لندن ـ كاتيا حداد
حمَّل أزواج الشقيقات البريطانيات الثلاثة المختفيات، الشرطة والقوات الأمنية البريطانية، مسؤولية هروبهن بأطفالهن التسعة إلى سورية الأسبوع الماضي، من خلال إعدادهن ودعم تطرفهن.
وأدانت رئاسة الوزراء البريطانية وكبار المسؤولين ونواب البرلمان البريطاني هذه المزاعم الخاطئة والخطيرة، التي أثارها زوجان لشقيقتين هاربتين، وزعما تورط الشرطة البريطانية في إرسالهن إلى "داعش" من خلال تشجيع التواصل مع شقيق متطرف في سورية، وهو الأمر الذي وصفه النواب البريطانيون بالمثير للسخرية.
وكتب محامو زوجي اثنتين من الشقيقات، محمد شعيب (39 عامًا) وأختار اقبال (48 عامًا) خطابًا لوزراء خارجية بلدانهم، ورئيس لجنة الشؤون الداخلية، كيث فاز.
وجاء في الرسالة: "نحن قلقون من حقيقة أن الشرطة قد عززت بنشاط التواصل مع شقيقهن في القانون الذي يقاتل في سورية، حيث تعاملت الشرطة البريطانية بنوع من عدم الاكتراث واللا مبالاة لعواقب أي اتصال من نوعه على هذه الأسر".
وأضافت الرسالة:"بصراحة كانت وحدة شمال شرق لمكافحة التطرف (Nectu) متواطئة في استمالة وتطرف الشقيقات الثلاث"، كما ألقت باللوم على مراقبة الشرطة القمعية، في دفع الشقيقات الثلاث وأطفالهن التسعة الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث إلى 15 عامًا، إلى الهروب من بريطانيا.
وتابعت: "إن الإجراءات وسوء التقدير من "Nectu"، عرضت حياة 12 مواطنًا بريطانيًا للخطر، تسعة منهم من الأطفال الأبرياء".
وجاءت هذه المزاعم المثيرة للدهشة، بعد يوم من تصريح رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بأن البعض من المسلمين البريطانيين يتغاضون بهدوء عن التطرف، من خلال عدم التحدث علنًا ضد أيديولوجية تنظيم "داعش" السامة.
وصرَّح ناطق باسم رئاسة الوزراء: "كما قال رئيس الوزراء في خطابه الجمعة، من الخطأ والخطر اللعب بتحميل الآخرين مسؤولية الخطأ، والمجادلة بأن التطرف هو خطأ شخص آخر، وذلك من خلال توجيه أصابع الاتهام إلى السلطات والوكالات الرسمية، متجاهلًا بذلك الأسباب الحقيقية للتطرف وكيف يمكننا أن نعمل معا للتصدي لها ".
كما دعا رئيس الوزراء البريطاني أقرب الشقيقات الهاربات، إلى وقف تحميل الشرطة والأجهزة الأمنية البريطانية المسؤولية لفشلها في منع المراهقات البريطانيات من السفر إلى سورية.
وأشار كاميرون إلى أن استغلال الشباب الغاضبين في القضايا الثورية من قبل الجماعات المتطرفة ليس جديدًا، مضيفًا أنه من السهل التحول من مراهق مضطرب إلى شخص متطرف، وذلك إذا تم التغاضي عن التطرف بهدوء عبر الإنترنت أو عبر أجزاء من المجتمع المحلي.
وأيد النائب المحافظ بيتر بون وجهات نظر كاميرون، قائلًا: " بصراحة إنه من المثير للسخرية اتهام الشرطة بالتورط في استمالة وتطرف تلك النساء، لأنهن ببساطة اخترن الذهاب إلى سورية واصطحاب أطفالهن معهن، ووفقًا لتصريحات رئيس الوزراء الواضحة وضوح الشمس التي أدلى بها في الأسبوع الماضي، فإنه من الصعب تحميل ضباط الشرطة وقوات الأمن البريطانية مسؤولية هذه القرارات الشخصية".
أرسل تعليقك