الصحافة ليست للتوريث لأنها مهنة إبداعية
آخر تحديث GMT 16:54:54
 فلسطين اليوم -

باسم سكجها في حديث إلى "العرب اليوم":

الصحافة ليست للتوريث لأنها مهنة إبداعية

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - الصحافة ليست للتوريث لأنها مهنة إبداعية

الكاتب الصحافي الأردني باسم سكجها

في حديث مع "العرب اليوم" أنه عشق الصحافة التي أبعدته على الكتابة الأدبية, لافتًا إلى أن تنقله في كثير من الوسائل الإعلامية المختلفة في محطات حياته يعتبر  ميزة، لأن ذلك يعني أنه مطلوب .
وقال سكجها الذي تربى على يدي الصحافي المخضرم، والده إبراهيم سكجها, :" إن الابن المعجب بأبيه يقلّده، والابن الذي يجد نفسه محاطاً بأوراق الصحف والكتب يقرأها، ويتأثر بصاحبها الذي هو أبوه، وهكذا وجدت نفسي صحافياً، منذ صغري، أحاول تقليد والدي حتى في أسلوبه، ومع الأيام تكوّنت لي لغتي، وطريقتي الخاصة في الكتابة، ولأن والدي عانى الكثير في حياته، وأغلقت صحفه، وطرد من صحف أخرى لسبب استقلاليته، وجدت نفسي أحاول الثأر لتجربته، بإعادة إصدار صحفه، ولكن التجربة كانت تعيد نفسها بشكل أقسى، والتاريخ يكرر نفسه بطريقة سمجة، حتى أن والدي كتب عن هذا مقالة مرة، وبصراحة: أنا لا أحب لابني أن تتكرر معه هذه التجارب الصعبة، ولكنه وجد نفسه مثلي صحافياً منذ نعومة أظافره، وها هو يعيد التاريخ ولو بعيداً عن الصحافة التقليدية وتوجه للتلفزيون والإلكترونيات، وأتمنى له ولزملائه مهنة أقل قسوة، وتوفيقاً أكبر".
واعتبر سكجها كل العُمر فُرص ضائعة على مختلف الأصعدة, فعلى مستوى الأسرة تمنى سكجها لو أن والده لم يضيّع فرصة العلاج قائلا "لكان الآن بيننا" ، وعلى مستوى الأردن تمنى لو أن الإصلاح الحقيقي أتى إلى الأردن وتكرس قبل ربع قرن، مع هبة نيسان، وعلى مستوى فلسطين تمنى لو أنه لم يغادر القدس قبل احتلالها بثلاثة أيام، وتمنى  لو أن العُمر طال قليلاً مع جمال عبد الناصر ليستكمل مشروعه في التحرير والتنمية.
ويعتبر سكجها أنه لا توجد اختلافات جوهرية بين أنواع الإعلام المكتوب أو المسموع لأو المرئي قائلا: " الصحافة صحافة، هنا وهناك وهنالك، هي نفسها، ولكنها تظل تجدد ذاتها مع التكنولوجيات، وينعكس الأمر بالضرورة على اللغة والأسلوب، وأنا أحاول أن أتماشى مع التطور، فأجدد نفسي وأطور أسلوبي، وأجد نفسي مع كل الأنواع التي ذكرت ما دُمت لا أتخلى عن استقلاليتي، وحرية موقفي، وانحيازي إلى القارئ، واحترام عقله.
ويشير سكجها إلى أن اقرب صحيفة عمل بها هي صحيفة " أخر خبر" التي أصدرها والده سنة خمسين من القرن الماضي، وأغلقتها الحكومة وسجنته لسببها، وأعاد  إصدارها أسبوعية بعد أربعين عاماً، ولكنه سجن من أجلها، وعانى معها كثيراً، ثم بلغ به التحدي مبلغه فحولها  إلى يومية، ولكن الأمر كان يتكرر، ولكن كان لها دور في تثبيت رؤية صحافية جديدة، وإبراز مواهب تتصدر العمل الإعلامي الآن، قائلا:" إن لكن تتكرر معي دائماً، وفي كتابي المقبل سأتحدث عن تجربة " آخر خبر" وغيرها بالتفصيل"
يقول سكجها حول "ال لكن" التي يستعملها دائما في كتبه " صحافة، ولكن"...و "انا ولكن" :"لكن، بالنسبة لي، هي عدم اكتمال الأشياء، فدائماً حياتنا ناقصة، فرحنا ناقص، وحزننا ناقص: ويوضح:" بالنسبة لصحافة ولكن، كانت تعني أن صحافتنا ناقصة من حيث الحرية والمهنية، وسردت فيها تجربة صحافية عشتها مع أبي، ولم اكتب التاريخ بشكل كامل، وأخفيت حقائق، وأعلنت عن أخرى. في "أنا..ولكن" الأمر نفسه يتكرر، ولكنه هذه المرة حول حياتي أنا، وحياة وارتحالات أهلي على مدى أكثر من قرنين من الزمان، مؤكدًا "لكن,ستظل عنوان كتبي المقبلة، لتلك الأسباب" .
وأشار سكجها إلى أن الكتب المطبوعة ستندثر, لكن الكتب نفسها ستظل موجودة, ما دام هناك لغة، فهناك كتابة وكتب، وكما في الصحافة فالكتب تجدد نفسها من حيث وسيلة العرض أو أسلوب الكاتب، والآن هي تتوجه إلى الإلكترونيات كما كل شيء.
ويؤكد سكجها أنه مأسور بكتابة الجغرافيا, ومسحور بتفاصيلها، ويستغرق بجمالها ومعانيها، ولكن التاريخ يأخذه إلى ذلك وأبعد منه أيضاً، ويقول "نحن كلنا أبناء التاريخ وأباؤه أيضاً" وموضحا تبدو الجغرافيا محدودة أمام التاريخ، فالجغرافيا مكان محدود، أما التاريخ فأمكنة وأزمنة وناس ومشاعر.
وأعرب سكجها عن عدم خوفه من كتابة التاريخ أو الجغرافيا ، ويحاول أن  يستبعد  خوفه وهواجسه، ولكنه  يخشى  دائماً من الفهم المغلوط، والتمرس وراء التعصب، فالتاريخ والجغرافيا يحملان أحيانا معنى الانحياز، مع انه جدير بهما أن يوحدا الناس.
ويؤكد سكجها أنه  من الصعب، بل لعله من المستحيل، أن تضيع الهوية الفلسطينية، لأن الفلسطينيين لم يخرجوا من بلادهم للسياحة، وفضلوا البقاء في مكان جديد، وعن شهرته بعبارة " أنا فلسطيني بين الفلسطينيين وأردني بين الأردنيين، يقول: " هذا ما كتبه الدكتور فهد الفانك عن أبي، وما أحب أن يعرفني الناس به، لأنني أردني وفلسطيني معا، فعلاً، ودون شعارات، فأنا ولدت في القدس التي هي جزء من فلسطين، وكانت مع ولادتي أيضاً جزءاً من المملكة الأردنية الهاشمية، فالقدس مسقط الرأس والحب، وعمان مسقط القلب والحب أيضاً".
وعن مقومات الصحافي الناجح، يرى سكجها أنه لابد أن يملك الموهبة، واللغة، وسرعة البديهة، وقبل هذا وبعده: الاستقلالية والحرية، مشيرًا إلى أن تنقله في العديد من المحطات الصحافية يرجع إلى أنه كان دائمًا مطلوبًا، لافتًا إلى أنه يحب الارتحالات والتعرف على الناس والأماكن، وقال: " أنا، ببساطة، بدوي مع أنني ابن ساحل يافا الأسير".
وعن هواجس الموت والحياة يقول سكجها" حين يموت أبوك، اعرف انك بدأت تصطف في طابور الانتظار، هذا قول لصديقي الصحافي محمد الخطايبة، وحين مات أبي وأنا أمسك بيده، وفي اليوم التالي دفنته بيدي، لم يعد للحياة قيمة كبيرة، ولعل هذا ما انعكس على تصرفاتي ومهنتي وصحفي وكتبي، وفي آخر الأمر: " وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت"، أنا مؤمن، ولست أخاف الموت الذي واجهته بصلابة الكثير من المرات.
يعتبر القائد جمال عبد الناصر الأقرب إلى سكجها بين القادة الراحلين  لأنه كان صاحب مشروع تقدمي حقيقي لإعادة أمتنا العربية إلى خارطة التاريخ والجغرافيا، أما الرواية التي يحب العودة إلى قرائتها مرة أخرى فهي "النورس جوناثان"، مشيرًا إلى أن الأصدقاء كثر عند عدم الحاجة إليهم ولكنهم يتبخرون عند الحاجة إليهم.
وأوضح سكجها أن مشاريعه المستقبلية هي "كلمات,كلمات، كلمات" هذا ما قاله شكسبير على لسان هاملت، وما قاله نزار قباني على لسان ماجدة الرومي، ليس لدي سوى مشروع كلمات على شكل كتب.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافة ليست للتوريث لأنها مهنة إبداعية الصحافة ليست للتوريث لأنها مهنة إبداعية



 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday