دراسة تكشف أهمّ الاختلافات بين أدمغة الرجال والنساء
آخر تحديث GMT 05:12:37
 فلسطين اليوم -

تلعب الثقافة دورًا في غرس الفروق بين الجنسين

دراسة تكشف أهمّ الاختلافات بين أدمغة الرجال والنساء

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - دراسة تكشف أهمّ الاختلافات بين أدمغة الرجال والنساء

الاختلافات بين أدمغة الرجال والنساء
القاهرة -فلسطين اليوم

تحكي جينا ريبون، اختصاصية علم الأعصاب المعرفي، أنها عندما أنجبت ابنتها الثانية في عام 1986، في نفس الليلة التي أحرز فيها غاري لينكر هدفا في مرمى بولندا في بطولة كأس العالم، أحضرت الممرضة طفلتها مع طفل آخر، اسمه غاري كشأن معظم الأطفال الذين ولدوا في نفس اليوم.

وتتذكر ريبون أن الطفلين كانا يصرخان بنفس النبرة العالية. وسلمت الممرضة غاري لجارتها وعلى وجهها ابتسامة رضا، بينما قالت لريبون بانزعاج واضح "إن ابنتك كانت الأعلى صوتا بين الأطفال، هذا لا يليق بأنثى".

وتقول ريبون معلقة: "وهكذا تعرضت ابنتي بعد 10 دقائق من ولادتها، لأول شكل من أشكال التمييز بين الجنسين".

اقؤاء ايضا   الرجال يجدون صعوبة في قراءة مشاعر الآخرين

وأمضت ريبون عقودا في تفنيد الأفكار التي تؤيد وجود اختلافات بين أدمغة الرجال والنساء، وعرضت نتائج أبحاثها في كتابها الجديد "الدماغ المنمط جنسيا"، وإن كانت فكرة الكتاب تقوم على أن العالم الذي نشأنا فيه هو الذي يغرس سلوكيات واتجاهات معينة بناء على قوالب نمطية محددة سلفا للجنسين.

وترى أن التلميحات الضمنية من المجتمع حول السلوكيات "الذكورية" و"الأنثوية" هي التي تشكل سلوكياتنا وقدراتنا منذ لحظة الولادة، وهذا يتعارض مع آراء العلماء الذين يرون أن هذه الاختلافات في السلوكيات والقدرات بين الذكور والإناث فطرية.

وتصف ريبون الكثير من النظريات حول الاختلافات بين الرجل والمرأة على أنها خرافات، لا تلبث أن تختفي حتى تظهر في هيئات مختلفة، إذ ركزت إحدى أقدم النظريات على أن حجم أدمغة النساء أصغر من أدمغة الرجال، واستخدمت هذه النظرية كدليل على أن المرأة أدنى فكريا وثقافيا من الرجل. ومع أن أدمغة النساء أصغر بالفعل بنحو 10 في المئة من أدمغة الرجال، لكن هذا الافتراض مليء بالمغالطات.

وتقول ريبون: "إذا كان حجم الدماغ هو المعيار في تحديد الذكاء، فإن الأفيال والحيتان لديها أدمغة أكبر كثيرا من أدمغة الرجال، لكنها ليست أكثر ذكاء." ثم إن هناك اختلافات في أحجام الأدمغة بين الرجال وبعضهم وبين النساء وبعضهن.

ويجدر بالذكر أن دماغ أينشتاين كان أصغر من متوسط حجم أدمغة الذكور، وأثبت الكثير من الدراسات أنه لا تكاد توجد اختلافات في نسب الذكاء أو أنماط السلوكيات بين الرجال والنساء.
وترى ريبون أن البعض يبالغون في تقدير الاختلافات في بنية الدماغ بين الرجال والنساء. إذ أثبتت دراسات أن الجسم الثفني، الذي يسمى بالمقرن الأعظم لأنه يربط بين الشق الأيمن والأيسر من الدماغ، أكبر لدى النساء منه لدى الرجال.

واستخدمت هذه المعلومة لتبرير الكثير من الصور النمطية عن المرأة، منها أن النساء غير قادرات على إعمال الفكر، لأن هذا الجسر الكبير "الجسم الثفني" يسمح بسهولة التواصل بين الشقين، ومن ثم تشوش مشاعرهن في الشق الأيمن على عملية التفكير في الشق الأيسر من الدماغ.

وتقول ريبون إن قدرة الرجال على الفصل بين المشاعر في الشق الأيمن وبين التفكير في الشق الأيسر ساعدتهم على التفوق في العلوم والرياضيات ونيل جوائز نوبل، لكن هذه الدراسات مبنية على ملاحظات عدد قليل من المشاركين، واستخدمت في القياس أساليب بدائية، وحتى الآن لا يزال من الصعب تحديد الفروق في بنية الدماغ بين الرجل والمرأة.

اضطرابات الهرمونات

ولا شك أن الهرمونات تؤثر أيضا على أدمغتنا وسلوكياتنا، لكن ريبون تقول إن الأدلة كثيرا ما يساء تأويلها للانتقاص من قدر المرأة.

وتشير إلى أن مفهوم متلازمة ما قبل الحيض، الذي ظهر في الثلاثينيات من القرن الماضي، كثيرا ما استخدم لتسويغ حرمان المرأة من المناصب القيادية. ومنعت النساء من المشاركة في البعثات الفضائية الأمريكية بسبب مخاوف من أن تؤثر التغيرات الفسيولوجية أثناء الدورة الشهرية على أدائهن وأمزجتهن.

وحتى الآن ما زلنا نعتقد بأن الأعراض السابقة للحيض تحدث تغيرات عاطفية ومعرفية غير مرغوب فيها، على الرغم من أن بعض هذه التغيرات ثبت أنها قد تحدث بالإيحاء.

