طموحات أردوغان وبوتين في سورية تنذر بحرب عالمية ثالثة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الرئيس التركي يبتز "الأوروبي" مقابل وقف تيار المهاجرين

طموحات أردوغان وبوتين في سورية تنذر بحرب عالمية ثالثة

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - طموحات أردوغان وبوتين في سورية تنذر بحرب عالمية ثالثة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين
دمشق - نور خوام

لا يمكن إلقاء اللوم في تفاقم كارثة مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا على التقدم القاتل لتنظيم داعش فقط، أو هجمات القوات الحكومية أو حتى الثوار الذين يرغبون في تنحيته، فسورية الآن أصبحت ساحة حرب بالوكالة بين القوى الإقليمية وروسيا وتركيا، لاسيما بين الرؤساء لتغذية الأنا، أي صراع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أو بين السلطان والقيصر، وليس من المبالغة القول إن الصراع في سورية لديه القدرة على أن يصبح حربًا عالمية ثالثة.

والرجلان، مدفوعان بطموحاتهما الإمبريالية، ليس لديهما نية السعي إلى السلام في سورية، إلا وفق شروطهما، وهو بالفعل نزاع دولي يشمل مقاتلين من إيران والمملكة العربية السعودية، وقطر، والشيشان، وباكستان، بالإضافة إلى الشيعة من العراق ولبنان.

لذلك أصبح اللاجئون سلاحًا في حد ذاته، وأزمة المقاتلين تتغذى بلا هوادة على أمل إجبار الحكومات الغربية على دعم هذا الجانب أو ذاك، وسبق وأن وعد الرئيس السوري بشار الأسد، الأسبوع الماضي، بأن سورية ستشنّ الحرب حتى تستعيد كل شبر من البلاد، وقليلون من يصدقون ذلك، إذ هناك خطط لعقد اتفاق سلام برعاية الولايات المتحدة، وتشير المؤشرات الأولية إلى أن أزمة المهاجرين في أوروبا ستكون هذا العام أسوأ من الماضي، وما يصل إلى نصف مليون شخص من جميع الجهات قتلوا في الحرب في سورية، فضلاً عن نزوح الملايين داخليًا، أو ما هو أسوأ، فهم يقبعون في مراكز احتجاز الأجانب البائسة.

ومن جانبها، تشعر تركيا بأنها تخوض معركة بقاء على قيد الحياة، فهي تريد منع القوات الكردية في سورية والعراق من الانضمام مع السكان الأكراد في إنشاء دولة خاصة بهم، وهو ما يعني تقطيع أوصال تركيا، لكن أردوغان حريصًا أيضًا على إزالة الأسد، والذي طالما عانت تركيا من خلافات معه بشأن موارد المياه، والجهاديون الأجانب الذين سمحت لهم تركيا بالعبور إلى سورية للقتال مع جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وداعش.

طموحات أردوغان وبوتين في سورية تنذر بحرب عالمية ثالثةبوتين في سورية تنذر بحرب عالمية ثالثة" width="590" height="350" />

ويمتلك أردوغان 10000 جندي يحاولون قمع التمرد الكردي من قِبل حزب العمال الكردستاني الماركسي بدعم من الأسد، شرق تركيا، والتي تقع بجوار منطقة الحكم الذاتي الكردية شمال العراق، ويريد الأتراك أيضًا حماية الـ100 ألف من التركمان في سورية، والذين يعارضون الأسد أيضًا، وليس من قبيل المصادفة أن أردوغان المسلم السُني التقي، في حين أن الأسد ينتمي إلى الطائفة الشيعية العلوية.

وفي الوقت نفسه تتوق روسيا لحماية نفوذها في المنطقة، بما في ذلك الوصول إلى القاعدة البحرية في البحر المتوسط ​​طرطوس، لذلك، جنبًا إلى جنب مع إيران، يوجِّه بوتين حرب الأسد بالضربات الجوية التي استهدفت بشكل رئيسي ما يسمى بالمتمردين المعتدلين، المدعومين من الغرب.

