الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في غزة طاهر النونو
غزة ـ محمد حبيب
أكد ، أن المصالحة الوطنية بالنسبة لحكومته خيار استراتيجي لا رجعة فيه، وأنها ستتعاطى إيجابياً مع حالة المصالحة السائدة بين حركتي حماس وفتح، موضحا في حديث خاص مع "العرب اليوم"،
أن الحكومة لن تتوانى في كافة الإجراءات اللازمة التي منشأنها خلق أجواء مناسبة بين الطرفين.واستهجن النونو اتهام البعض لحماس بعدم وجود نية لديها لتحقيق المصالحة لاستهوائها الحكم، قائلاً: "الحكومة وسيلة وليست هدفا لأن هدفنا هو تحرير فلسطين والقدس والأقصى وإعادة اللاجئين لأرضهم ووطنهم، فأولوياتنا تحرير الأرض والإنسان، وغزة كانت ولا زالت قلعة شامخة ومربع صمود وخطوة على طريق التحرير"
وأضاف النونو: "الانقسام لم يكن بأيدينا ولا من خياراتنا، ونحن نريد أن نخرج منه حتى نحقق وحدة الأرض والشعب"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المصالحة تحتاج إلى قيادة تمتلك إرادة إنهاء الانقسام، وتعمل تحت برنامج وطني يتوافق عليه أبناء شعبنا، ويهدف إلى حماية الثوابت والمقاومة.
كما أكد النونو، أن ملف المصالحة سيبقى في يد مصر التي تتولى رعايتها "باعتبارها أكثر استقلالية في الدول العربية من حيث المصالحة الفلسطينية"، على حد قوله.
وفي سياق آخر، شدد النونو على فشل سياسات الاحتلال ضد القطاع، مشير إلى أن الحكومة حافظت على الاستقرار الأمني وقدمت نموذجا في الحكم الرشيد، رغم الصعاب التي مرت بها، قائلا إن قصف طائرات الاحتلال لمقر رئاسة مجلس الوزراء في الحرب الأخيرة على غزة، يعكس درجة "الغيظ الصهيوني" من الحكومة ونجاحها في إدارة المرحلة والتعاطي مع القضايا السياسية المختلة.
وذكر النونو أن الاحتلال يرى بقصفه لمقر مجلس الوزراء أنه يستهدف "الإنجازات"، مشددا على أن "الحكومة ماضية بثبات ورباطة جأش، وإدارة شؤون البلاد والوطن".
وفي موضوع الإعمار، قال الناطق باسم الحكومة في غزة إن حكومته في أعقاب الحرب الأولى على القطاع قدمت أموالاً ومخصصات لأصحاب البيوت المدمرة لإعادة إعمارها، وهذا تم بجهود ذاتية من الحكومة، وأن الحكومة اجتهدت من ذات نفسها لتمويل أعمال إعادة الإعمار، بعد أن قدمت منحاً للإيواء ومساعدات للأسر التي فقدت منازلها وكل ما تحتويه خلال الحرب.
وشدد النونو على أن الحكومة تقوم في هذا الجانب بدورها الكامل، وأن كل ما تعهدت به الدول العربية كان تعهداً إعلامياً فقط، باستثناء قطر التي ستبدأ مع بداية العام المقبل بالخطوات العملية على طريق الإعمار.
وكشف النونو عن أن الحكومة في غزة ستبدأ في القريب العاجل ببناء ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية خلال عدوان الأيام الثمانية، مشيراً إلى أن هناك وعودا من دول عربية وإسلامية بالمساهمة في إعمار القطاع، داعياً هذه الدول للالتزام بما تعهدت به والقيام بواجباتها تجاه أهالي غزة.
وأكد النونو أن الوزارات في حكومته قدمت نموذجاً جيداً للعمل الحكومي رغم الظروف الصعبة، وذكر أنه لو أتيحت للوزارات ظروفاً أفضل لكان الناتج أفضل والخدمات المقدمة أحسن، مشدداً على أن الحكومة ستواصل تحمل مسؤولياتها تجاه أبناء شعبها وستعمل على تخفيف معاناة المواطنين في شتى المجالات.
وبخصوص ما نشر بشأن ازدياد شعبية الحكومة في غزة وحركة حماس بعد الحرب الأخيرة على القطاع، اعتبر النونو أن الاحتشاد الكبير من الفلسطينيين لحضور مهرجان انطلاقة حركة حماس قبل أيام في ذكرى مرور 25 عامًا على تأسيسها، "يؤكد انتصار برنامج الصمود وخيار المقاومة".
ورأى النونو أن حركة حماس الآن أكثر قوة وأكبر عددًا من ذي قبل، وأن مشروع المقاومة يوحد ولا يشتت، مضيفًا أن خطاب رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في حفل الانطلاقة حمل إستراتيجية واضحة المعالم تعبر عن كل الفلسطينيين، ولم يكن خطابًا فئويا
أرسل تعليقك