حذّرت وثائق حكومية بريطانية مُسرّبة من حدوث أزمة في الوقود والطعام والدواء حال خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وجاء في الوثائق، التي نشرتها صحيفة "صنداي تايمز"، أنه ثمة تكهنات بحدوث حالة من الفوضى في الموانئ، وعودة الحواجز على الحدود بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، الأمر الذي قد يأجج احتجاجات ويتسبب في إغلاق الطرق، وقالت مصادر إن هذه التنبؤات منطقية، في ظل حالة ما بعد الصدمة التي قد تعيشها المملكة المتحدة إثر الخروج من دون اتفاق، لكن ذلك ليس أسوأ الاحتمالات.
وقال الرئيس السابق للخدمة العامة البريطانية، لورد بوب كيرسلايك، لـ بي بي سي إن هذه الوثائق "صحيحة" وإنها "تعرض بوضوح حجم المخاطر التي تنتظر البلاد في شتى المجالات حال الخروج بدون اتفاق".
وتابع: "هذه مخاطر جنونية، ويجب البحث عن كل الوسائل الممكنة لتجنبها"، في حين قالت الحكومة إن هذه الوثائق لا تمثل توقعاتها، وإنما رصد للسيناريوهات المحتملة كجزء من استعدادها للخروج بدون اتفاق.
محادثات "قليلة جدا"
ويزور رئيس الوزراء، بوريس جونسون، ألمانيا وفرنسا الأربعاء والخميس، ومن المتوقع أن يناقش مع قادة الاتحاد الأوروبي ضرورة العمل على اتفاق بريكست جديد، لكن الحكومة البريطانية قالت إن جدول أعمال جونسون في الزيارة، وهي الأولى للخارج كرئيس للوزراء، به "محادثات قليلة جدا" بشأن بريكست. في حين تركز الاجتماعات على السياسة الخارجية، والأمن، والتجارة، والبيئة قبيل قمة الدول الصناعية السبع الكبرى المقررة نهاية الأسبوع القادم.
ومن المتوقع أن يؤكد جونسون على عدم استعداد البرلمان للتراجع عن نتيجة استفتاء عام 2016، وضرورة التوصل لاتفاق جديد غير الذي عرضته حكومة تيريزا ماي.
وأكد جونسون في أكثر من مناسبة على حتمية خروج بلاده في الموعد المقرر بنهاية أكتوبر/تشرين الأول، حتى دون التوصل لاتفاق، "وليكن ما يكون".
وذكرت الوثائق المسربة، ومصدرها وزارة المالية، إن المملكة المتحدة قد تعيش حالة من الفوضى في الموانئ تستمر لأشهر. كما يُتوقع أن تفشل محاولات تجنب إنشاء حواجز حدودية بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا.
وذكرت الوثائق قائمة من تبعات الخروج دون اتفاق، شملت:
شح الطعام الطازج وارتفاع أسعاره.
تأجج الاحتجاجات في أيرلندا جراء بناء حواجز على الحدود بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا.
شح الوقود، وفقد حوالي ألفي وظيفة حال إلغاء الضرائب على واردات الوقود، الأمر الذي قد يؤدي إلى إغلاق مصفاتين.
زيادة فترات انتظار الأدوية، ومن بينها الأنسولين ولقاحات الأنفلوانزا.
فوضى عامة وصراعات محلية جراء شح الطعام والدواء.
تأخر المسافرين في المطارات والنقاط الحدودية الأوروبية.
حالة من الارتباك في الموانئ قد تستمر لثلاثة أشهر، بسبب فحص الجمارك، ثم تحسن في واردات التعريفات الجمركية بمعدل 50-70 في المئة عن المعدل الحالي.
ودعا زعيم حزب العمال، جيرمي كوربن، الأسبوع الماضي نواب البرلمان للعمل على منع الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.
وقال في خطاب مكتوب إنه يتعين سحب الثقة من جونسون، وتنصيب نفسه رئيسا مؤقتا للوزراء، وتأخير بريكست، والدعوة لانتخابات مبكرة، وتدشين حملة لإجراء استفتاء جديد.
وقال كوربن لصحيفة أوبزيرفر إن خطته هي الطريقة "الأبسط والأكثر ديمقراطية" لمنع الخروج دون اتفاق، وأضاف "ويجب استغلال هذه الفرصة ليقرر الناس مستقبل البلاد، ورئيس رئيس الوزراء غير المنتخب."
قد يهمك أيضا :
الاتحاد الأوروبي يفرض رسومًا على واردات الديزل الحيوي الأندونيسي
"شبح التباطؤ" يُلاحق الاقتصاد الأوروبي حتى 2020 ومنطقة اليورو "الأكثر قتامة"
أرسل تعليقك