صحيفة "العهد"
تصدر عن المكتب الإعلامي لجماعة "الإخوان" المسلمين في سورية، ورغم غياب الجماعة التي تأسست في سورية عام 1942 عن الحياة السياسية داخل البلاد ونفي قادتها، إلا أن العديد من المتطوعين أعربوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استعدادهم لتوزيع الصحيفة الجديدة في مناطقهم، كما أبدى بعض الكتّاب الليبراليين واليساريين استعدادهم للمساهمة بالكتابة بها، وتمّ توزيع آلاف من النسخ معظمها في الداخل السوري، عبر ناشطين حملوا على عاتقهم عبأ إيصالها لكلّ من يرغب في متابعتها والإطلاع على محتواها.
واحتوى العدد على أقسام منوعة ومواضيع مختلفة، ففي حين جاء في الصفحة الأولى كلمة للمراقب العام لجماعة "الإخوان" المسلمين في سورية، محمد رياض الشقفة، أكّد فيها عزم جماعة الإخوان على الوفاء بعهدها، وأكّد بيان جماعة "الإخوان" المسلمين الأخير في الصفحة ذاتها تجديد الجماعة العهد بأنّ "بيعتنا مع الله، ثم مع شعبنا، ماضية، لا نقيلُ ولا نستقيلُ، بإذن الله، حتى تنتصر إرادة الشعب السوري،ّ وتتحقق أهدافُه، وتزولَ عصابة الظلم، برموزها ومرتكزاتها، وحواشيها وأتباعها، عن وطننا الذي نحب ونفدي..".
وتزامن إصدار العدد (صفر) مع الذكرى 31 لمجزرة حماة التي قامت بها قوات الأسد الأب، حيث أفردت الصحيفة لها مكاناً واسعاً ضمن ملف العدد، لتنقل جزءاً من رواية الإخوان لهذه الأحداث، والتي سعى نظام الأسد طوال العقود الماضية، لكتمها وتغييبها.
كما تضمّنت الصحيفة في صفحاتها الداخلية عدّة تقارير ميدانية من سورية في قسم بانوراما الأخبار، سلّطت الضوء على معاناة الشعب السوري، وصموده في وجه العدوان الهمجي الذي يشنّه نظام الأسد عليه، وفي قسم جند وعهد، نجد نبذة عن جماعة الإخوان المسلمين في سورية، من حيث نشأتها، وعن مؤسسها حسن البنا. كما احتوت الصحيفة أيضاً على عدد من المقالات في الجوانب التربوية والدعوية والفكرية سطّرها عدد من شباب وشابات الجماعة.
وفي الآونة الأخيرة، استعادت جماعة "الإخوان المسلمين" نشاطها الإعلامي، وعملت على تطويره في محاولة لمواكبة التغيرات الحاصلة في المنطقة عموماً، وفي سورية على وجه الخصوص، ويعد إصدار صحيفة مطبوعة تحمل اسم الجماعة مؤشراً مهماً على عودة الجماعة المحظورة إلى ممارسة نشاطها العلني في داخل سورية، بعد غياب استمر لأكثر من 30 عاماً.
والجدير بالذكر أنّ الصحيفة يعدّها فريق من شباب وشابات الجماعة، وتعبّر عن صوت "الإخوان" المسلمين وفكرهم ورؤيتهم لسورية المستقبل، وصدرت الصحيفة متحدّية العوائق المادية والفنية بالاستفادة من تعاون وخبرات أبناء الجماعة، الأمر الذي كان عاملاً مهماً في المساعدة بإصدارها، ويتولى رئاسة التحرير الصحيفة الجديدة التي ستصدر مؤقتاً كل القيادي عمر مشوح.
و يشار إلى أنّ حافظ الأسد، والد رئيس النظام الحالي بشار الأسد، قد أصدر عام 1980 القانون 49 الذي يحظر الحركة ويعاقب كل من يثبت انتماؤه لها بالإعدام، وهي عملياً محظورة منذ استلام البعث السلطة عام 1964، ممّا منع الجماعة من أيّ نشاط سياسي أو فكري في الداخل منذ ذلك الحين. وأصدرت أوّل صحيفة باسم جماعة "الإخوان" السوريين في عهد مصطفى السباعي، المراقب العام الأول للجماعة، وحملت اسم "المنار"، وصدر العدد الأول منها في عام 1946. كما أصدرت الجماعة عدّة مجلات مطبوعة خلال فترة تهجيرها خارج سورية، من بينها "النذير" و"البيان".
ويذكر أن "جماعة الإخوان المسلمين" في سورية تأسست في 1942 ودخلت في صراع سياسي وعسكري مع حزب البعث الحاكم في سورية في ثمانينيات القرن الماضي انتهى باعتقالات كثيرة في صفوف قياداتها وأعضاءها، وبمغادرة الباقين إلى الخارج.
وتشارك الجماعة برئاسة رياض الشقفة في الثورة السورية ضد النظام السوري، حيث ساهمت في تأسيس المجلس الوطني السوري المعارض، كما ساهمت في تشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
أرسل تعليقك