وقفت هيلاري كلينتون، الأربعاء، تلقي خطاب الوداع في فندق نيويورك ترتدي ثوبًا من تصميم رالف لورين لونه رمادي داكن مع طيّات أرجوانية مطابقة لقميص من نفس اللون (تطابق رابطة العنق الخاصة بزوجها بيل كلينتون) وهذا ما يؤكد أن خياراتها للأزياء في الفترة التي تسبق الانتخابات من حيث الألوان والتصاميم واللونين الأحمر والأزرق يمكن أن يتحدا ليصنعوا شيئًا جديدًا،
لكن ربما يرمز هذا إلى النهاية لما يمكن أن يكون علاقة غير عادية أو قد يكون نهاية الموضة على طاولة السلطة، وتمثل الأزياء للسيدة كلينتون أكثر من أي صناعة أخرى، وأقرّت مجلة "فوغ" أنها المرة الأولى التي تأخذ فيها موقفًا علنيًا في الانتخابات الرئاسية.
وأعلن المحرر في مجلة "دبليو" ستيفانو تونتشي ولاءه لرئيس التحرير، بينما رفعت ديان فون فورشتنبرغ وهي مصممة ورئيس مجلس مصممي الأزياء في أمريكا وآنا وينتور المحررة في مجلة "فوغ" والمدير الفني لـ "كوندي ناست" التمويل أثناء أسبوع الموضة وما بعده: وفي الأسبوع السابق ليوم الانتخابات ترأستا حملة لجمع التبرعات في واشنطن في منزل جورج تاون في كوني ميلشتاين وهو أكبر المانحين الديمقراطيين.
وعمل كلٌ من المصممين توري بورتش ومارك جاكوبس وبرابال غورونغ بعمل بضائع "صنع للتاريخ" من أجل متاجر حملة السيدة كلينتون وساهموا في عرض سريع خلال أسبوع الموضة في نيويورك في شهر سبتمبر/أيلول، كما أدار إيلي تاهاري حملة إعلانية تضم الرئيسة خلال مجموعته لفصل الشتاء،
وفي حفل توزيع جوائز الموضة CFDA في مساء يوم الأثنين الماضي تم توزيع صورة مع أوراق الـ "تصويت" مع أعلام ورقية صغيرة تحث على انتخاب كلينتون مكتوب عليها "هيلاري لأمريكا" وأصبحت المصممة رالف لورين مستشارة كلينتون للثياب بحكم الأمر الواقع تساعدها في أن تكون واجهة جيدة بدءًا من المؤتمر الوطني الديمقراطي وحتى منصة المناظرة.
وكان هذا بمثابة تتويج للعلاقة التي بدأت مع ظهور كلينتون على غلاف مجلة "فوغ" في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 1998 وكانت هذه هي المرة الأولى التي تفعلها سيدة أولى، واكتسبت العلاقة زخمًا أثناء إدارة أوباما مع احتضان ميشيل أوباما لعالم الموضة بدءًا من العلامات التجارية الكبيرة مثل "جيه" وحتى طاقم المصممين الشباب مثل جيسون وو وكريستيان سيريانو وأسماء راسخة أمثال "مايكل كورز" و"فيرا وانغ" (وظهرت السيدة أوباما على غلاف مجلة "فوغ" في شهر مارس/آذار من عام 2009 وفي شهر أبريل/نيسان من عام 2013 وستظهر أيضًا للمرة الثالثة في شهر عدد شهر ديسمبر لهذا العام).
ولفهم كيفية أنها يمكنها استخدام الأزياء لـ"التعبير عن الأفكار" كما فعل جوزيف ألتوزارا الذي صمم أزياء لميشيل والذي ساهم أيضًا بقمصان "صنع للتاريخ" الخاصة بهيلاري، وارتقت ميشيل بالصناعة من درجة السطحية إلى الموضوعية حيث أنها وضعت الملابس في إطار مجموعة من القيم مثل التنوع والإبداع وريادة الأعمال وعلى ما يبدو أن كلينتون كانت تنتوى مواصلة هذا النهج، لكن هذه ليست سياسة ترامب.
ويقول ألتزورا أنه في فجر الثورة في واشنطن فإن المصممين مجرد مكتسبين وأن اللاعبين الأساسيين "سيكون لهم علاقة مختلفة بالملابس" أكثر مما تتوقع الموضة من البيت الأبيض وبناء على هذا فقد وضعت الرهانات، ناهيك عن العلاقات المختلفة بين مصممي الأزياء أنفسهم فالمؤسسات السياسية والاجتماعية ليست المؤسسات الوحيدة التي تجاهلها ترامب، ومن اللافت أنه في ليلة الانتخابات وعلى سبيل المثال ارتدت ملينيا ترامب ثوبًا أبيض من تصميم رالف لورين ووفقًا لهذه العلامة التجارية فقد اشترت ميلينيا الثوب من الرف مباشرة بخلاف الثوب التي كانت تعمل عليه مع المصمم.
والواقع أن كل الملابس التي ارتدتها ميلينيا أثناء الحملة الانتخابية كانت على ما يبدو جزء من الانغماس في التسوق بخلاف الخطة الاستراتيجية، ولا شيء خطأ في ذلك ويمكن القول أن هذا جزء يجعل المرأة التي تعيش في مكان فخم تبدو طبيعية أكثر (وتشتري كأي شخص آخر) لكن هذا يعكس بُعدها عن الصناعة، واللافت للنظر أنه في حين أن رالف لورين تمثل علامة تجارية أميركية فهذا قد يشير إلى دعم المواهب المحلية وتشجيع الصناعة المحلية ، وقد ارتدى ترامب أيضًا من تصميم كل من فيندي (إيطالي) وروكساندا لينيسيك (بريطانية) وإيميليا ويكستيد (بريطانية) أثناء الحملة الانتخابية، وبينما ذهبت للإدلاء بصوتها ارتدت ميلينيا معطف من اللون الجملي يميل إلى العسكرية (فرنسي) وله أزرار ذهبية على الكتفين.
وتمسّك ترامب بشدة بالزي الرسمي من بريوني ورابطة عنق حمراء من علامته التجارية الخاصة بينما ارتدت ابنته إيفانكا مجموعة متنوعة ومن آخر صيحات الموضة والعلامات التجارية الكبرى بما فيها تصميم من رونالد موريت ارتدته أثناء المناظرة الثالثة وكذلك فستان من تصميم الكسندر ماكوين ارتدته أثناء خطاب قبول والدها ويمكن تصنيفهم جميعًا بما يسمى بـ "غمد السلطة"، أما في ليلة الانتخابات عندما وقفت عائلة ترامب على خشبة المسرح تحيط بالمرشح الرئاسي لم يكن اللون الأبيض هو السائد فقط
مثل (ميلينيا وبارون) فقد كان الأزرق موجودًا (إيفانكا وتبفاني) بالإضافة إلى اللون الأحمر (دونالد وزوجة ابنه) وارتدت عائلة ترامب بشكل متجزئ لأنهم بدوا عرضة ليتم حسابهم بالإضافة إلى وجود اللونين الأسود والرمادي و"جعل أمريكا عظمى مرة أخرى" وقبعات البيسبول الحمراء التي يرتديها الجمهور أثناء هتافه.
ولم يقل أحد من المصممين الذين تم التواصل معهم أنه لا يريد أن يصمم لميلينيا إذا طلبت هي ذلك وأشارت المصممة فوشتنبرغ إلى أن السيدة ترامب لا تحتاج مساعدة من أحد قائلة "أنا متأكدة من أنها تعرف ما تفعل" فهي عارضة أزياء سابقة، وأشار ألتزورا بأن إيفانكا ارتدت من تصميمه مع قليل من التشابك بسبب السلبيات معلقًا "لا أريد ألا ألبس من أختلف معهم".
قد يكون السؤال موضع نقاش: نظرًا لخيارات ميلينيا السابقة فهل ستستمر في ارتداء علامات تجارية أوروبية راقية لما قد يكون محتملًا أن نراها ترتدي ربطة عنق سوداء؟ ومن شأن هذا أن يكون نوعًا من إعلان الاستقلال
أرسل تعليقك