إحالة أوراقه لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.
أرسل تعليقك