والصراع بالفعل دولي بشكل خطير، حيث يجتمع فيه اللواء قاسم سليماني، قائد قوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، وتحت سيطرته الآلاف من مقاتلي حزب الله من لبنان، إلى جانب ما لا يقل عن 20 ألف لاجئ أفغاني من الهزارة، إذ يدفعون لهم 750 دولار شهريًا، مع وعد بالتجنس بالجنسية الإيرانية، هذا غير المتطوعين الشيعة الباكستانيين، وأخيرًا وليس آخرًا الميليشيات الشيعية العراقية، أما بالنسبة إلى الروس، فقد جندوا 400 من الكوبيين ليقودون دباباتهم، بما في ذلك "تي 90"، التي تضم لوحات ناسفة على بدن تفجير الصواريخ المضادة للدبابات الواردة.

وأصبحت الحرب السورية مثل الحرب الأهلية الإسبانية "1936-1939" عن طريق جذب مقاتلين ملتزمين من الخارج، والجهاديون الأجانب هم نوع من اللواء الدولي لداعش والنصرة، في حين أنهم يمولون أعدادًا كبيرة من المتمردين من السكان الأصليين من منطقة الخليج.

ووعد وزير الدفاع السعودي الجديد، نائب ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي، بإرسال قوات للقتال ضد داعش، على الرغم من أن حزب الله سيسحقهم، إلا أن السعوديين يحاولون إبطاء تقدم الأسد بإعطاء الثوار أفضل الأسلحة.

وفي عيد ميلاد بوتين الـ63، حلق 26 صاروخًا كروز روسيًّا ما يقرب من ألف ميل من الطرادات في بحر قزوين عبر إيران لضرب أهداف سورية، وقد نشرت روسيا أحدث أنظمتها الصاروخية المضادة للطائرات و400 أس لتجربة أحدث طائرات سو 35 حامي جناح الجيش، وكل من هذه الطائرات تستخدم القنابل "الغبية"، بما فيها الذخائر العنقودية، مما تسبب في سقوط الكثير من الضحايا المدنيين، ويعمل الصراع كنوع من الأسلحة الحية العادلة بالنسبة إلى روسيا في حين يقسم أيضًا حلفاء الغرب.

ومعظم القادة في المنطقة يسارعون إلى نصب محكمة في موسكو، روحاني إيران، السعوديون، نتنياهو إسرائيل، وشمل الحلف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مصر، والملك الأردني عبدالله الثاني، إنهم بحاجة للأسلحة أو صفقات الطاقة النووية مع روسيا، أو لمجرد التأكد من سلاح الجو الروسي أو السوري لا يتعدى على مجالهم الجوي، أو السماح للمتطرفين بالقيام بذلك، وعضو حلف الناتو الوحيد في المنطقة، تركيا، يجرى عزلها دبلوماسيًا إلى حد كبير بسبب خطأ أردوغان، وهو ما يقود مرة أخرى إلى اللاجئين، فالرئيس التركي يبتز بسخرية الاتحاد الأوروبي، في مقابل وقف تيار المهاجرين.

وبعد عرض الاتحاد الأوروبي 3 مليار يورو، ذكر الأتراك أن هذا كان مجرد الدفعة الافتتاحية، كما طالبوا بإعفاء الأتراك من تأشيرة السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي، كما أن إطالة أمد الاضطراب في سورية، وأزمة اللاجئين، تناسب حسابات بوتين في مواجهة أوروبا، اليائسة للسلام، حيث يراهن على تلك الأزمة ما يمكن أن يخفف عقوبات الاتحاد ضده، واستمرار حالة الجمود ليست التهديد الرئيسي هنا، بل إن الحرب بالوكالة في سورية التي هي استحضار لخطر حقيقي قد يتفاقم ويصبح كارثيًا.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طموحات أردوغان وبوتين في سورية تنذر بحرب عالمية ثالثة طموحات أردوغان وبوتين في سورية تنذر بحرب عالمية ثالثة



 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday