بروكسل ـ عادل سلامه
عثر الغطاس البلجيكي جان بيير ميسون على الغواصة الملكية المفقودة منذ حوالي 70 عامًا، بعد أن اختفت إبان الحرب العالمية الثانية.
وتبرع سكان مدينة بريدج إند، جنوب ويلز، لإنشاء الغواصة "HMS Urge"؛ ولكنها غرقت دون وجود أي أثر لها في البحر المتوسط عام 1942.
واختفت "HMS Urge" إثناء انطلاقها في رحلة مقبلة من جزيرة مالطا واتجاهها إلى مدينة الإسكندرية المصرية، ولم يستطع ذوي الـ29 من طاقم الغواصة و10 من الركاب التعرف على أسباب الحادثة.
وظل مكان إرساء الغواصة لغزًا لم يصل لحله أحد؛ لكن تم اكتشاف مكانها أخيرًا من قبل الغطاس البالغ من العمر 76 عامًا الذي اكتشف حطامها على بعد 50 مترًا من أعماق الساحل الليبي.
وسمح هذا الاكتشاف الاستثنائي لعائلات المفقودين بمعرفة مصيرهم، حيث نما إلى علمهم أنَّ ذويهم غرقوا بعد أن قصفتها طائرة إيطالية ثنائية.
وتكلف بناء تلك الغواصة عام 1941 حوالي 300 ألف يورو، أي ما يزيد عن 12 مليون يورور، في يومنا هذا، حيث تم بناؤها بفضل جهود سكان مدينة بريدج إند على هامش أسبوع السفن الحربية، والذي يجمع من خلاله أبناء المدن في جميع أرجاء البلاد، الأموال لتمويل بناء السفن وشراء الأسلحة.
ويتم جمع الأموال عن طريق مجموعة من "الرقصات الكبرى" والبطولات والمعارض الفنية ومباريات كرة القدم، وأطلق شعب بريدج إند الغواصة وعلى متنها 29 من طاقمها بعد أن تم الانتهاء من بنائها وأرسلوهم بصحبة طرود من المواد الغذائية والكماليات إلى أن اختفى أثرها في 29 نيسان/ أبريل لعام 1942.
وصرَّح الغطاس ميسون، قائلًا: "لم أكن أقدر على استيعاب حقيقة تلقي أهالي الطاقم والركاب المفقودين لهذه الأخبار، فقد يكون لديهم فكرة ولو بسيطة عن أنَّ أحبائهم في مكان ما من المحيط الضخم بدلا من كونهم قريبين للغاية من المتطرفين في ليبيا؛ لكن عليكم أن تتذكروا، أنه لا توجد أي فرصة لأن يتم تدنيس الحطام في أي وقت كونه يقع على بعد عميق ويصعب العثور عليه".
وأضاف: " آمل بأن تنظم أوروبا أو حلف الشمال الأطلسي الناتو رحلة إلى موقع هذه الغواصة في الخليج؛ لإحياء ذكرى هؤلاء الرجال الشرفاء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل إحلال سلام دائم على أوروبا".
واستطرد: " "لقد أرسلت بيانا إلى لجنة الحرب في الكومنولث، وجمعية البحارة التابعة للمملكة المتحدة، والبحرية الملكية ومتحف بحري ومكتب السجل ببريدج إند، كما أرجو أن أكون قد أوفيت بجميع التزاماتي لأسر أفراد الطاقم".
واكتشف ميسون حطام الغواصة باستخدام نظام سونار قبالة سواحل ليبيا في رأس هلال قرب مدينة درنة الليبية التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم "داعش".
أرسل تعليقك