الخيزران سيد المساحات الحرّة ويُمثّل توقيع الطبيعة في المشهد الداخلي
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

المتانة والطواعية اللتين يتمتع بهما تشكلان عاملًا مميزًا لخصائصه الكثيرة

"الخيزران" سيد المساحات الحرّة ويُمثّل "توقيع" الطبيعة في المشهد الداخلي

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - "الخيزران" سيد المساحات الحرّة ويُمثّل "توقيع" الطبيعة في المشهد الداخلي

"الخيزران" سيد المساحات والفضاءات الحرّة
نيويورك ـ مادلين سعادة

قبل أن يجتاز عتبة البيوت والشقق ويستوطن داخلها، كان الخيزران سيد المساحات والفضاءات الحرّة. على الشرفات أو الترّاسات أو الباحات الداخلية "الباسيو" وحتى في الحدائق، كان حضور الخيزران بمثابة توقيع الطبيعة على الديكور. والخيزران، إضافة الى كونه طبيعياً، فإن المتانة والطواعية اللتين يتمتع بهما تشكلان عاملاً مميزاً لخصائصه الكثيرة، وبالطبع فإن جمال مظهره يعتبر خاصية ذات بُعد فريد لا يمكن مقارنته.

ولكن قبل الاسترسال في الحديث عن الخيزران، لا بد من الإشارة الى أن أنواعاً عدة من النباتات الآسيوية وبعض مناطق أفريقيا، من عائلة أشجار النخيل، تنضوي تحت هذا الاسم، منها ما هو على شكل أحزمة طويلة، تصل أطوال بعضها الى 200 متر (الروطان)، وأخرى على شكل جذوع أسطوانية عمودية متفاوتة الأطوال وفارغة من الداخل (البامبو)، وكلها تتميز بألياف صلبة وقادرة على مقاومة الأوزان والأحمال، وتزداد فاعليتها هذه مع مرور الوقت.

منذ آخر ثمانينيات القرن الماضي وحتى بداية القرن الحالي، شهد الخيزران فترة ركود حادة، همّشت دوره في الزخرفة الداخلية، وجعلت منه مادة هامشية رغم نبالته المؤكدة. بالطبع، معظم المواد تشهد فترات ركود وفترات ازدهار، غير أن غياب الخيزران التام شكّل حالة نادرة أدخلته في عالم النسيان.
وفجأة، في هذا الموسم، تتبدّى الميول قوية في تبني الخيزران، والترحيب به في غرفة المعيشة أو غرفة النوم مروراً بغرفة الطعام والمطبخ وصولاً إلى الحمّام. وها هو الخيزران في كل مكان وفي كل ركن من المنزل. يقولون: “نحن نحب الخيزران لخفّته وأصالته ولمظهره القديم والحديث في الوقت نفسه”.

وعبر هذه العودة للخيزران، تستعيد الطبيعة حقوقها! ويبدو أن هذه المرة ستكون العودة مستدامة، حيث لمسات الحداثة المبهرة، تضيف الى الديكور الداخلي جوهراً جديداً، تضع كل مساحة منه في دائرة الضوء.

طلائع هذه العودة بدأت في العام الماضي ، وفي هذا العام تكرّست بشكل مؤكد، فالخيزران يغزو اليوم كل ركن في الداخل وكل فضاء في الخارج.

والواقع أن حضور الخيزران ليس مجرد مسألة ميول فقط، ولكن لمواصفاته الفريدة، ومن جوانب عدة. فهو لم يعد يقتصر على بعض الكراسي والأكسسوارات التقليدية، بل أصبح أثاثاً مكتمل العناصر والأوصاف، من كنبات الصالونات والأسرّة والخزائن والطاولات والكراسي بأشكال مبتكرة جذابة، مروراً بالمرايا وصناديق الزينة والأرفف المتنوعة وعناصر الإضاءة الرائعة، وصولاً إلى الأكسسوارات بكل مراتبها.

 
ولعل من أبرز خصائص الخيزران، تناغمه مع كل الأساليب والطرز، فهو يتسلل الى المشهد الزخرفي، فيزرع في المشهد مفاجأة لطيفة، إذ يرتدي حيناً مظهر التقليد وحيناً آخر يتحول الى لمسة “أكزوتيكية” لافتة، وفي أحيان كثيرة نجده ينشر بعض البوهيمية التي تجعل من أجواء الداخل رحلة مستمرة أشبه ما تكون بالترحال المعاصر.

وحتى اللون الأشقر اللافت للخيزران، لم يعد وحيداً، بل "تفتق" عن لوحة ألوان غنية بكل الإيقاعات والنغمات اللونية والتي تناسب مختلف الأذواق، وتلائم كل الفضاءات، بل وتسمح بتعزير المحفظة اللونية لأي مشهد زخرفي مرغوب. وحين نشاهد مبتكرات الخيزران من الأثاث المدهش، بروحيته الاسكندينافية، سيمكننا القول بأن الخيزران قد تخطى الجغرافيا بعدما كان ملحقاً بكليته بالفضاء الآسيوي القصي. فالمصمّمون من فرنسا أو إيطاليا أو إسبانيا وحتى من أميركا، يتعاملون مع الخيزران كمادة طبيعية يمكن أن تشكل مفرداتها الجمالية والوظيفية لغة يفهمها الغرب كما يفهمها الشرق. فهو هنا يستحوذ على الإعجاب لمقدرته على إثارة الأحاسيس الرائعة، ليس في الأمكنة فقط وإنما في النفوس أيضاً.

ولعل أكثر ما يغري المصمّمين، هو قابلية الخيزران لمجاورة معظم المواد المستخدمة في الديكور. بمعنى أن مزاوجته للمواد الأخرى لا حدود لها، ويمكن بسهولة مزج الخيزران مع الخشب، أو الجلود، أو المعادن وحتى الزجاج أيضاً. وهذه ميزة جذبت إليه أسماء كبيرة في عالم الديزاين.

ولعل مقاومته للصدمات والتعفّن تعكس وجهاً آخر لخصائصه الفريدة، وهذا يسمح باستخدامه في الخارج والداخل بكل أمان. وهو إضافة الى صلابته، خفيف للغاية بحيث يمكنه أن يكون أثاثاً محمولاً. كما أنه سهل التنظيف، ولكن في المقابل ينبغي تجنب استخدام المنظفات الكاشطة في عمليات تنظيف الخيزران والاكتفاء باستخدام إسفنجة رطبة أو نفض الغبار عنه.

فهل تفتح عودة الخيزران الى المشهد الزخرفي آفاقاً جديدة، خاصة أن تطورات كثيرة تقنية وجمالية قد طرأت على الواقع، وأصبح من الممكن الذهاب معه الى أبعد حدود المخيلة؟!

وقد يهمك أيضًا:

نصائح لإتقان دمج الألوان في الديكور العصري

جواهر محمد تكشف سر نجاحها في عالم التصميمات الداخلية والديكور

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيزران سيد المساحات الحرّة ويُمثّل توقيع الطبيعة في المشهد الداخلي الخيزران سيد المساحات الحرّة ويُمثّل توقيع الطبيعة في المشهد الداخلي



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday