تسلم رئيس الوزراء رامي الحمد الله، من القنصل الايطالي العام فابيو سوكولوفيتش، وسام نجمة ايطاليا بدرجة "المسؤول الرفيع" بقرار من الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، الذي أهداه بدوره إلى أبناء شعبنا في القدس الصامدين المرابطين.
جاء ذلك خلال مشاركة رئيس الوزراء في الاحتفال باليوم الوطني الإيطالي، اليوم الخميس، برام الله، بحضور عدد من القناصل والسفراء والوزراء والشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وقال الحمد الله: "أعتز كثيرا وأتشرف بتقلدي "وسام نجمة إيطاليا" بدرجة "المسؤول الرفيع" بقرار من الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، فهذا الوسام يعطى لأي مواطنة ومواطن يتقدم ويتميز في مهام خدمة الوطن، لذلك فهو محفزٌ لي للاستمرار في عملنا الحكومي الدؤوب في تلبية احتياجات المواطنين وتطلعاتهم ومدهم بخدمات ذات جودة ومستدامة، وأهدي اليوم هذا الوسام إلى أبناء شعبي الصامدين المرابطين في القدس، رغم المعاناة والقهر ومخططات التهجير التي تحاصرهم".
وأضاف الحمد الله: "بكل تقدير ومحبة واعتزاز، أتواجد بينكم لنحتفل معا بالعيد الوطني الإيطالي الذي فيه خطت إيطاليا أولى خطواتها نحو دولة القانون والمؤسسات وتأسيس الجمهورية الإيطالية التي تمتد وتتوسع بعلاقاتها الاستراتيجية البناءة كما نراها اليوم، نيابة عن الرئيس محمود عباس وباسم شعبنا الفلسطيني، نرسل لإيطاليا التهاني بعيدها الوطني، ونتمنى لشعبها الصديق والوفي دوام التقدم والرخاء والاستقرار".
وتابع رئيس الوزراء: "لقد امتدت العلاقات الفلسطينية الإيطالية عبر التاريخ، وأصلنا معا أواصر مميزة ومتينة اهتمت فيها إيطاليا بالقضية الوطنية الفلسطينية ومدتها في مراحلها المختلفة بالدعم والتضامن والإسناد، وكان لها مواقف مبدئية وثابتة داعمة لحقوق شعبنا في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة، ومرتكزة على قيم ومواقف الاتحاد الأوروبي والإجماع الدولي".
واستدرك الحمد الله: "لقد كان التصويت الأخير في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمنح الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، فرصة كبيرة لتدخل المجتمع الدولي والانخراط في حماية شعبنا من بطش الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه، والوقوف في وجه الاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة تجاه أبناء شعبنا العزل والأبرياء". مشددا على أننا اليوم بانتظار آليات عملية لترجمة وتنفيذ الحماية الدولية وصون أمن وسلامة وحياة المواطنين الفلسطينيين".
وطالب أوروبا والعالم بأسره، بالتحرك بما لا يقبل التأخير أو المماطلة، لمواجهة الأخطار والتهديدات المحدقة بالقضية الفلسطينية جراء التحريض على حقوق الفلسطينيين ومحاولة الالتفاف على استحقاقات وقضايا السلام الأساسية، والاستهتار بالقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، خاصة مع انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان، ما يهدد بتقويض أكبر لدورها المفترض في إعمال وحماية حقوق الإنسان والديمقراطية.
واستطرد الحمد الله: "لقد كان للدعم الإنساني والتنموي والسياسي الإيطالي، الرسمي والشعبي، بصمات تاريخية سيظل شعبنا ممتنا لها، خاصة تصويت مجلس النواب الإيطالي وبأغلبية وتوافق لصالح الاعتراف بدولة فلسطينية، واحتضان روما للمؤتمر الدولي لتجنيد الأموال لدعم الأونروا والإعلان عن عزم إيطاليا مضاعفة دعمها المالي المخصص للوكالة خلال هذا العام، ودعم مشروع إقامة تحلية المياه في قطاع غزة. كما وتشكل اللجنة الوزارية الفلسطينية-الإيطالية الإطار المنظم للاتفاقيات وأوجه التعاون الثنائي، حيث تم في تشرين ثاني الماضي، توقيع مذكرات تفاهم في التعاون التنموي والمالي، وفي الثقافة والسياحة والتجارة والتدريب الدبلوماسي والأمني، ونعتز بمبادرة Startup Palestine لتعزيز الصمود الفلسطيني وتنمية المبادرة والريادية وإطلاق المشاريع في المناطق المهمشة".
وأضاف: "إن إيطاليا تعتبر داعما رئيسيا لقطاع الصحة الفلسطيني، حيث رفدته بالمعدات وتدريب الكوادر البشرية وبتطوير البنى التحتية، وقدمت المساهمة المالية لدعم المستشفيات الستة في القدس الشرقية، ووقعنا معها مؤخرا مذكرة تفاهم لتعزيز النظام الصحي الفلسطيني المتكامل".
وقال الحمد الله: "إننا فخورون وممتنون لإيطاليا على كل مواقفها المشرفة والداعمة، ونتمنى عليكم مواصلة دعم حراكنا الدبلوماسي في المحافل والمنابر الدولية المختلفة، ونتطلع إلى اعترافكم بدولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها غير القابلة للمساومة القدس، حماية لحل الدولتين الذي تتفق على أهمية تحقيقه معظم دول العالم".
وأعرب عن شكره مجددا لإيطاليا على دعمها الراسخ والمتنامي وعلى محبة وتضامن شعبها، "لكم منا جميعا كل الامتنان والتقدير والوفاء، بتضامنكم ودعمكم ووقوفكم إلى جانبنا، نكرس حقوقنا ونبقى ثابتين على أرضنا، ونواصل حراكنا الدبلوماسي والسياسي والقانوني لتحقيق استقلالنا الوطني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا، وإقامة دولة فلسطين ويبقى هدفنا احلال السلام والعدل والأمن في بلدنا والمنطقة والعالم".
أرسل تعليقك