سكان صحراء كالاهاري من أكثر الحضارات نجاحًا واستدامة
أخر الأخبار

سكان صحراء كالاهاري من أكثر الحضارات نجاحًا واستدامة

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - سكان صحراء كالاهاري من أكثر الحضارات نجاحًا واستدامة

شعب جو هوانسي
واشنطن ـ رولا عيسى

طالما كان ينتشر بين شعب جو/هوانسي من كالاهاري مساواة واضحة، إنهم يكرهون النظم التي تؤدي لعدم المساواة أو الرياء، ولا يعتمدون على المؤسسات الرسمية في إدارة حياتهم، هذا ما جعلهم جزء من الحضارة الأكثر نجاحًا واستدامة في تاريخ البشرية.

سكان صحراء كالاهاري من أكثر الحضارات نجاحًا واستدامة

وفي الستينيات من القرن العشرين، أصبح شعب جو/هوانسي من صحراء كالاهاري مشهورين لقلبهم وجهات النظر الراسخة عن التطور الاجتماعي رأسًا على عقب، وفي الواقع إسهامهم في فهمنا لقصة الإنسانية أكثر أهمية بكثير من مجرد جعلنا نعيد التفكير في ماضينا.

وإلى أن اشتهر شعب جو/هوانسي، كان هناك اعتقادًا سائدًا على نطاق واسع أن الصيادين جامعي الثمار تحملوا معركة شبه مستمرة ضد المجاعات، ولكن عندما قام عالم الأنثروبولوجيا الكندي الشاب "ريتشارد بي لي" بإجراء سلسلة من التحليلات الاقتصادية البسيطة للمدخلات والمخرجات عن "جو/هوانسي" أثناء دراسة حياتهم اليومية، وجد أنهم ليس فقط حققوا حياة جيدة من الصيد وجمع الثمار، ولكنهم فعلوا ذلك من خلال قضاء 15 ساعة عمل أسبوعيًا فحسب، وبناء على هذا أعاد علماء الأنثروبولوجيا وصف الصيادين جامعي الثمار بأنهم "مجتمع الأغنياء الأصلي".

سكان صحراء كالاهاري من أكثر الحضارات نجاحًا واستدامة

ولقد سُلط الضوء على أهمية فهم كيفية تحقيق الصيادين-جامعي الثمار لمثل هذه الحياة الجيدة حديثًا فحسب، وذلك بفضل سلسلة من الدراسات والاكتشافات الأثرية، التي أظهرت أن سكان الصحراء أقدم بكثير مما كنا نتخيل أي وقت مضى، وقد اعتمدوا على الصيد وجمع الثمار باستمرار في الجنوب الأفريقي لأكثر من 150000 سنة.

سكان صحراء كالاهاري من أكثر الحضارات نجاحًا واستدامة

وإذا كان يمكن الحكم على نجاح حضارة من خلال قدرتها على التحمل على مر السنين، وهذا يعني أن خويزان هي حتى الآن أكثر الحضارات نجاحًا واستقرارًا واستدامة في تاريخ البشرية.

إن سرعة تحول جو /هوانسي من مجموعة معزولة من الصيادين وجامعي الثمار إلى أقلية مهمشة في دولة تتطور سريعًا ليس لها مثيل في التاريخ الحديث، وبقدر ما هي عملية محيرة بالنسبة لهم، فإنها تقدم منظورًا فريدًا من نوعه، ومزدوجًا للأشخاص الذين أصبحوا جزء من الاقتصاد المعاصر بالرغم من استبعادهم من المشاركة الكاملة فيه، والذين يتفاعلون مع الحداثة بأيادي وعقول الصيادين-جامعي الثمار.

وبالأخذ في الاعتبار الأدلة الأثرية والجينومية الجديدة، فإن هذا يعطينا أفكارًا رائعة بشأن كيفية الاستجابة لبعض التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الأكثر إلحاحًا اليوم، ومن أهمها إدراك أن الصفات الأنانية مثل الحسد - والتي نعبر من خلالها عن سخطنا من عدم المساواة - كانت ميزة مفيدة لبناء التماسك الاجتماعي الذي مكن الصيادين-جامعي الثمار من جو/هوانسي من الازدهار كما فعلوا.

إلى حد ما، كان ثراء جو/هوانسي مبنيًا على ثقتهم الراسخة في وفرة الموارد ببيئاتهم، ومهاراتهم في استغلال هذا، فلا يزال بمقدور جو/هوانسي الاستفادة من أكثر من 150 نوعًا من أنواع النباتات المختلفة، ولديهم المهارة اللازمة لاصطياد أي حيوان يختارونه، ونتيجة لذلك، كانوا يعملون فقط من أجل تلبية احتياجاتهم الفورية، ولم يخزنوا الفوائض، ولم يحصدوا أكثر مما كانوا يستطيعون تناوله على المدى القصير.

سكان صحراء كالاهاري من أكثر الحضارات نجاحًا واستدامة

فبالنسبة لجو/هوانسي، لم تكن "مشكلة الندرة" التي هي المشكلة البديهية في الاقتصاد الحديث، أمرًا يشغلهم، حيث لدى جو/هوانسي احتياجات قليلة يلبونها ببساطة، وكان ذلك ممكنًا لأنهم كانوا - ولا يزالوا - في المقام الأول يعتمدون على المساواة بينهم، ولم يتمكنوا من التقيد بنظم تؤدي إلى اللامساواة أو الرياء، ولم يكن لديهم مؤسسات قيادة رسمية، فيتمتع الرجال والنساء بسلطات صنع القرار على قدم المساواة، ويلعب الأطفال ألعاب غير تنافسية في مجموعات من فئات عمرية مختلفة، ويُعامَل كبار السن بمودة عظيمة، ولكن لا يُمنَحوا أي امتيازات خاصة، وهذا بدوره يعني أن لا أحد يهتم بجمع الثروة أو النفوذ، وبالتالي لا يفرطون في استغلال بيئتهم.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكان صحراء كالاهاري من أكثر الحضارات نجاحًا واستدامة سكان صحراء كالاهاري من أكثر الحضارات نجاحًا واستدامة



إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 08:57 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تفوز بجائزة أفضل كروس أوفر في حفل جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 09:01 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 11:59 2020 الإثنين ,13 إبريل / نيسان

أجمل الأماكن السياحية في البرازيل

GMT 09:48 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

فيليسيتي جونز جريئة في العرض الأول لـ"حرب النجوم"

GMT 12:48 2016 الخميس ,29 كانون الأول / ديسمبر

أكبر أحزاب رومانيا يختار أوّل امرأة مسلمة لرئاسة الوزراء

GMT 14:23 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

فان نيكرك يسعى لتحقيق رقم قياسي جديد

GMT 08:49 2020 الجمعة ,08 أيار / مايو

كيف أعلم بنتي الإتيكيت

GMT 14:27 2016 الأربعاء ,29 حزيران / يونيو

تصالحت تركيا وإسرائيل .. فماذا عن الفلسطينيين !

GMT 00:40 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

"النجاح الوطنية" تطالب بتطبيق مواصفات التصميم الزلزالي

GMT 00:59 2015 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الدكتور سعيد حساسين ينصح باختيار مستحضرات تجميل طبيعية

GMT 17:51 2016 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

منزل بريطاني من الثلاثينات يُصبح تحفة فنية بلمسات راقية

GMT 02:26 2015 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة الأميركية أوليفيا وايلد تسرق الأضواء بفستان أبيض

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday