دمشق ـ جورج الشامي
انضم مغني "راب" الألماني ديسو دوج أو "أبو طلحة الألماني" كما بات يُعرف في أوساط المقاتلين السوريين، إلى صفوف الجيش الحر، بعد أن هجر بريق الشهرة وعالم الأضواء واعتنق الإسلام وسافر إلى سورية.
وقد وُضع دوج تحت مراقبة السلطات الألمانية في برلين، في مطلع آب/أغسطس من العام الماضي، ولكنه تمكّن من الفرار من ألمانيا خوفًا من اعتقاله، وبعدها سرت شائعات تُفيد بأنه قام بمحاولات متكررة لدخول سورية مع رفاق مسلمين آخرين، ومنذ بضعة أشهر، انتشرت شائعات أخرى عن مقتله خلال معركة في حلب، لكن دوج جدد تواصله مع أشخاص مقربين منه في ألمانيا.
وأفاد تقرير صحافي عن المجاهدين الألمان في سورية، نشرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية، بخوف المسؤولين الألمان وشعورهم بالقلق من قدرة ديسو دوج على التحول إلى أداة دعائية، فالفيديو الذي دعا فيه المسلمين إلى الذهاب والقتال في سورية، وحث بعض الأشخاص المتردّدين في بلده على الاقتداء به، وكذلك الفيديوهات التي بدأ يبثها من سورية يمكن أن يكون لها تأثير كبير بين الشبان الألمان ممن اعتنقوا الديانة الإسلامية.
وقال تقرير "دير شبيغل"، "إن المجاهدين الدوليين احتاجوا إلى وقت طويل قبل أن ينضموا إلى الانتفاضة في سورية، ولم يكن هذا الأمر معلنًا في البداية كما هو شأن المنظمات المتطرفة، وإن كان زعيم (القاعدة) أيمن الظواهري قد أعلن في شباط/فبراير 2012، أي بعد سنة تقريبًا من بدء الثورة، في أحد الفيديوهات عن دعوته كل مسلم إلى مساعدة إخوانه في سورية قدر الإمكان".
وصدرت أولى الدعوات للتوجه إلى سورية باللغة الألمانية، في آذار/مارس 2013، من خلال فيديو لـ "حجان م" الذي يعيش في مدينة كاسل وسط ألمانيا، دعا فيه الألمان إلى المجيء والمشاركة في "الحرب المقدسة" في سورية، فيما أشار التقرير المذكور إلى أن 20 مواطنًا ألمانيًا يقاتلون الآن في سورية، قيل إن بعضهم اصطحبوا زوجاتهم إلى هناك وهم يعيشون في جبهات القتال مباشرةً.
وقد ولد ديسو دوج في برلين، من أب وأم ألمانيين، وترك الأب عائلته عندما كان دوج لا يزال طفلاً يحبو، وفي العام 1995 بدأ حياته المهنية في أغاني الهوب هوب "الراب"، وبعد أن اعتنق الإسلام تحول إلى الغناء الديني، وأخذ ينشر أناشيد تحث على "الجهاد" عبر الإنترنت، ومنذ ذلك الوقت اعتبرته الحكومة الألمانية أحد أخطر الإسلاميين في ألمانيا، بسبب نشاطاته الدعوية وأناشيده المعروفة عن القضايا الفلسطينية والشيشانية والأفغانية والإسلامية عمومًا، ولذلك قاموا بحظر مجموعة من الأناشيد "المتطرفة" التي أدّاها، والتي وُصفت من قبل "الهيئة الفدرالية للوسائط"، بأنها "مضرة لصغار السن"، ولكنها لاقت إعجابًا من آلاف الشبان الألمان والمسلمين، وكان من أشهر المعجبين بها أريد يوكا، الذي قام بطعن شرطيَّين بسكين خلال تظاهرة في مدينة بون في 2012، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وكان يوكا قد قال أمام المحكمة، إنه "كان متأثرًا بـ(البربوغاندا) والمبالغات التي وجدها في الإنترنت، والتي أظهرت جنودًا أميركيين يغتصبون النساء في أفغانستان، كما أنه كان معجبًا جدًا بأناشيد ديسو دوج "أبو مالك".
وأشارت تقديرات وزارة الخارجية الأميركية، في تموز/يوليو عام 2012، إلى وجود ما بين عشرات المقاتلين و100 مقاتل أجنبي في سورية، لكن دراسة نُشرت حديثًا أكدت أن هذا الرقم ارتفع منذ ذلك الحين ليتراوح ما بين 2000 و5500 شخص، وقد أعلن كبار الخبراء في شؤون مكافحة المنظمات الجهادية في الاتحاد الأوروبي، أن 500 شخص منهم على الأقل قَدِموا من دول الاتحاد الأوروبي، ومن بين هؤلاء، بعض الوافدين الذين يحملون جوازات سفر أوروبية، وبعضهم الآخر هم أشخاص أوروبيون في الأصل ولكنهم اعتنقوا الإسلام.
أرسل تعليقك