واشنطن - رولا عيسى
دعا صديق مير متين والد مهاجم أورلاندو عمر متين الله لمعاقبة الأفغان الذين شاركوا في حملته السياسية بسبب عصيانهم له، ووصف متين زملائه السابقين بأنهم مجموعة من الطفيليات بسبب محاولتهم جعل الناس هم المسؤولين عن اثنين من المكاتب الأوروبية التي اختلف معها متين، وهدد متين الذي يزعم بأنه الرئيس الأفغاني في المنفى بإبلاغ الشرطة البريطانية والهولندية عنهم بتهمة الاحتيال والسرقة وأخبرهم أن "الشخص الغيور يذهب إلى الجحيم"، وفي رسائل إلكترونية مريرة منع متين بعض زملائه السابقين من المجموعة واتهمهم بأنهم جواسيس لأجهزة الأمن الباكستانية، وحذرهم متين تحذيرًا تقشعر له الأبدان قائلا, "سيعاقبكم الله جميعا والله لديه طريقته والله يتولاكم أيها الأشخاص المريضة"، وتختلف هذه اللغة تماما عن اللغة التي قدّم بها متين نفسه للصحافيين الذين سألوه عما يعرفه عن رحلة ابنه عمر للتطرف والقتل الجماعي.
وزعم متين في مقابلة في منزله في فلوريدا أنه ليس لديه أي فكرة عن نظرة ابنه البغيضة للعالم، إلا أن مشاركاته الغريبة على الإنترنت جعلته شخصا غريب الأطوار حيث ظهر في برنامج تليفزيوني وأعلن نفسه كرئيس لأفغانستان في المنفى، وبعد 24 ساعة من قتل نجله عمر 49 شخصا في نادى للمثليين في أورلاندو الأحد أطلق متين الأب فيديو قال فيه " الله سيعاقب المتورطين في العلاقات الجنسية المثلية"، وأشارت رسائل البريد الإلكتروني المنشورة على الإنترنت إلى مكتب دوراند غيرغا في بريطانيا وهي المنظمة السياسية لمتين باعتبارها مطعم هندي في إحدى ضواحي مدينة برمنغهام ثاني أكبر المدن البريطانية والتي تبدو مغلقة حاليا، وترغب دوراند غيرغا في أن تتسع حدود أفغانستان لتشمل مناطق شاسعة من باكستان وفقا للحدود التي وضعتها بريطانيا عام 1893، وفي رسائل البريد الإلكتروني المكتوبة بلغة إنجليزية ركيكة اتهم متين من في المجموعة الذين كانوا ضده بأن لديهم الرغبه في اتباع أجندة خدمات الأمن الباكستانية (ISI) وبأنهم محتالين.
وأخبر متين زملائه السابقين في إحدى رسائل البريد أنهم لم يعدوا أعضاء في المجموعة، وجاء في الرسالة الإلكترونية " رأيكم لا قيمة له وستخجلون من الغيرة"، ووصفهم بالخاسرين وأنه سيبلغ عنهم الشرطة في بريطانيا وهولندا، وكتب متين (59 عاما) " سيأتي إلى هولاندا وإذا كنت رجال بما يكفي يمكنكم قولها لي وجها لوجه"، واتهم متين زملاءه السابقين بأن لهم وجوه قبيحة قائلا: " بدلا من أن تشكروني جميعكم لم يحترمني"، وجاء في الرسالة الإلكترونية " أخبرني كم من المال دفعته لكم خدمات الأمن الباكستاني والتي ستتحول إلى سرطان في حلقكم إن شاء الله، دوراند غيرغا تجعلني أنتمي إلى أميركا وأوروبا وأفغانستان، ولا يوجد شئ يمكنكم القيام به".
وأوضح ممثل الجمعية الأفغانية في لندن الدكتور صلاح الدين سيدي أن متين حصل على دور بارز في دوراند غيرغا بفضل برنامجه التليفزيوني، والتقى الرجلان عام 2012 عندما ذهب متين إلى لندن للمشاركة في متمر حضره عشرات الأعضاء من دوراند غيرغا من جميع أنحاء العالم وكان اللقاء في أحد المطاعم في هونسلر غرب لندن، وأفاد سيدي أنهم تحدثوا في قضايا كبرى تواجه المجموعة لكنه وجد أن متين ليس شخصا عاديا، مضيفا " لقد أصبح متعصب واستخدم برنامجه التليفزيوني ليصبح مشهورًا، ومعرفته ليست قوية، لكنه يحظى بشعبية ويحاول الاستفادة من ذلك".
وسُئل سيدي عما إذا كان متين شخصا مضطربا وأفاد أنه ليس طبيعيا وأخلاقيا لا يوجد عار عليه، وبين الدكتور سيدي أنه قبل أسبوع من مجزرة أورلاندو شاهد خطاب نشره متين على الفيسبوك واعتقد أنه يجب حبسه وعائلته مع تقييمه نفسيا لمدة ستة أشهر، وظهر متين في برنامجه التليفزيوني الذي يبث من ستوديو في كاليفورنيا مرتديا زيا عسكريا معلنا نفسه زعيم للحكومة الثورية الانتقالية في أفغانستان، ويزعم أن لديه وكالة استخبارات خاصة به وصلات وثيقة بالكونغرس الأميركي والذي يخطط لاستخدامه للسيطرة على وطنه، وجاء في رسالة متين التي كتبها على الفيسبوك الإثنين بعد يوم من المجزرة " سيعاقب الله المتورطين في المثلية الجنسية، إنها قضية لا يجب أن يتعامل معها البشر"، وتتنافر الرسالة مع العديد من المقابلات التي أجراها في منزله حيث أدان أعمال نجله واصفها إيها بأنها عملا إرهابيا.
وبين متين في حديثه للصحافيين أن آخر مرة تحدث فيها إلى ابنه كانت قبل المذبحة بيوم واحد وأنه بدا على ما يرام، وزعم متين أنه عند نشأة ابنه وفر لها الحب والرعاية وأنه لم ير اي علامة على البلطجة أو الشعور بالانزعاج أو العصبية، مضيفا " أشعر بالجنون إذا عملت بنسبة 1% أنه سيرتكب مثل هذه الجريمة كنت قبضت عليه بنفسي، لا أعلم لماذا فعل ما فعله، أنا حزين مثل بقية البلاد وأتمنى أن يتعافى أشقائي الأميركيين سريعًا، حيث أن ذلك لم يحدث في الولايات المتحدة".
وأضاف متين إلى "جريدة واشنطن بوست", "لا تطرف إنه ليس لديَّ لحية على الأقل، ولا أعتقد أن الأمر له علاقة بالدين أو الإسلام"، ولم يتضح متى غادر متين أفغانستان بين ملايين من الناس الذين تركوا البلاد بعد تعرضها للغزو من قبل الاتحاد السوفيتي عام 1979، وأشاد متين بحركة طالبان في إحدى الفيديوهات على يوتيوب قائلا " إخواننا في وزيرستان وإخواننا المحاربين في حركة طالبان وحركة طالبان الأفغانية الوطنية يتصاعدون".
أرسل تعليقك