لندن ـ ماريا طبراني
تبرز الواجهة الخشبية والزجاجية لمنزل الكاتبة أليكس باغنر، الذي يقع خلف بوابة سرية في نهاية طريق حقول لندن، الكثير من الأدلة بشأن التراث السويدي للمالك، حيث توجد به مقصورة في غرفة نوم واحدة في زاوية الحديقة على شكل مثلث، ويحتوي المنزل على خطوط بسيطة لإطارات النوافذ من اللون الرمادي، بالاضافة إلى مساحة مفتوحة.
باغنر التي تملك إلى جانب زوجها فندق روز الذي افتتح حديثًا في مدينة كينت تقول : "كنا نعيش في بريمروز هيل، لكننا قررنا بعد ذلك أننا بحاجة إلى التغيير، لذا اشترينا هذا المكان في هاكني قبل ثلاث سنوات"، ثم بمجهودات أليكس وزوجته أصبح المنزل، الذي كان يومًا ما غير مأهول ولا يجد من يشتريه لأكثر من عام، تحوّل إلى منزل عائلي مميز، واصبح المنزل الذي يعيشون فيه الآن مع أطفالهم الصغار الثلاثة، مزودا بمساحة إضافية للعائلة والأصدقاء.
وأضافت باغنر"لطالما أحببت فكرة دار الضيافة، وربما كان هذا الأمر مرتبط بالثقافة السويدية كون والدتي سويدية - ولكن من الشائع أنه إذا كانت لديك أرض، أن تبني عليها بيتًا خارجًيا"، وأشارت إلى "أيضا نحن نشعر بالازدحام في منزلنا المكوّن من أربع غرف نوم , وكانت الحديقة كبيرة، لذلك رأينا إننا يمكننا إما أن نضع هيكل لممارسة التسلّق أو نبني شيئًا ما".
وكانت باغنر تأمل في بناء غرفة بسيطة التصميم بنفقات معقولة ولكن الأمر تحول إلى مشروع أكثر تعقيدًا، فالمساحة في قمة المثلث في أقصى الحديقة كانت مربكة، وكان يجب بدء تصميم كل شيء من نقطة الصفر نتيجة لذلك، واستدعى الزوجان المهندس المعماري ماركوس لي الحائز على جائزة الربا، والذي كان قد ساعدهما بالفعل في تجديد البيت الرئيسي، فتقول باغنر "لقد التقينا به عندما كنا على وشك شراء منزله بالقرب من هنا منذ بضع سنوات"، لم تتم الصفقة وقتها، لكنها صداقة بدأت عندما اشترينا هذا المكان، طلبنا منه أن يساعدنا في تجديده على طراز منزله، وهو ما فعله، ثم صمم مكتبه المقصورة أيضًا".
تم الانتهاء من المقصورة قبل عام، وكل من التصميم الخارجي والداخلي - الذي صممته باغنر مع شقيقتها المصممة الداخلية سارة باغنر، وصديقتها ميشيل كيلي – كانا مثيرين للإعجاب للغاية، فالمقصورة المغطاة بخشب اللاريكس الياباني، ذات الأبواب الزجاجية الكبيرة التي تفتح على حديقة ذات مناظر طبيعية، هي عبارة عن منزل مستقل من غرفة نوم واحدة.
ويجمع تصميم المبنى نفسه بين الروح اليابانية والسويدية، و تقول باغنر "كان من المهم حقًا بالنسبة لي أنه ما زال بإمكانك رؤية القطارات ومعرفة مكان وجودك"، إذ يمكن رؤية خطوط السكك الحديد وسماعها خلف جدران المنزل، وتضيف باغنر "أردنا استخدام الحديقة والمساحة كلها".
وتؤكد أن المقصورة، بسبب موقعها، لا تصلها الكثير من أشعة الشمس، لذلك كنا بحاجة إلى ضمان وجود ما يكفي من الضوء بالداخل، ولذلك وجد كل تلك الإضاءات وفتحات السقف، أيضًا، قمنا بطلاء الجزء الخارجي باللون الرمادي نفسه المميز للمنزل الرئيس، لجعله يبدو كجزء ملحق بالمنزل".
وتبدو المقصورة فسيحة في الداخل بشكل مدهش، ومن خلال الباب الأمامي يمكنك الدخول إلى غرفة المعيشة والمطبخ المفتوح، وما وراء الباب المنزلق الموفر للمساحة غرفة نوم مزدوجة وحمام داخلي، تغطي المساحات الواسعة منسوجات كلاسيكية ومتعددة الألوان، جنبا إلى جنب مع أثاث كلاسيكي.
وتابعت قائلة "اللمسات الذكية، مثل السقف المزخرف بألواح خشبية وأرضية مارموليوم فينيل على طراز الخمسينيات، تجذبك للمكان، والأثاث في الغرفة الرئيسية بسيط وأنيق: طاولة طعام خشبية عمرها 50 عامًا ومقاعد مماثلة، وسرير أريكة قديم من أيكيا، تتمني باغنر تغييره بشدة، صُنع المطبخ باستخدام ألواح الخشب المصنعة، في حين صنع نجار محلي الخزانات.
واعتقدت باغنر في البداية أن المقصورة ستكون مكان للعمل ولاستقبال الأصدقاء، و ترى أيضًا أطفالها الذين تتراوح أعمارهم بين التاسعة والسادسة والثانية يستقبلون بها أصدقاءهم للمبيت في المستقبل، إلا أن في الوقت الراهن أصبح الزوجان يؤجران المقصورة على موقع إير بي إن بي، بعدما ارتفعت التكاليف، وهذا هو السبب في أنها أصبحت مجال لزيادة الدخل أكثر مما خططنا، ولكنها تعمل بشكل جيد تمامًا حيث يتمتع الضيوف بمدخل خاص عبر البوابة حتى يأتون ويذهبون كما يشاؤون".
أرسل تعليقك