وفي دراسة أجرتها ديان روبل بجامعة برينستون، طُلب من مجموعة نساء تدوين الأعراض السابقة للحيض. لكن الباحثين حددوا لهن مواعيد خاطئة لبداية الدورة الشهرية بناء على تحاليل دم زائفة. ولاحظ الباحثون أن المشاركات اللائي اعتقدن أنهن في الفترة السابقة للحيض، كن أكثر عرضة لتسجيل أعراض ما قبل الحيض. وهذا يؤيد فكرة ظهور الأعراض لمجرد توقع حدوثها.
وتقول ريبون إن هذا لا ينتقص بالطبع من تأثير التغييرات الهرمونية المصاحبة للدورة الشهرية على الحالة النفسية والمزاجية، لكن تأثيرها لا يقارن بتأثير التوقعات والمعتقدات. فإذا اعتقدت المرأة أنها عصبية المزاجية، وأن هذا التغير في حالتها المزاجية يرتبط بالدورة الشهرية، فستحقق توقعاتها حتى لو كانت خاطئة، لكن بعض المعتقدات الشائعة حول متلازمة ما قبل الحيض قد لا تكون صحيحة. إذ تقول ريبون إن بعض الدراسات أثبتت أن المرأة تتحسن قدراتها المعرفية في بعض الفترات أثناء الدورة الشهرية. إذ لوحظ أن هرمون الأستروجين يسهم في تحسين الذاكرة العاملة اللفظية والمكانية خاصة عندما يصل إلى أعلى مستوياته. كما تتحسن الاستجابة للمعلومات الحسية أثناء فترة الإباضة.

اللونين الأزرق والوردي

وتلعب الثقافة دورا كبيرا في غرس الفروق بين الجنسين، إذ أن الاختلافات في بنية الدماغ بين الجنسين قد تنشأ بالتربية أكثر مما تنشأ بالفطرة، فمن المعروف أن الدماغ طيّع، بمعنى أنه يمكن تطويعه بالتجربة والتدريب. وكما ذكرت ريبون في البداية، فإن الصبيان والفتيات قد يتعرضوا منذ نعومة أظافرهم لأشكال التنميط الجنسي التي تحثهم ضمنيا على أن يسلكوا سلوكيات معينة أو يؤدوا أدوارا معينة بحسب نوع الجنس.

وتشبه ريبون الطفل بالإسفنج الذي يمتص المعلومات الاجتماعية، وعندما يتبنى هذه السلوكيات تتكيف الدوائر العصبية تدريجيا وفقا لسلوكياته بحيث يتشكل الدماغ وفقا للقوالب النمطية الجنسية التي يمليها عليه المجتمع.

وتقول ريبون إن تصنيف الألعاب بحسب نوع الجنس لها تأثيرات كبيرة على أدمغة الأطفال منذ المراحل الأولى من العمر، لأن أوقات اللعب تعد بمثابة فرص للتدريب تتشكل خلالها دماغ الطفل.

وتضرب ريبون مثالا على ذلك بالألعاب التركيبية، مثل "ليغو" أو ألعاب الفيديو مثل "تتريس"، فإن تركيب المكعبات بطرق مبتكرة يساعد في بناء الشبكات العصبية التي تساعد في المعالجة

المكانية والبصرية للمعلومات. وكلما تدرب عليها الطفل تحسنت مهاراته، وقد يحصل يوما ما على وظيفة تحسن هذه المهارات.

وتقول ريبون إن تصنيف الألعاب وفرص التدريب بحسب القوالب النمطية للفتيات والصبيان قد يغذي الفروق بين الجنسين.

وخلصت دراسة أجرتها عالمتا النفس ميليسا تيرليكي ونورا نيوكومب إلى أن ألعاب الفيديو، مثل تتريس، تنمي المهارات المكانية لدى الفتيات وتسهم في تقليص الفوارق بينهن وبين الأولاد في هذه المهارات.

وتقول ريبون: "إن إحدى مشكلات القرن الحادي والعشرين أننا نصادف التنميط الجنسي في كل مكان، بدءا من مواقع التواصل الاجتماعي ووصولا إلى الحملات الإعلانية التي تملي سلوكيات وأدوار معينة على الذكور والإناث".

وترى ريبون أننا إذا اعتقدنا بأن هناك اختلافات بين أدمغة الرجال والنساء، وأن هذه الاختلافات يترتب عليها فروق في المهارات والأمزجة والشخصيات، ستتأثر حتما نظرتنا لأنفسنا وإمكانياتنا أو نظرتنا لغيرنا وتوقعاتنا لإمكانياتهم بحسب النوع الاجتماعي.

وتقول إن "الخطوة التي نحتاجها في القرن الحادي والعشرين هي أن كل دماغ له تركيبة وخصائص وقدرات تميزه عن غيره، لكن هذه الخصائص والقدرات لا ترتبط بالضرورة بنوع الجنس الذي ننتمي إليه".

قد يهمك ايضا 

الشرطة النيجيرية تنقذ نساء حوامل من "مصانع الأطفال"

الشركات العالمية تستغل "ظروف المرأة" لتدليس تقارير رواتب موظفيها

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تكشف أهمّ الاختلافات بين أدمغة الرجال والنساء دراسة تكشف أهمّ الاختلافات بين أدمغة الرجال والنساء



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 05:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 10:58 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

بطل أسترالي سابق يستبعد كسر حاجز الساعتين في الماراثون

GMT 16:32 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

رحيم سترلينغ يكشّف تفاصيل صدامه مع خوان ماتا

GMT 05:33 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شاهر سعد يشارك في مؤتمر الكنفدرالية المغربية للشغل

GMT 11:35 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مميزة لتنسيق الجاكيت للمحجبات من وحي مدونات الموضة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday