تجارة الأعضاء شبح يلاحق الأطفال المصابين بمرض البهاق
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

تجارة الأعضاء شبح يلاحق الأطفال المصابين بمرض البهاق

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - تجارة الأعضاء شبح يلاحق الأطفال المصابين بمرض البهاق

الطفل باراك كوسماس المصاب بمرض البهاق
دودوما - ماريا طبراني

يذهب الطفل باراك كوسماس روسامبو البالغ من العمر 6 أعوام، والذي بترت يده بواسطة والده، إلى المدرسة للمرة الأولى بفضل الجمعيات الخيرية الأميركية والكندية، علمًا أنَّه ضمن مجموعة من خمسة أطفال من تنزانيا جلبوا إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج من مرض "البهاق" منذ بداية يونيو/ حزيران.

وأعربت ولية أمر الطفل عن سعادته البالغة في أول يوم دراسي، موضحة أنه متحمس ويخطط للدراسة حتى يصبح طبيبا يوما ما، ويعتبر "باراك" واحدًا من مئات الأطفال التنزانيين الذين يولدون كل عام بـمرض البهاق حيث تكاد تنعدم صبغة الميلانين الموجودة في الجسم.

ولدى الطفل شقيقتان تعانيان من نفس الحالة، ويعيش المرضى في البلاد الأفريقية في حالة خوف دائم من الهجوم، حيث تؤخذ أجزاء من جسد مرضى البهاق في إطار علاج الدجالين لمجموعة من الأمراض، ونتيجة لذلك يقتل أعداد كبيرة من المرضى سنويا ويشوه آخرون في إطار الهجمات المروعة التي تتركهم دون يدين أو ذراعين.

ويتعرض البعض الآخر من هؤلاء المرضى إلى الخطف ويستخدموا كمتبرعين أحياء، من قبل خاطفيهم والذين يأخذون أجزاء من أجسادهم لاستخدامها عند الطلب.

وأوضح تقرير الأمم المتحدة أن الخوف من التعرض للمطاردة فرض على العديد من المصابين بالبهاق العيش في مناطق محمية، ويتعين على الكثير منهم التعامل مع العزلة التي فرضتها عليهم أسرهم.

وذكرت ولية أمر الطالب Mulungi، أنها "مشكلة كبيرة في تنزانيا حيث يعتقد الكثير من الناس أن استخدام أجزاء من جسم شخص مصاب بالبهاق سوف تجلب لهم الحظ، ويقول السحرة إنها يمكن أن تجلب لك الثروة أو وظيفة راقية في الحكومة أو النجاح في الأعمال التجارية وأكثر من ذلك بكثير".

وتعرض الطفل "باراك" إلى قطع يده بالساطور بواسطة عصابة من 17 فردًا بقيادة والده كوسماس روسامبو وعمه بعد محاصرته، وأصيب الجزء السفلي من ساقه أيضا بسبب الهجوم عليه إلا أن الأطباء نجحوا في إنقاذها، ويباع الجزء المقطوع من هؤلاء المرضى في السوق المفتوح بحوالي 5 آلاف دولار في بلد يبلغ متوسط الأجور الهزلية حوالي 10 دولارات فقط في الأسبوع.

وعلى الرغم من إصابته المروعة يبدو الطفل "باراك" دائما مبتسما، وأوضحت السيدة Mulungi التي تعمل في مؤسسة خيرية كندية أن الطفل يسعى دائما للحب والحنان من الآخرين، وحضر "باراك" الذي يخضع منزله في مدينة دار السلام في تنزانيا إلى حراسة مشددة ضمن مجموعة من خمسة آخرين إلى الولايات المتحدة لتزويده بأطراف صناعية في يونيو/ حزيران.

وخضع الطفل للعلاج في مستشفى Shriners Childrens Hospital في فيلادلفيا مجانا قبل إحضاره إلى منزل النقاهة الذي يديره صندوق الإغاثة الطبية العالمية في جزيرة "ستاتن"، وحظي "باراك" برحلة إلى "تايمز سكوير" أثناء وجوده في الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر مع مشاهدة معالم نيويورك المختلفة.

واستمتع "باراك" برفقة أفضل أصدقائه Mwigulu Matonange (11عامًا) الذي يتلقى العلاج أيضا على الشاطئ، ولم يكن باراك يحظى بهذه النزهة في تنزانيا خوفا من الهجوم، وأشار إلى أن أفضل شيء حدث منذ أن جاء إلى الولايات المتحدة كان الرقص مع أصدقائه.

وأضاف: "الشيء الأكثر متعة الذي فعلته منذ وصولي إلى نيويورك هو الرقص، أنا أحب الرقص وتحسن أدائي كثيرا منذ جئت إلى هنا"، ولفت إلى أن أغنيته المفضلة تدعى "Nana" بواسطة المغنية التنزانية الشهيرة Diamond Platnumz، مشيرا إلى أنه يحب الموسيقى المرتبطة بوطنه والتي تسمى Bongo Flavas.

وأضافت السيدة Mulungi: "تعاطف الأميركيون العاديون معي ومع باراك، لقد تلقينا دعوات كثيرة منهم لحضور حفلات شواء والسباحة وقضاء وقت لطيف في منازلهم، وحضر الناس لزيارتنا في منزلنا في جزيرة ستاتن وأحضروا لنا الهدايا، واصطحبونا إلى الشاطئ للعشاء".

وتمكن باراك وصديقه Mwigulu من حضور بعض الدروس وهو الشيء الذي لم يتمكن من فعله من قبل، ولا يزال أمام باراك العديد لتعلمه إلا أنه يعمل بجد واجتهاد معربا عن أمله في أن يصبح طبيبا.

ويعاني Mwigulu أيضا من فقد ذراعه بواسطة اثنين من الرجال الذين هاجموه عند التلال القريبة من قريته، وعلق Mwigulu على الواقعة " لقد شاهدتهم وهو يلفون ذراعي بملابس متسخة واختفوا في الأدغال"، وعندما سمع والده صرخاته توجه به إلى الطبيب للمساعدة، إلا أن العديد من هؤلاء المرضى ليسوا محظوظين.

وينبغي على أولئك الذين يبقون على قيد الحياة خوض صراع طويل مع الأطراف الصناعية التي يصعب الحصول عليها في تنزانيا ولذلك يتم جلب الأطفال لتلقي العلاج في الولايات المتحدة، وأعرب الطفل "باراك" عن سعادته الغامرة بعد حصوله على يد صناعية وشعوره بالحرية.

وأضافت السيدة Mulungi " لقد تغيرت حياته كثيرا، ويمكنه الآن استعمال المراحيض الأميركية وترك المكان نظيفا، كما أصبح يستخدم فرشاة الأسنان بنفسه ويريد أن يستحم بنفسه أيضا ولكنى لم أسمح له حتى الآن، وما زلت أقوم بذلك بنفسي".

ومن المقرر أن يعود باراك بيده الجديدة الشهر المقبل إلى تنزانيا حيث أوضح أنه يفتقد والدته، إلا أن الطفل أعرب عن غضبه ممن هاجموه وكشف عن رغبته في ألا يعود إلى قريته حيث هوجم سابقا، وأشارت السيدة Mulungi أن باراك حريص على رؤية والدته وأخوته كما أنه لديه الكثير ليتطلع إليه في المستقبل، مضيفة " إنه سعيد للغاية ويبتسم دائما بعد حصوله على اليد الجديدة".

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجارة الأعضاء شبح يلاحق الأطفال المصابين بمرض البهاق تجارة الأعضاء شبح يلاحق الأطفال المصابين بمرض البهاق



GMT 04:26 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء يحذرون من مجاعة وشيكة في شمال غزة وسط تصاعد الصراع

GMT 07:47 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

فتح تحقيق فيدرالي في وفاة ضابط شرطة في "أحداث الكونغرس"
 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday