غزة - فلسطين اليوم
يُعدّ النجاح والوصول إلى ما نريد من أكثر الأمور التي تشغلنا جميعًا دون استثناء، لكن البعض يستسلم للإحباط ويرفع الراية البيضاء من أول محاولة فاشلة، وهذا ما لم تفعله "رنا الرملاوي"، تلك الفتاة الفلسطينية التي تعيش في مدينة غزة من منطقة تل الهوا، هذه الشابة صاحبة الـ23 عاما لم تستسلم للظروف، وحاولت تحقيق أحلامها رغم الصعوبات التي واجهتها في البداية.
أقرأ أيضًا:دعم ضحايا الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة بتعليم الفتيات "السباحة"
حلمت "رنا الرملاوي" أن تكمل دراستها الجامعية فى الفنون إلا أن الظروف حالت دون حلمها، وبغض النظر عن الأسباب إلا أنها استطاعت أن تبدع لتنحت على الرمل أجمل اللوحات والمناظر الجميلة المؤثرة، وبالإضافة إلى موهبة النحت على الرمال فهي فنانة رائعة في الرسم أيضًا.
أحبت الألعاب الطينية منذ صغرها وحينما كبرت وجدت نفسها تميل للتشكيل والنحت، ففكرت في مادة الصلصال لكنها كانت مكلفة، فلجأت للجبس لكنها وجدت في ذلك صعوبة حيث إنها لم تتعلم فن النحت من أي جهة تدريبية.
وتروي "رنا الرملاوي" بداية النحت على الرمل قائلة: "توقفت بعد ذلك مدة قصيرة في البحث عن تنفيذ تلك الطاقات الكامنة بداخلي للبحث عن شيء ما، وأخيرًا في يوم ممطر والرمال مبللة بالأمطار خرجت على ساحات الطبيعة، وبدأت أشكل بالرمل خطوطا ونحتا عشوائيا، إلى حين تشكل معي مجسم لتمثال رملي كامل".
وهنا كانت البداية حيث فوجئ أهلها وتحديدًا والدتها، وقاموا بتشجيعها على الاستمرار، ومن هنا انطلقت ابنة غزة في النحت على الرمال، وجسدت من الرمال تمثالًا يحكي عن قصة أخيها الذي كادت أن تقطع ساقه، فقامت بتجسيد أخيها وهو يحتضن طفلته فكانت أقرب للحقيقة، وهذه كانت نقطة بدايتها لتجسيد الأفكار المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ولكل منحوتة رسالة تعبر عن قضية وطنية.
وتروي قائلة: "علاقتي مع الرمل تتمثل في تجسيد مشاعري وأحاسيسي الدفينة بكل ما أملك من طاقات كامنة بداخلي، فهو أعز صديق أستطيع من خلاله أن أشكو همومي ومعاناة شعبي الفلسطيني من خلاله".
وتتمنى "رنا" أن تسافر إلى الخارج لتشارك مع الفنانين العالميين للاستفادة من خبراتهم، ولتقوم بدعم القضية الفلسطسنية من خلال النحت على الرمال.
أرسل تعليقك