نابلس - نائلة الشولي
يوماً بعد يوم تزداد أعباء الحياة الاقتصادية بفعل الغلاء الفاحش الذي تتعرض له المنطقة، وبسبب عدم توفر فرص عمل حقيقية للمواطن الفلسطيني وخصوصا النساء، الا أن هناك قصص نجاح وكفاح نجد لها صدى من قبل سيدات تعمل في المنازل.
السيدة الفلسطينية أهواز شولي ربة منزل من بلدة عصيره الشمالية وأم لستة أطفال، زوجها يعمل في مصنع براتب متواضع لا يكفيهم سوى لبضعة ايام فقط , ولكي تواجه وتكافح الغلاء ، أخذت تصنع الخبز على الحطب والمعجون بالدقيق الأسمر بعد أن لاحظت إقبال المجتمع على هذا النوع من الخبز والمعروف بفوائده الصحية .
رفضت أهواز الحاجة والعون واختارت أن تكافح الفقر وتساعد أسرتها في تلبية احتياجاتهم اليومية ونجحت في تنظيم علاقات اجتماعية أتاحت لها الفرصة في تحسين مواردها المالية.
لم تكتفِ أهواز بصناعه الخبز الأسمر بل درست احتياجات المجتمع المحلي حيث عمدت إلى تطوير وإطلاق "مطبخ منزلي" وذلك لبيع وجبات ومأكولات شعبية مثل المسخن ، وورق العنب وفطائر الزعتر وغيرها من الوجبات السريعة وبأجر قليل حتى أصبح لديها شهرة في بلدتها , فقد نجحت في خلق شبكة علاقات اجتماعيه أتاحت لها الفرصة في تحسين مواردها المالية من خلال ما تصنعه من وجبات غذائية وفطائر متنوعة بالاضافه إلى الخبز المعجون بالطحين البلدي .
وبابتسامة غامرة تقول :"أن مشوار نجاحي بدأ بعد زيارة قام بها فريق من جمعية "مدرسة الأمهات" للبلدة وذلك للاضطلاع على احتياجات الأسر ,وضمن برنامج التمكين الاقتصادي للأسر المحرومة حيث زارني الفريق ضمن برنامجه" واختارتني من إحدى الأسر القابلة للتمكين.
وإيمانا منها بأن المرأة الفلسطينية تستطيع مواصلة نجاحها وإيجاد مصادر دخل مساند من مثل هذه الاعمال دون ان تبتعد عن منزلها وأطفالها خاصة أن المجتمع يفرض علينا خصوصية تمنعنا من ممارسة أي عمل خارج نطاق الاسرة خصوصا المرأة بسيطة التعليم مما يجعلها لا تفكر بالعمل إلا داخل أسوار منزلها.
ومن هنا جاءت فكرة تطوير مشروعها المتواضع الى مشروع أكثر جدية وأكثر إنتاجا، بعد أن وجدت جمعيه مدرسه الأمهات في هذه السيدة الاستعداد التام للنجاح والعمل بالمشروع كمصدر رزق تحسن من خلاله أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية ، فقامت جمعية مدرسة الامهات بدراسة المشروع من جميع النواحي.
وتؤكد نائله الشولي الباحثة الميدانية في جمعيه "مدرسه الأمهات" في محافظة نابلس أن الجمعية وفرت للسيدة أهواز ما تحتاجه من أفران تعمل على الغاز وأخرى تعمل على الحطب لترضي أذواق زبائنها , كما وفرت لها عجانه تعمل على الكهرباء لتسهل عليها المهمة , ووفرت لها كل ما تحتاج اليه من مواد تموينية تساعدها في اعداد وجبات غذائية لطلاب وطالبات المدارس في البلدة خاصة وإنها تستخدم المنتجات الطبيعية في صناعتها مثل زيت الزيتون والسمسم والجينة والبيضاء وغيرها.
وتقول أهواز الشولي بأنها زاوجت ما بين كونها أم لستة أطفال منهم طفلتان لا تتجاوز الخامسة من أعمارهن ( وهما توأمان ) وبين عملها في هذا المشروع ، ولا تخفي ان زوجها كان يساندها في عملها ايمانا منه بأن زوجته لا يد أن تكون يوما ما سيدة ناجحة.
وحين سألناها كيف تنظر إلى مشروعها في المستقبل؟ أجابت والابتسامه تغمر وجهها مؤكدة بأنها تحلم بنقل مشروعها من المنزل إلى وسط البلدة والعمل كمديرة فيه وتوفير فرص عمل لمن يريد في المخبز ، إلى جانب حلمها في الحصول على رخصة قيادة لشراء سيارة تساعدها في توزيع الخبز على المنازل والمحال التجارية والمطاعم أيضا.
يذكر أن ” مشروع تمكين الأسر الفلسطينية المنتجة (DEEP) والممول من البنك الإسلامي للتنمية وبتنفيذ من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني وبالشراكة مع جمعية “مدرسة الأمهات” يهدف إلى تمكين الأسر الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال البدء بمشاريع صغيرة تساعدهم على إيجاد مصدر دخل للأسرة مع ضمان استمرارية هذه المشاريع”. والذي يجرى تنفيذه في الأراضي الفلسطينية في الفترة من بداية نيسان 2013 حتى نهايه عام 2014.
أرسل تعليقك