واشنطن ـ رولا عيسى
يستعد متطوعون وعاملون من منظمة "الخدمات العالمية الكنسية" لاستقبال أفواجًا من اللاجئين السورين في مدينة لانكستر في ولاية بنسلفانيا الأميركية، حيث يتم تجهيز المنازل وتزويدها بالمستلزمات لإقامة اللاجئين السورين فيها.
وتطوع الكثير من العائلات لاستقبال بعض من اللاجئين السورين للعيش معهم كأحد أفراد عائلاتهم، وفي أحد منازل المدينة الذي تم طلائه مؤخرًا باللون الرمادي استعدادًا لاستقبال عائلة سورية مكونة من 10 أفراد قادمين من تركيا، حيث أن برنامج توطين اللاجئين التابع لوزارة الخارجية الأميركية منوط به توطين كل اللاجئين السوريين القادمين إلى الولايات المتحدة الأميركية.
ويرى البعض من مؤيدي "ترامب" أن البيت الرمادي المعد لاستقبال اللاجئين السورين بمثابة حصان طروادة الذي سيخرج منه سيل عارم من المتطرفين، علمًا بأن الحكومة الأميركية تمنح كل لاجئ سوري مبلغ 1.125 دولار عند وصوله ولمره واحدة فقط وهذا لا يكفيه للعيش في المجتمع الأميركي لذا تقوم المنظمات غير الحكومية والجمعيات غير الهادفة للربح كمنظمة "الخدمات العالمية الكنسية" بمساعدة هؤلاء اللاجئين وتلبية حاجاتهم المعيشية في مجتمعهم الجديد كما تساعدهم في توفير فرص عمل للبالغين من اللاجئين السوريين، واتخذت طرق استقبال اللاجئين صور شتي من لافتات الترحيب التي كتبت باللغة العربية لإقامة معارض لبيع الأثاث بأسعار زهيدة.
وسارع السيد دوغليغلير إلى مطبخ بيته المزدحم بالأواني والأطباق الزائدة عن الحاجة، حيث حدد بعض الأواني والأطباق وأدوات المطبخ الأخرى لتقديمها إلى اللاجئين، وحين الانتهاء من ذلك، صعد إلى غرف النوم بالطابق العلوي لإحضار بعض الأغطية والوسائد وأشياء أخرى لتقديمها للاجئين.، وكانت قد أشارت السيدة شيلا مستربونتو، المشرف على عملية تسكين اللاجئين في مدينة لانكستر منذ فترة طويلة، إلى الفهم الضيق لمشاكل اللاجئين حول العالم وصولًا للمراحل القاسية التي يمرون بها قبل الدخول للولايات المتحدة الأميريكية، وتتابع بأنها لا تعلم ماذا يخبئ الرئيس المنتخب "ترامب" في جعبته فيما يخص قضية اللاجئين السوريين في الولايات المتحدة.
وفي سياق متصل، وطنت منظمة "الخدمات العالمية الكنسية" 407 من اللاجئين من أصل 85 ألف لاجئ سوري قدموا الولايات المتحدة العالم الماضي، حيث تأمل في توطين 550 من أصل 110 ألف لاجئ قدموا الولايات المتحدة هذا العام، فليست أبواب المدينة مفتوحة للاجئين السورين فحسب لكن هي مفتوحة للاجئين العراقيين والصوماليين والكونغوليين والأوكرانيين والبيلاروسيين، ولاجئين من كازاخستان ولبنان وفلسطين ونيبال وبورما وسريلانكا.
وتبدأ الاحتفالات في مدينة لانكستر في يومها الأول بتزين شجرة الكريسمس الكبيرة استعدادًا لمظاهر الاحتفال، كما تتزين المنازل والشرفات بالزينة والأنوار كذلك احتفالات أعياد الميلاد، حيث يصنع بعض المتطوعين الطعام لتقديمه إلى العائلات السورية، في حين يصنع بعض العائلات السورية التي قدمت في وقت سابق الطعام للعائلات السورية الوافدة حديثًا للولايات المتحدة الأميركية.
بينما توقف السماء أمطارها لتفسح المجال لضوء القمر أن يشع، تقل إحدى المتطوعات عائلة سورية جديدة قدمت منذ سبعة أشهر إلى الولايات المتحدة إلى منزلهم الجديد في المدينة، لتتوقف بها عند منزلها لتعد لهم وجبة ساخنة لتخفف عنهم مشقة السفر الطويل، فبعد الانتهاء من الأكل قامت بإحضار بعض الأطعمة المعلبة التي سيحتاجونها عند وصولهم إلى منزلهم الجديد، ليساعدهم محمد أكبر أطفال العائلة سنًا في حمل تلك الأشياء للسيارة، ليتمتم بكلمات الشكر بإنجليزيته الجديدة التي أحكم مخارج حروفها، فهذه ليست آخر عائلة سيتم استقبالها في المدينة، حيث من المنتظر استقبال عائلات أخرين بالأحضان والقبلات.
أرسل تعليقك