دمشق ـ جورج الشامي
نشر ناشطون سوريون في الأردن صوراً لما بات يُعرف بـ "مقبرة شهداء الكرامة في الأردن" وبدت فيها عشرات القبور وبعضها فارغة أوضحوا إنها تنتظر شهداء جددًا.
من جرّاء الإهمال الذي يلاقيه جرحى الثورة السورية في المشافي الأردنية، ودُفن في هذه المقبرة خلال أسابيع قليلة أكثر من 130 شهيداً وأقيمت مقبرة أخرى لعدم استيعاب هذه المقبرة لشهداء جدد، علماً أن تقارير دولية وسورية ذكرت في إحصائيات جديدة أن عدد الشهداء الذين استشهدوا نتيجة نقص العلاج داخل الأردن وخارجه بلغ حوالي 12 ألف شهيد منذ بداية الثورة وإلى الآن، مما دفع" مكتب ارتباط جرحى الكرامة في الأردن" إلى توجيه رسالة إلى كل من الائتلاف الوطني والمجلس الوطني و رجال الأعمال السوريين ورابطة أهل حوران والمكتب الطبي والهيئة الطبية مطالبين فيها بإيجاد حلول جذريه وسريعة للمشاكل التي يتعرض لها الجرحى السوريون والتي تؤدي إلى استشهادهم نتيجة الإهمال والتقصير في العلاج، فكل يوم يصل إلى مشفى الرمثا الحكومي جرحى يظلون أسرى الاستغاثة والمناشدة ومنهم من يبقى ساعات عدة ينزف حتى الموت دون أن يجد من يمد له يد العون، وطالب مكتب ارتباط الجرحى أعضاء الائتلاف الوطني أن يرفعوا أيديهم عن ملف الجرحى والشهداء وأن يعطوا المهمة لمن يستطيع إنقاذهم "حتى لا يحمّلكم هؤلاء الشهداء الجزء الأكبر في إزهاق أرواحهم وارتقائها إلى ربها".
وبشأن فكرة مكتب ارتباط جرحى الكرامة في الأردن والهدف من إنشائه أكد أحد أعضائه لأحد مواقع المعارضة "يخرج الجريح من سورية إلى المملكة الأردنية حاملاً ما تبقى من أنفاسه، بمرافقة المسعفين الذين يوصلونه إلى نقطة العبور للأراضي الأردنية، حيث يمكن هناك أن يتلقى العلاج أو تجرى له العملية الجراحية اللازمة والتي تعجز المشافي الميدانية عن القيام بها, بسبب قدراتها المتواضعة وتبدأ مأساة الجريح الأولى عندما يستقبله المتطوعون ولا يستطيعون نقله إلى مستشفى متخصص، فالبعض حالاتهم خطرة وبحاجة للنقل إلى مشافٍ متخصصة وبسبب عدم توثيق حالة الجرحى لا يكون هناك إحصائية دقيقة للجرحى هذا ما يسبب تشتت في الدعم المقدم لهم لذلك أنشأنا نحن كناشطين في مجال الإغاثة مكتب ارتباط جرحى الكرامة في الأردن يقوم بمساعدة الجرحى أياً كانت انتماءاتهم. ومن أهداف هذا المكتب التواصل مع كافة المشافي الميدانية في الداخل السوري لأخذ تقرير أولي عن حالة الجريح المرسل إلينا واتخاذ التدابير اللازمة قبل وصول الجريح إلى الأردن. واستقبال الجرحى فور وصولهم وتشخيص حالة الجريح من قبل اللجنة الطبية والمساهمة في نقل الجريح إلى المشفى المتخصص، وذلك وفقا للحاجة ولتوفر الأسرّة في المشافي المغطاة أي التي يكون فيها تمويل لعلاج الجرحى مثل مستشفى الرمثا الحكومي والتواصل مع ذوي الجريح وإعطائهم تقرير عن وضع الجريح فور وصوله للمستشفى. وتوثيق أسماء الجرحى وتصنيف حالاتهم ورفع جداول للجهات المعنية لتأمين الدعم لهم. وفي ظل عدم المبالاة والتقصير تجاه جرحى الثورة السورية قام مكتب ارتباط جرحى الكرامة في الأردن بتنظيم حملة توعوية للجريح تحت عنوان (جرحانا أمانة في أعناقنا .. لا تتركوهم لأروقة المستشفيات) في الفترة ما بين 22- 27 يونيو، وتهدف هذه الحملة إلى التعريف بما يعانيه جرحى الثورة السورية وتوضيح سبل تقديم المساعدة لهم".
ويؤكد أخصائي الجراحة العامة في مشفى الرمثا الدكتور محمد ياسر بلوط، أن معاناة الجريح السوري ﻻ تنتهي عند وصوله إلى الأردن بل تبدأ عادة قصة من نوع آخر، معاناة ﻻ يوجد فيها قتال ولا سلاح، بل كل الخدمات مؤمنة في المشافي الأردنية، ولكن المعاناة هي في تغطية تكاليف هذه الخدمات الباهظة، حيث إن الجريح بعد دخوله اﻷردن واستقباله في مشفى الرمثا الحكومي –وهو أقرب المشافي الحكومية إلى الحدود الأردنية السورية يتم تقييم وضعه الصحي وعلاجه إن كانت حالته بسيطة، أما إن كانت حالته حرجة فقد ﻻ يتأمن العلاج اللازم في المشفى الحكومي، ليضطر الناشطون أو أهل الجريح ﻹخراجه إلى مشفى خاص لتأمين علاجه بشكل مناسب رغم التكلفة العالية. والهم اﻷكبر بعد خروج الجريح من المشفى هو تأمين المأوى المناسب له وتأمين اﻷدوية المطلوبة والضماد اللازم والمعالجة الفيزيائية ومتابعة المواعيد في المشافي حسب حالته.
أرسل تعليقك