التوتر بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي يبلغ أوجّه

كشفت مصادر صحافية مطلعة أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل غاضبة من رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود جونكر، بشأن تسريب تفاصيل اجتماع عشاء متوتر مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وظهر أن رئيس المفوضية الأوروبية قد غادر مبني الحكومة البريطانية أكثر تشككا مما كان عليه من قبل، بعد ادعاءات رئيسة الوزراء ماي بأن لديها توقعات غير واقعية حول التفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وذكر موقع صحيفة "الاندبندنت" أن السيدة ماي عادت الى الوراء مع خطاب اتهم الاتحاد الاوروبي بمحاولة التأثير على نتيجة الانتخابات العامة البريطانية عن طريق التسريب الخبيث لمحتوى المناقشات الى وسائل الاعلام. وقالت إنها لم تذكر الحساب الذي قدمه جونكر لتناول العشاء. كما ردَّت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية على تقارير المستشارة ميركل بغضب بسبب التسريب. وقال دي فيلت أن السيدة ميركل تعتقد أن التسريب لم يكن مفيدا. وفي مكالمة هاتفية بعد العشاء قال السيد جونكر أن المستشارة ميركل قالت إن السيدة ماي كانت تعيش في "مجرة أخرى".

وكانت ميركل قد عبرت من قبل عن موقف بريطانيا من الخروج من الاتحاد الأوروبي بالقول: "إنها تشعر بأن بعض الناس في بريطانيا يواصلون العمل تحت الأوهام، وهذا مضيعة للوقت". وقد اضطر دونالد تاسك رئيس المجلس الحاكم للاتحاد الاوروبي الى التدخل للدعوة الى "الاحترام المتبادل" بعد خطاب السيدة ماي العدواني. وقال تاسك إن المفاوضات ستصبح "مستحيلة" إذا لم يتم احتواء الموقف بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وكانت ماي قالت في كلمتها: "لقد أظهرت الأحداث التي وقعت في الأيام القليلة الماضية أنه - مهما كانت رغباتنا، ومهما كانت مواقف قادة أوروبا الآخرين معقولة - هناك بعض الأشخاص في بروكسل لا يريدون أن تنجح هذه المحادثات، ولا يريدون ان تزدهر بريطانيا. واضافت "حتى الان اكثر من اي وقت مضى نحن بحاجة الى ان يقودها رئيس وزراء وحكومة قوية ومستقرة".

لكن زعيم حزب "العمل" البريطاني جيريمي كوربين قال ان السيدة ماي كانت "تقوم بالعاب حزبية حول خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي" على امل الفوز بمصلحة حزب "المحافظين" في الانتخابات. وقال انه "بتصفية المواجهة العامة مع بروكسل، يريد رئيس الوزراء ان يلتف حزب المحافظين في الاتحاد ويصرف الانتباه عن الفشل الاقتصادي لحكومتها والى خفض خدماتنا العامة".