أبوظبي - فلسطين اليوم
تعدُّ زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس المرتقبة لدولة الإمارات العربية المتحدة في 8 فبراير/ شباط المقبل، الأولى من نوعها إلى منطقة الخليج العربي، مما يعكس الدور الحضاري للإمارات في نشر قيم التسامح والتعايش بين الأديان. فالإمارات تعد نموذجا في التسامح والتعايش الإنساني بين الثقافات والحضارات وأتباع الديانات المختلفة على أسس سليمة، قوامها الاحترام المتبادل وقبول الآخر وإشاعة روح المحبة والسلام.
وسبق للإمارات تنظيم العديد من المؤتمرات والفعاليات التي تعكس قيم الحوار بين الأديان، كان آخرها ملتقى تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات في دورته الأولى الذي احتضنته أبوظبي الشهر المنصرم. وشارك في الملتقى نحو 450 قائدا من من قادة الأديان، وأبرز رجال الدين في العالم، حيث أثروا الحوار في مناقشة ومواجهة التحديات الخطيرة حول العالم. كما عملت الإمارات على استحداث منصب وزير دولة للتسامح في فبراير من عام 2016، لترسيخ قيم التسامح والتعددية والقبول بالآخر المختلف.
وقد رحبت الإمارات بالزيارة "التاريخية" المقررة في شهر فبراير/فبراير من العام المقبل للمشاركة في "حوار عالمي بين الأديان". وقال نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الخميس، على "تويتر": "نرحب بزيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لدولة الإمارات في فبراير القادم. زيارة نأمل من خلالها تعميق الاحترام المتبادل وترسيخ الحوار بين الأديان والعمل من أجل تعزيز السلم والسلام والأخوة بين جميع البشر".
كما قال ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد: "يسعدنا في دولة الإمارات الترحيب بزيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الذي يعد رمزا عالميا من رموز السلام والتسامح وتعزيز روابط الأخوة الإنسانية". وأضاف، في حسابه على "تويتر": "نتطلع إلى زيارة تاريخية، ننشد عبرها تعظيم فرص الحوار والتعايش السلمي بين الشعوب. ازدهار السلام غاية تتحقق بالتآلف وتقبل اﻵخر".
وكان الفاتيكان أعلن، الخميس، أن البابا سيزور الإمارات من 3 إلى 5 فبراير المقبل، تلبية لدعوة الشيخ محمد بن زايد، للمشاركة في حوار عالمي بين الأديان، حول "الأخوة الإنسانية".
وقال المتحدث باسم الفاتيكان غريغ بوركي: "الفكرة الرئيسية في الزيارة ستكون اجعلني قناة سلامك، وهذه هي نية البابا من الذهاب إلى الإمارات. كيف يمكن لكل أصحاب النوايا الحسنة أن يعملوا معا من أجل السلام، سيكون ذلك هو الموضوع الرئيسي للزيارة". وأضاف بوركي: "هذه الزيارة، مثل زيارته لمصر (في عام 2017) تظهر الأهمية الكبيرة التي يوليها البابا للحوار بين الأديان. زيارة البابا فرانسيس للعالم العربي مثال رائع لثقافة التلاقي".
شهادة للبابا والإمارات
واعتبر أستاذ الدراسات الإسلامية رضوان السيد زيارة البابا للإمارات "شهادة له وللإمارات". وفي حديثه إلى موقع "سكاي نيوز عربية"، لفت السيد إلى أن البابا فرانسيس "يتميز بنظرة ثاقبة وأفق بعيد، حيث يعرف المشكلات الكبرى التي يعانيها العرب والمسلمون، ويعرف أن من أهم مشكلات العالم المتعلقة باللجوء هي اضطرابات الدول والكوراث التي حلت بها. لذا فإن هذه المنطقة تستحق الاهتمام مثل غيرها".
وأضاف:" اختار أبوظبي من بين مناطق الخليج لأنها تتسم بشروط ثلاثة: فهي مجتمع متعدد كبير ومسالم يسوده الوئام والسلام حتى إنه أنشأ في حكومته وزارة للتسامح. وثانيا، هناك انضباط كامل على المستوى الديني فلم يحصل تطرف أو إرهاب ولم يعرف عن شعب الدولة أو حكامها أي نزعة عنيفة، وبالتالي فهم نموذج للإسلام المعتدل. وثالثا، تحتضن الإمارات العديد من المؤسسات التي تنشر قيم التسامح، ومنها منتدى تعزيز السلم".
وفي السياق ذاته، قال رئيس تحرير صحيفة "الرؤية" الإماراتية محمد الحمادي، إن البابا فرانسيس " شخصية لا تتكرر كثيرا، لما له من دور في نشر التسامح بين الأديان". وأضاف أن وجود شخصية مثل البابا فرانسيس على رأس الكنيسة الكاثوليكية "حجم من فكرة الصراع بين الحضارات والأديان وأبدله بالحوار والتقارب".
واعتبر الحمادي أن زيارة البابا إلى أبوظبي "تبعث برسالة إلى كل فكر متطرف في أي ديانة، بأن الرموز الدينية التي تعد قدوة لأتباع الديانات تجتمع وتعمل من أجل التعايش والتسامح".
أرسل تعليقك