توفيت امرأة يعتقد مسؤولو الحكومة الروسية أنها الشخص الأكبر سنًا، الذي عاش حتى عمر 129 سنة، و توفيت بكل هدوء أثناء صلاتها.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن كوكو استمبولوفا، توفيت في 27 يناير/ كانون الثاني، وهي أحد الناجين من عمليات قمع الزعيم السوفيتي الراحل جوزيف ستالين، ضد الشعب الشيشاني، وكان سيصل عمرها إلى 130 عامًا في يونيو/ حزيران المقبل، وفقًا للسجلات الحكومة الروسية، إذ ولدت عام 1889، لكنها فارقت الحياة، ويعتقد أنها أكثر من عاش على الأرض.
وتصدّرت كوكو عناوين الصحف العام الماضي بقولها إنها عاشت فقط يوم واحد سعيد في حياتها الطويلة، حين دخلت المنزل الذي بنته بيديها عند عودتها من المنفى في كازاخستان.
وتعتبر كوكو ضمن الأشخاص الذين تم نفيهم إلى سيبيريا، من قبل الزعيم السوفيتي السابق جوزيف ستالين، بتهمة التعاون مع النازيين، فيما عاصرت السيدة المُعمرة، إسقاط القيصر نيقولا الثاني في العام 1918، بينما كانت تبلغ من العمر 54 عامًا، عندما رحل ستالين الشعب الشيشاني بالكامل إلى سهول كازاخستان.
وقال حفيدها إلياس أبو بكروف، إنها تناولت الطعام كالمعتاد في 27 يناير/ كانون الثاني، في منزل قريتها في الشيشان، وقال: "كانت تمزح وهي تتحدث. ثم شعرت فجأة بتوعك، وشكت من ألم في الصدر.اتصلنا بالطبيب، وقيل لنا أن ضغط دمها قد انخفض، وتم حقنهم. لكنهم فشلوا في إنقاذها. وتوفيت في وقت لاحق ماتت بطريقة هادئة، واعية تمامًا، وتصلي."
و دفنت داخل قريتها في براتسكو، وكان لها 5 أحفاد، و16 من أبناء الأحفاد.
وكانت كوكو تعتنق الديانة الإسلامية، وولدت قبل تتويج آخر قيصر، نيقولا الثاني، وعاشت قبل الاتحاد السوفيتي، وفقًا لجواز سفرها الروسي الداخلي.
و كان يوم مولدها في 1 يونيو / حزيران1889، عندما كانت الملكة فيكتوريا على عرش بريطانيا، وفي شهادتها غير العادية والمذهلة التي نشرت في العام الماضي، تحدثت بشكل عاطفي عن هذا اليوم المروع الذي رحل فيه شعبها الشيشاني بشكل جماعي بسبب ستالين إلى سهول كازاخستان قبل 75 عامًا.
وتحدثت عن الطريقة التي مات بها الشيشانيين في شاحنات المواشي، وألقيت جثثهم من العربات لتأكلها الكلاب الجائعة، وقالت عن صباح فبراير/ شباط عام 1944 عندما تم نفي كامل البلاد من موطنها الجبلي في ترانساكاسوس "كان يومًا سيئًا وباردًا ومتشائًما. لقد وضعنا في قطار وأخذنا ... لا أحد يعرف أين. كانت عربات السكك الحديد محشوة بالناس، وكانت الأوساخ والقمامة والبراز في كل مكان."
و تذكرت الدبابات النازية المخيفة التي مرت على منزل عائلتها، كما أن ابنها توفي في ظروف قاسية، وقالت"لم يكن هناك أطباء، ولا أحد يعالج المرضى. حين تلد النساء الأطفال يموتون في كثير من الأحيان، بسبب عدم وجود أطباء توليد."، وقالت باكية" فقط احتفظت بابنتي تمارا."
وبقت في المنفى لمدة 13 عامًا، وبعد وفاة ستالين، سمح للناس بالعودة إلى وطنهم، وعندما عادت، تم الاستيلاء على العديد من المنازل من قبل الروس القادمين، فاضطرت للعمل على بناء منزل خاص بها، حيث اشتكت من أن زوجها كسول جدًا.
واعترفت أنها شعرت بالسعادة في اليوم الذي انتقلت فيه إلى منزلها الخاص الذي بنته بيدها، بعد عودتها من المنفى السوفيتي الداخلي، وقالت:" لقد بنيته بنفسي إنه أفضل منزل في العالم. لقد عشت هناك لـ60 عامًا."
ولم تذهب كوكو أبدًا إلى المدرسة، حيث قالت:" كنت أعمل منذ الطفولة المبكرة. لم أدرس أبدًا, كنت اعتنى بالبقر، والدجاج. حفرت التربة في الحديقة، وواصلت الحفر كل يوم.
وكما هو الحال مع نانو شوفا، التي توفيت الشهر الماضي، لم تكن هناك وثائق أصلية تثبت سنها على الرغم من قول صندوق المعاشات التقاعدية في روسيا بأنها كانت تبلغ من العمر 129 سنة عندما توفيت، وعلى عكس نانو، كانت لدى كوكو ذكريات حية للأحداث الماضي.
وكان لدى القوقاز تاريخ يرويه الأشخاص الذين يعيشون منذ فترة طويلة، ولكن يصعب التأكد من روايتهم.
وتعد أقدم حياة بشرية موثقة لجين كالنت، من فرنسا، عاشت 122 سنة، و164 يومًا، وهي متوفاة في العام 1997
أرسل تعليقك