واشنطن - فلسطين اليوم
تتميز اللغة الأيسلندية بمصطلحات فريدة لا يوجد شبيه لها في أي من لغات العالم، مما يجعل من الصعب على الروبوتات والحواسيب استيعابها، وهو ما قد يهدد بانقراض هذه اللغة في ظل الانتشار المتزايد للغة الإنجليزية والتقنيات العديدة المستندة إليها. فعندما يصل الأيسلندي إلى مقر عمله ويرى لافتة مكتوب عليها "Solarfri" فهو لا يحتاج إلى توضيح أكثر ليعلم أن المبنى خال، حيث تعني الكلمة: "عندما يحصل الموظفون على عطلة عصر غير متوقعة للاستمتاع بالطقس الجميل".
فسكان هذه الجزيرة الواقعة على حدود الدائرة القطبية الشمالية الذين استوطنوا فيها قبل نحو 1100 سنة، يملكون لهجة فريدة للشماليين القدماء انتقلت على مر السنين إلى الحياة اليومية للسكان الحاليين. فعلى سبيل المثال كلمة "Hundslappadrifa" تعني "تساقط كثيف للثلوج ذات النتف الكبيرة في رياح هادئة".
ولكن هذه اللغة التي ينظر إليها الكثيرون كمصدر للهوية والفخر، يقوضها الاستخدام الواسع للغة الإنجليزية، سواء للسياحة الجماعية أو في أجهزة الذكاء الصناعي التي يتم التحكم بها عن طريق الأوامر الصوتية، الآخذة بالانتشار. ويخشى خبراء اللغة -الذين يدرسون مستقبل اللغة المحكية التي يتكلم بها أقل من أربعمائة ألف شخص في عالم متزايد العولمة- من أن اللغة الأيسلندية تمر بمرحلة بداية النهاية، علما بأن عدد سكان أيسلندا بحسب تقديرات 2017 يبلغ 332.5 ألف شخص.
ونبهت رئيسة البلاد السابقة فيجديس فينبوغادوتير إلى أن على أيسلندا اتخاذ خطوات لحماية لغتها، وأكّدت تحديدًا أنه يجب تطوير البرامج بحيث يمكن بسهولة استخدام اللغة في التقنية الرقمية، محذّرة من أنه "بدون ذلك، فإن المطاف سينتهي بالأيسلندي في السلة اللاتينية".
أرسل تعليقك