عصمت تشارك فريق النساء للكريكيت في بنغلاديش
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

ولدت في قرية "يوليبور" أفقر الأماكن في العالم

عصمت تشارك فريق النساء للكريكيت في بنغلاديش

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - عصمت تشارك فريق النساء للكريكيت في بنغلاديش

وولدت عصمت في قرية "يوليبور" واحدة من أكثر الأماكن فقرًا
دكا عادل جابر

تعدّ قرية "يوليبور" واحدة من أكثر الأماكن فقرًا في العالم، وتقع في منطقة "كوريجرام" في شمال بنغلاديش، في ظلال جبال الهيمالايا، على مسافة يوم سفر من العاصمة، ولا تتوافر فيها الكهرباء أو المياه الجارية أو السيارات، وعلى مدار أشهر عدّة، خلال العام، وأثناء الرياح الموسمية تغرق المدينة من كثرة الماء.

عصمت تشارك فريق النساء للكريكيت في بنغلاديش

وولدت عصمت في هذه الأجواء، في عام 2001، وبحلول عام 2011 وفي ظل هذه الأجواء المحيطة، والتي أصبحت لا تطاق كانت عصمت لاتزال تعيش في هذه القرية وحدها مع والدتها أنجو، والتي كانت تعاني من مشاكل صحية عديدة، ولم تعدّ عصمت قادرة على رعايتها، وكان والدها توفى، وذلك بعد أن ترك المنزل وتزوج بأخرى، أما أخواها الأكبر منها فقد تركا المنزل أيضًا، وهوجمت عصمت من قبّل أحد جيرانها وهو الأمر الذي سبب لها صدمة مما جعل الأخصائيين الاجتماعيين يضعونها في دار رعاية محلية، تابعة لمنظمة غير حكومية، ولحسن حظ عصمت أنه كان يوجد تواصل بين المنظمة وجمعية "سريبور فيلادج" الخيرية، واتجهت عصمت إلى الجنوب في أقرب وقت، وتبعد "سريبور" 35 ميلًا إلى الشمال، ولكنها عالم آخر بعيد عن القذارة والتلوث والفوضى المرورية، وتقع وسط بنغلاديش، ولم تكن عصمت تعرف الطريق فقد كانت في العاشرة من عمرها فقط، وخافت من أن تضل الطريق إلى أن عبرت البوابات، حيث وجدت ملاذًا آمنًا، وتعرفت هناك على "الأم" بات كير، وهي مضيفة الخطوط البريطانية السابقة والتي بذلت جهدًا لبناء "سريبور".

وغالبًا ما يجد زوار القرية التي تهتم بـ 150 أمًا و450 طفلًا، محاطون بالابتسامات على وجوه الشباب والصغار، وأضافت "بينما أسير في الفناء وقت غروب الشمس، بعد انتهاء اليوم المدرسي حيث هاجمني نحو 30 طفلًا يطلبون الاهتمام ويدعونني لالتقاطهم جميعًا وواحد من هؤلاء الأطفال لم يتبق معه سوى قطعة فاكهة، وعندما حاولت أن أودعهم وجدت صديقين جديدين وأمسكت الفتاة بيدي اليسرى، بينما امسك الصبي بيدي اليمنى وبدا هؤلاء الأطفال الذين قابلتهم في "سريبور" سعداء فقد وضع لهم نظامًا للاهتمام بتغذيتهم تغذية صحيحة، وسط مشاعر من الحب وينطبق الأمر نفسه على الأمهات الذين لديهم أزمات عاطفية، لتعرضهم للأذى على يد أزواجهن، وبعضهن من العاهرات السابقات".

عصمت تشارك فريق النساء للكريكيت في بنغلاديش

ويعتبر النظام الغذائي الصحي المتوازن واحدًا من المفاتيح الرئيسية لتحسين حياة من يعيشون في القرية من أمهات وأطفال، كما أن القرية لديها اكتفاء ذاتي لكثير من غذائها حيث يوجد نحو 17 فدانًا خصبًا صالحًا للزراعة، تمتلئ بأشجار الفواكه مثل الموز وجوز الهند والمانغو والبابايا والجوافة، كما توجد مساحة لزراعة الخضراوات والأعشاب الضخمة، إضافة إلى برك السمك وقطيع مكون من 20 بقرة وتوجد مياه عذبة في الصنابير، تأتي من بئر عميق جدًا، وكان شغف باي كير هو قوتها الدافعة لتمكين النساء والفتيات في البلدة، التي تعد ولادة الفتيات فيها أمرًا عائقًا، فالتعليم أمر حيوي بالنسبة للفتيات كما أن كير تهدف إلى تزويد الأمهات بالمهارات، مثل الحياكة والنسيج والطهي والمعرفة المالية والثقة، لتمكينهن للعيش بصورة مستقلة عندما يغادرن هذه القرية.

ومما لا شك فيه أن عصمت في طريقها للعب الكريكيت بالمعنى الحرفي، لذا تقول عصمت "أشعر بالقوة عندما أمسك كرة أو شيء ما في يدي"، فالفتيات دائمًا ما يتركن للخروج وهذه واحدة من قواعد كير في القرية، ولهذا السبب كونت كير فريق من الفتيات للعب الكريكيت في عام 2012، وظنت كير أنه من الضروري حيث تعلمت الفتيات كيف يكن جزءًا من الفريق، وأردنا أن نجعلها رياضة غير متصلة". وتم استبعاد كرة القدم والرياضات القديمة لـ "كابادي" وهي الرياضة القومية.

وأضافت كير "أردنا أن تكون رياضة يمكن ممارستها في بلد إسلامي ويمكن للفتيات أن يلتزمن بالحشمة" لذا تم اختيار الكريكيت من بين الألعاب الأخرى، وهي ليست رياضة وطنية لكنها بالتأكيد هوس وطني، وكانت كير تعتقد أن لعب الكريكيت، سيعزز من الثقة الذاتية للفتيات وتعليمهم الثقة وللعب النظيف العادل واحترام الآخرين، وعندما بدأت الفتيات باللعب لم يكن يعرفن أي شيء عن الروح الرياضية، وإذا غضبن يرمين المضارب على الأرض لكن تعلمن بالتدريج أن يكن مهذبات تجاه المنافسين، وهذا علمهن الكثير عن السلوك الإيجابي كما أنهن أصبحن أفضل بكثير في المدرسة وتحسن السلوك العام لهن، ولم يكن لدى عصمت أي نوع من الانضباط الشخصي، ولم تكن تهتم بالمدرسة وكانت مدمرة تمامًا لكن منذ أول يوم لها في تدريب الكريكيت بدأت تتحسن أوضاعها في اللعب والمدرسة بشكل كبير".

وبالنسبة لأولئك الذين شاهدوا عصمت، وهي تلعب مع الصبيان لم يكن الأمر مفاجئ لهم أن عصمت تلعب على قدم المساواة في الضربات السريعة والأداء، وبرزت عصمت كنجم الفريق وعندما سألتها ما إذا كان الصبيان مترددين بشأن انضمامها معهم، ابتسمت وتلألأت عينيها البنية الكبيرة قائلة "بمجرد أن رؤوا أنه يمكنني اللعب سمحوا لي بمشاركتهم"، لكن هذا لم يدم طويلًا حتى وصلت شاتيرا جاكير جيسي وهي الرامية في فريق الكريكيت الوطني للنساء، كما تم تعينها مدربة للفريق في عام 2014 وبعدها عرف كل شخص في قرية "سريبور" أهمية عصمت، ومثلت جيسي بلادها منذ بداية الفريق في عام 2007، وكانت من الفتيات الموهوبات كفاية لتصل إلى القمة، ونتيجة لذلك خضعت عصمت لاختبارات صارمة في معهد الرياضة الوطنية للنخب "بي كيه إس بي"، حيث يلعب معظم لاعبي بنغلاديش الوطنيين من النساء والرجال المتعلمين والذين حصلوا على منح دراسية، وعصمت الآن في سنتها الثانية في المعهد خارج "دكا" وتتقدم في مجال دراستها ولعب الكريكيت.

عصمت تشارك فريق النساء للكريكيت في بنغلاديش

ووصفت جيسي عصمت بأنها "لاعبة كريكيت رائعة جدًا" ورامية سريعة، ولها ضربات قوية وجيدة، كما أنها "الأكثر موهبة". وتعدّ جيسي مدربة الفريق وخريجة المعهد، وتلعب باسم بلادها، وتبلغ من العمر 25 عامًا، وتشق الطريق للنساء على التليفزيون والإذاعة الوطنية، لاعتبارها أول ناقد رياضي من الإناث على لعبة للرجال.

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عصمت تشارك فريق النساء للكريكيت في بنغلاديش عصمت تشارك فريق النساء للكريكيت في بنغلاديش



GMT 08:29 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

دوقة كورنوال تكشف عن هوايتها المفضلة في الطفولة

GMT 09:20 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تعرف على الموعد المتوقع لولادة الأميرة يوجين
 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday