الأمهات البريطانيات مفتاح الأمان لمنع بناتهن من التطرف
آخر تحديث GMT 05:12:37
 فلسطين اليوم -

في سبيل حمايتهن من دعاية "داعش" والفكر المتشدد

الأمهات البريطانيات مفتاح الأمان لمنع بناتهن من التطرف

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - الأمهات البريطانيات مفتاح الأمان لمنع بناتهن من التطرف

الأمهات المسلمات البريطانيات
لندن - ماريا طبراني

تخطى عدد النساء البريطانيات المعتقلات على خلفية الانضمام إلى تنظيم "داعش" المتطرف الرقم القياسي، ما يعتبر سببا إضافيا للاهتمام بمكافحة التطرف بداية من المنزل، حيث ألقي القبض على حوالي 35 امرأة بموجب قوانين التطرف العام الماضي، ما يعني تضاعف العدد خلال عامين فقط، ويشتبه في الكثيرات محاولة الانضمام إلى التنظيم المتطرف كـ"عرائس جهادية"، أو مساعدة الآخرين في الهروب.

وهربت ثلاث طالبات بريطانيات في وقت سابق من هذا العام، هن أميرة عباسي وشيماء بيغوم وخديجة سلطانة من برج "هامليتس"، بعد الوقوع في شباك دعاية "داعش"، وهناك عدة طرق لتحويل النساء إلى التطرف، ففي هذا الأسبوع قرأنا عن الفتاة ليزا بورش البالغة من العمر 15 عامًا في الدنمارك، والتي طعنت والدتها حتى الموت متأثرة بصديقها المتطرف (30 عامًا)، الذي شاهدت معه مقاطع فيديو لعمليات إعدام ينفذها "داعش".

وانتبهت الشرطة إلى زيادة الاتجاه نحو التطرف بين الفتيات والأمهات وأطفالهن الصغار الذين يريدون أن يصبحوا جزءا من تنظيم "داعش"، وحذر قادة المجتمع وأعضاء مكافحة التطرف في العالم والمؤسسات البحثية مثل مؤسسة "Quilliam" من هذا الاتجاه الخطير، وأجريت العديد من الدراسات حول أسباب انجذاب النساء إلى التطرف من خلال التركيز على الأيديولوجية الدينية والرومانسية والتجنيد عبر الانترنت والمظالم السياسية، والاهتمام بمعرفة كيفية تشكيل التطرف من خلال عدم وجود هوية ودور الأسرة في هذا الأمر.

ويرتبط الأمر لدى الفتيات الصغيرات بالثقة في الذات والشعور بأنهن لا ينسجمن مع المجتمعات التي يعشن فيها، فضلا عن معاناتهن من عدم التفاهم مع أسرهن أو ديانتهم التي يتبعنها، وتمنح فكرة "الجهاد" في الشرق الأوسط هؤلاء الأفراد الشعور بالقوة في حياتهم، وتركز الدعاية التي يستخدمها "داعش" على استثارة هذه الفكرة، حيث يتم الخلط بين الانضمام إلى "الجهاد" و"اليوتوبيا الإسلامية" عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع إضفاء روح المغامرة على التجربة، وتشمل الدعاية بعض المصطلحات الرنانة مثل الرحمة والتضحية والانتماء والمثالية والقوة.

الأمهات البريطانيات مفتاح الأمان لمنع بناتهن من التطرف

ويدعو "داعش" النساء للانضمام إلى مشروع بناء الدولة اعتمادا على هذه المصطلحات، حيث يمكنهن أن يصبحن أمهات وزوجات في وطنهم الجديد الذي يمكنهن التحكم فيه بشكل تام، ولكن الحقيقة أن الواقع لا يتفق مع التوقعات، وأصدر "لواء الخنساء" ويمثل الشرطة النسائية لدى "داعش"، بيانُا رسميًا جاء فيه أنه لا يجب على المرأة المشاركة في الحرب أو ارتكاب أي أعمال عنف، في حين أن الكثيرات من النساء البريطانيات اللاتي هربن إلى سورية كـ"عرائس جهادية" لم يجدن الأوضاع هناك كما توقعن.

وكتب المتطرف عمر حسين في مدونة على شبكة الإنترنت "تختلف ثقافة العرب بالطبع عن نمط الحياة الغربي، وعليك أن تتخيل إذا كانت لدينا بعض الأمور المزعجة، فما الذي يمكن أن تواجهه العرائس الجهادية البريطانية"، ولذلك يجب علينا توعية الشباب المعرضين لخطر التطرف بعدم تطابق الواقع والخيال.

وتحاول الكثيرات من النساء الانضمام إلى التنظيم المتطرف رغبة منهن في السعي نحو التحكم في حياتهن الخاصة، ولكن يجب توعيتهن بقدرتهن على التغيير الإيجابي في أسرهن ومجتمعاتهن من خلال التصدي للأيديولوجيات المتطرفة.

وكشف تقرير صادر عن منظمة "نساء بلا حدود" عن معرفة الأمهات بمصادر وخطر التطرف، لكنهن يبقين بمفردهن في مواجهة هذا الخطر وليس لديهن ثقة كبيرة في المؤسسات، وأشار التقرير إلى ضرورة العمل على إتاحة الفرصة أمام الأمهات للتدخل في نطاق العائلة والتحدث علنا والحصول على قدر من السلطة داخل الأسرة، حيث يتم بناء أدوار جديدة للأمهات حتى تحذو بناتهن حذوهن.

ولفت التقرير إلى ضرورة التركيز على الأنشطة التوعوية للإناث وتحقيق مزيد من التمكين لهن مع توفير المهارات اللازمة لحمايتهن من التطرف وطرح بدائل لهن والعمل على بناء الثقة بالنفس لديهن، وتحظى النساء بأدوار كبيرة في المجتمع سواء داخل المدارس أو خارجها، ونحتاج إلى مجموعة من الخبراء لتدريب الأمهات وبقية أفراد الأسرة حتى يمكنهم مواجهة التطرف، فضلا عن ضرورة مساعدة الأطفال على التمييز بين الإسلام والأسلمة وبين الحقيقة والدعاية، وتقديم العون لهم فيما يخص قضايا الهوية والانتماء، وبهذه الطرق يمكننا حماية الفتيات من خطر التطرف من خلال خلق أسر واعية في بريطانيا.

الأمهات البريطانيات مفتاح الأمان لمنع بناتهن من التطرف

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمهات البريطانيات مفتاح الأمان لمنع بناتهن من التطرف الأمهات البريطانيات مفتاح الأمان لمنع بناتهن من التطرف



GMT 08:29 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

دوقة كورنوال تكشف عن هوايتها المفضلة في الطفولة

GMT 09:20 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تعرف على الموعد المتوقع لولادة الأميرة يوجين
 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday